السكرى وثورة الخلايا الجذعية

السكرى وثورة الخلايا الجذعية

السكرى وثورة الخلايا الجذعية

 العرب اليوم -

السكرى وثورة الخلايا الجذعية

بقلم :خالد منتصر

قبل أن تقرأوا تفاصيل المقال لا بد أن تعرفوا أن ما سأكتب عنه ما زال فى طور التجارب السريرية ولم يكتمل بعد بالنشر فى المجلة العلمية المحكَّمة، وإياكم والوقوع فى براثن أى طبيب مصرى يخدعكم بأنه سيعالجكم بالخلايا الجذعية، لكن ما حدث للمريض بريان شيلتون هو ثورة علمية تبشر بأننا على أبواب طب جديد ومختلف، وقد احتل كل مانشيتات الجرائد ونشرات الأخبار فى العالم، والصدفة أن تلك الثورة العلمية قد حدثت ونحن نحتفل بمرور مائة سنة على أهم ثورة علمية فى مجال السكر وهى اكتشاف الأنسولين.

بريان شيلتون ساعى بريد أمريكى يعانى من سكر من النوع الأول والقاسى، فنسبة سكره مقاومة للعلاجات ومرتفعة دائماً وتحتاج إلى قياسات بشكل متكرر طيلة اليوم، وقد أحيل إلى التقاعد بعد اصطدام دراجته البخارية بحائط مبنى أثناء عمله بعد أن أُغمى عليه، تحولت حياته إلى مأساة وجحيم، عادت إليه زوجته المطلقة لتعتنى به بعد أن صار وحيداً، قالت: «كنت أخشى أن أتركه وحده طوال اليوم، فى وقت مبكر من هذا العام رصدت دعوة للأشخاص المصابين بداء السكرى من النوع الأول للمشاركة فى تجربة إكلينيكية أجرتها شركة Vertex Pharmaceuticals.

كانت الشركة تختبر علاجاً طُوِّر على مدى عقود من قبَل عالم اسمه ملتون تعهَّد بإيجاد علاج بعد إصابة ابنه الرضيع وابنته المراهقة بالمرض».

فى 29 يونيو الماضى أصبح بريان شيلتون أول مريض يحصل على حقنة من الخلايا الجذعية التى طُوِّرت لتصبح مثل خلايا البنكرياس المنتجة للأنسولين، الآن يتحكم جسمه تلقائياً فى مستويات الأنسولين والسكر فى الدم، قد يكون شيلتون، البالغ من العمر الآن 64 عاماً، أول شخص يتعافى من المرض بعلاج جديد، لكن الخبراء فى أمريكا يتفاءلون بأن المساعدة قد تأتى لأكثر من 1.5 مليون أمريكى يعانون من مرض السكرى من النوع الأول، صرخ شيلتون وبكى وهو يقول: «إنها حياة جديدة تماماً».

«إنها مثل معجزة». أصيب خبراء السكرى بالدهشة لكنهم حثوا على توخى الحذر، فالدراسة ما زالت مستمرة وستستغرق خمس سنوات، وتشمل 17 شخصاً يعانون من حالات شديدة من مرض السكرى من النوع الأول، بدأت تلك الثورة العلمية ببحث دام 30 عاماً لعالم الأحياء بجامعة هارفارد، دوج ميلتون الذى كان يعمل فى معمله على الضفادع، لم يفكر ميلتون كثيراً فى مرض السكرى حتى عام 1991 عندما بدأ ابنه سام البالغ من العمر ستة أشهر يرتجف ويتقيأ ويلهث، قال ميلتون: «لقد كان مريضاً جداً، وطبيب الأطفال لم يكن يعرف ما معاناته ومرضه»، قام هو وزوجته جيل أوكيف بنقل طفلهما إلى مستشفى بوسطن للأطفال، كان بول سام ممتلئاً بالسكر، ذلك المرض الذى يحدث عندما يقوم الجهاز المناعى للجسم بتدمير خلايا البنكرياس التى تفرز الأنسولين، بالنسبة لميلتون وأوكيف، كانت رعاية طفل مصاب بالمرض أمراً مرعباً، اضطرت أوكيف إلى وخز أصابع سام وقدميه لفحص سكر الدم أربع مرات فى اليوم، ثم كان عليها أن تحقنه بالأنسولين، بالنسبة لطفل صغير فى السن، لم يتوفر الأنسولين بالجرعة المناسبة، كان على والديه أن يخففاها.

يتذكر ميلتون: «قالت لى جيل وهى تبكى بمرارة: أرجوك خفِّف معاناتى، عليك باكتشاف علاج لهذا المرض اللعين»، بمرور الوقت، أصيبت ابنتهما إيما، التى تكبر سام بأربع سنوات، بالمرض أيضاً، عندما كانت فى الرابعة عشرة من عمرها، كان ميلتون يدرس نمو الضفادع، لكنه ترك هذا العمل، مصمماً على إيجاد علاج لمرض السكرى. تحول إلى الخلايا الجذعية الجنينية، والتى لديها القدرة على أن تصبح أى خلية فى الجسم، كان هدفه هو تحويلها إلى خلايا جزر لانجرهانز لعلاج مرضى السكرى.

قالت سيندى زوجة بريان: «منذ البداية، كان الأمر مختلفاً بالفعل، لم يكن يصل مستوى السكر فى الدم إلى 300 و400، حدثت التغييرات الكبيرة حقاً فى أول ثلاثة أشهر، لقد كان أمراً لا يصدق، كان هذا كما أعتقد فى المرة الأولى التى أخبرته فيها فى الصباح، قلت: أنت تدرك أنه قد مرت خمسة أيام دون قطرة من الأنسولين» وقد كنت من قبل تحتاج فى اليوم ما بين 30 و40 وحدة فى اليوم.

أصبح جسم شيلتون الآن قادراً على التحكم فى مستويات الأنسولين والسكر فى الدم، لا يزال يرتدى جهاز مراقبة الجلوكوز ويفحصه كثيراً أثناء النهار، ولكن فى كل مرة يقرأ الرقم يبتسم.

قال بريان: «إنه سبب واحد يكفى أن تبتسم طوال اليوم، لقد جعلنى ميلتون شخصاً كاملاً حياً، نعم، لقد أعاد لى حياتى مرة أخرى».

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السكرى وثورة الخلايا الجذعية السكرى وثورة الخلايا الجذعية



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab