محمد على كلاى المتمرد

محمد على كلاى المتمرد

محمد على كلاى المتمرد

 العرب اليوم -

محمد على كلاى المتمرد

يقلم - خالد منتصر

أربع سنوات على رحيل هذا البطل الأسطورى الذى كان دائماً يحمل لقب الأشهر والأفضل بين الرياضيين، شهرته الساحقة لم تتحقق عبر نجاحه الرياضى وانتصارات الملاكمة فقط، ولكنها جاءت من تمرده وطريقة حياته وسلوكياته ونوعية قراراته، فحياته تتلخص فى عبارة «صوته من دماغه»، فقد عاش محمد على كلاى طيلة حياته صوته من دماغه بالفعل، عندما اخترع طريقة ملاكمة مدهشة حُفرت فى تاريخ الرياضة باسمه وخرج على قواعد المراجع الكلاسيكية فى تلك الرياضة، عندما رفض التجنيد فى حرب فيتنام وحكم عليه بالسجن لأنه يتهرب من أداء الخدمة العسكرية، عندما اختلف مع السائد وغيّر دينه، عندما ساند حركات التحرر فى العالم.. إلخ، لا أتحدث عن مدى صحة وصواب قراراته، ولكنى أتحدث عن الجرأة والجسارة والقدرة على المخالفة والتمرد والوقوف فى وجه الأغلبية حتى ولو أحس بالخطر والضرر.

محمد على كلاى اسم له سحر خاص فى مصر منذ أن زارها وقابل زعيمها «ناصر» وصلى فى أحد مساجدها، لذلك أصابنا جميعاً الحزن حين أصيب بمرض الشلل الرعاش سنة 1984 وفى سن الثانية والأربعين، عرفنا أنها أخطر جولة على حلبة الحياة، تأكدنا ساعتها أنها المباراة الوحيدة التى سيدخلها «كلاى» وهو متأكد أنها ستُحسم بالضربة القاضية، الفتى الرشيق الذى يلسع كالنحلة ويقفز كالفراشة صار يرتعش كالخائف العارى تحت المطر والصقيع، قال له الأطباء إنها ضربات ولكمات الرأس التى كان يتلقاها «كلاى» من خصومه، كان كمحترف لا يستطيع ارتداء الخوذة، فالملايين التى يتقاضاها المحترفون تقتضى شروطاً لجذب المتفرجين المتعطشين لمشاهدة عنف بدائى خام دون حماية خوذات، بدأت الأعراض البسيطة تباغته منذ اعتزاله 1981، لكنه لم يُشخص إلا بعدها بثلاث سنوات، عندما بدأت الرعشة وبدأت صعوبة الكلام، بدأ «كلاى» يتحرك ببطء، خضع للعلاج ولكنه كان علاج التأجيل لا الشفاء، عندما تخشب وتجمد جسد «كلاى» هاجمه الاكتئاب وقبلها كان يعانى صعوبة فى النوم، ظهر هذا جلياً فى حفل تنصيب «أوباما» الذى حضره ولم يحضره، فقد حضره شبحاً ولم يحضره وعياً وكاريزما، لم يستطع محمد على كلاى إلقاء أى كلمة على الجمهور الحاضر الذى كان متعطشاً لحديثه، ما زال هذا الجمهور محفوراً فى ذاكرته خطابه أمام المحكمة عندما رفض التجنيد فى حرب فيتنام، حين حبس العالم أنفاسه انتظاراً لإجابة سؤال من الذى سينتصر فى هذه الملاكمة التاريخية، «جونسون» أم «كلاى»؟، ما زالت صورة «كلاى» فى الأذهان هى صورة البطل القوى الرشيق الذى جعل من الملاكمة فناً وأسطورة، وظل البطل يحارب فى أطول مباراة ملاكمة فى التاريخ على حلبة الباركنسون الشرس، الخصم الوحيد الذى قهر «كلاى».

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

محمد على كلاى المتمرد محمد على كلاى المتمرد



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab