الكوميديا والكوميديان

الكوميديا والكوميديان

الكوميديا والكوميديان

 العرب اليوم -

الكوميديا والكوميديان

بقلم - خالد منتصر

أسعدنى فى هذا العام وفى أجواء الحفل الرمضانى الدرامى أن تنافس المسلسلات الكوميدية على الصدارة، وأن تعود الكوميديا فناً رفيعاً بعيداً عن الاستظراف والتهريج والتفاهة واللعب على القبح وعيوب الشكل والتنمر.. إلخ، الكوميديا منذ فترة وقعت فى فخ الاستخفاف والاستعباط والتدنى والزغزغة الفجة الفظة، فى هذا الموسم جاء اثنان من نجوم الكوميديا ليعيدا رسم خريطة الكوميديا ويسترجعا عرشها المفقود، أحمد مكى وأكرم حسنى.

سر النجاح والخلطة السحرية كانت الجدية، لا يعنى أننا نضحك ألا نكون جادين أثناء صناعة العمل الكوميدى، فمن ينسج عملاً كوميدياً لا بد أن يعرف ويعى أنه يمارس أصعب أنواع الفن، لأن الكوميديا تخاطب العقل، ويحتاج المشهد الكوميدى ليقظة عقل محلل، لذلك صار الحس الساخر من أهم معاملات ومقاييس الذكاء.

الوسط الفنى كان مسئولاً عن جزء كبير من مشكلة تعاملنا المتعالى مع الكوميديا، فمهرجاناتنا الفنية على سبيل المثال نادراً ما كانت تمنح جوائزها لكوميديان، وكأن الكوميديان عورة والكوميديا خطيئة! أفلامنا الكوميدية نادراً ما تسافر لمهرجانات عالمية، نجوم الكوميديا لا يقتربون من السجادة الحمراء لمهرجان كان أو برلين!!

أتذكر أن الكاتب الساخر الكبير محمود السعدنى كان قد ألَّف كتاباً مهماً عن المضحكين فى زمن الستينات، ووضعهم على قدم المساواة كتفاً بكتف مع نجوم الدراما الكبار الذين كانوا يعتبرون رموز الفن الحقيقى حينذاك، أما الكوميديانات فهم احتياطى أو عامل مساعد أو بهارات حريفة لجذب الجمهور أو شىء لزوم الشىء!

وقد تزامن كتاب السعدنى مع نهضة فرق مسرح التليفزيون ورعاية العبقرى سيد بدير والذى اهتم بالكوميديا وصنع ورسخ نجومية كل كوميديانات الستينات العظام، مر الوقت واصطدمنا بعاهات كوميدية لمسرح ودراما السبوبة والمقاولات، وصارت الكوميديا مرادفاً للتخلف العقلى والتباهى بالجهل والافتخار بالعبط! لذلك كانت سعادتى بهذا التحول فى مفهوم الكوميديا أو بالأصح استعادة أرض الكوميديا بعد احتلالها من هكسوس التفاهة.

يجمع أحمد مكى وأكرم حسنى الثقافة والجدية إلى جانب خفة الدم واحترام عقلية المشاهد ومتابعة الأحداث الاجتماعية بشكل دقيق، والأهم من وجود الممثل الكوميدى خفيف الدم، هو وجود المخرج الكوميدى يقظ الحس، الساخر بالصورة، الفاهم لأسرار الكوميديا، وجود أحمد الجندى بجانب مكى، ووجود خالد الحلفاوى بجانب حسنى، وفر للعمل الكوميدى رؤية وعمقاً وفورم، منح العمل تماسكاً فصار فناً درامياً وليس اسكتشات تهريج، وبالطبع ظهر كتاب ومؤلفون يكتبون الكوميديا بروح البناء الفنى الذى يجمعه أساس واحد ويظله سقف واحد ويربطه خيط متماسك ولا يقع فى فخ نكت المونولوجيستات، سنتناول هذين العملين بالتفصيل فى مقالات قادمة بإذن الله.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الكوميديا والكوميديان الكوميديا والكوميديان



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab