الوجود والعزاء

الوجود والعزاء

الوجود والعزاء

 العرب اليوم -

الوجود والعزاء

بقلم - خالد منتصر

الفيلسوف المغربى سعيد ناشيد هو أديب اختطفته الفلسفة، وفنان سرقته الأكاديمية، كلما قرأت له كتاباً أتخيله روائياً فى صومعته، فناناً تشكيلياً أو نحاتاً فى مرسمه، أو موسيقياً فى قاعة أوبرا، رشاقة لغته، ومنطق صياغته، وصفاء تأمله، تجعلنى دائماً أبحث عن كتبه فور أن تصدر، لذلك كانت سعادتى غامرة بكتابه الأخير الصادر عن دار التنوير «الوجود والعزاء، الفلسفة فى مواجهة خيبات الأمل»، وأعتبره من أهم الكتب التى صدرت فى سنة ٢٠٢٠ على مستوى العالم العربى كله، الكتاب ببساطة عزاء للنفس البشرية التى تؤجل وتعطل وتشل حياتها، وتتنازل عن متع وبهجة فى سبيل مجهول لا ضمان له، وخوف لا حياة معه، وأفضل عرض للكتاب هو فتح شهيتكم لقراءة لا غنى عنها له، باقتباسات سريعة متفرقة تستفز علامات استفهام وتضىء ظلمات مسكوتاً عنها، فلنبدأ الرحلة مع المبدع المغربى الحكيم سعيد ناشيد، يقول «ناشيد» فى كتابه:

ليس دور الفيلسوف أن يقاتل الأحلام، ولكن أن يعيد صياغة الحلم بحيث يساعدك على التفكير والعيش.

دور الفلسفة ليس أمل الخلاص ولكنه العزاء.

أن نعيش جيداً معناه أن نأمل قليلاً ونعشق كثيراً.

الخوف يصيب الروح بالذبول والحضارة بالأفول.

الشر موجود بشكل جذرى، لا يمكننا إنكاره، ولا تبريره، المتاح هو أن نفهمه بالمعرفة، ونقاومه بالحلم، ونتحمله بالحكمة.

من الممكن التحرر من الخوف من الموت، لكن لا يمكن أن نتحرر من الحزن.

الفلسفة تعلمنا العزاء باستبعاد الرهان على وجود خلاص نهائى، كل ما على الإنسان فعله هو أن يتحمل شرطه التراجيدى بمروءة وشهامة، بعيداً عن نهايات قصص الأطفال السعيدة التى تضعف قدرة الإنسان على الحياة.

إننا لا نملك غير هذا العالم بشقائه وآلامه وشروره، وفى لحظات السقوط لن تنفعنا غير أيادينا، وانطلاقاً من هذه الخيبة الجذرية نعاود البناء.

علينا أن نتعلم مثل بعض الروائيين كتابة المشهد الأخير من الرواية، أثناء التعاطى مع المشهد الأخير لا ننتظر أى شىء، بل نواصل السباحة فى نهر الحياة الجارى، نسبح بالعرض والعمق والارتفاع.

ليس دور الفلسفة أن تنقذنا من الموت، بل تعلمنا كيف نستسلم للفناء بطمأنينة.

علينا أن نتمرن على اعتبار الحياة مجرد لعبة لا نفتش فيها عن الجدوى.

الخوف من الموت هو المصدر الأول للأوهام التى تشل القدرة على التفكير، وهو المصدر الأول للشقاء الذى يضعف القدرة على الحياة، والمصدر الأول للعنف الذى يعيق القدرة على العيش المشترك.

رمم كينونتك مثلما ترمم أسنانك المسوسة، رمم عكاز الذات، استثمر معطيات الشيخوخة بشكل إيجابى، هناك أزهار لا تزهر إلا فى فصل الخريف.

الشفقة تشعرنا بالشقاء والحزن، الرحمة تثير مشاعر التضامن.

نحن نعيش الحلقة الأخيرة من أفول الأوثان.

حولنا الحياة لمحطات انتظار، الحياة صارت قاعة انتظار كبرى ينسى فيها الإنسان حاضره وكينونته.

المنسيون هم الموتى الحقيقيون.

«قد ينتهى مقاتل الوحش بأن يصبح هو الوحش».. نيتشه.

الفرصة مواتية لتحقيق سكينة بلا مسكنات، ومتعة بلا أوهام، وسعادة بلا أكاذيب.

لكى يسترجع الدين مشروعيته الأخلاقية يحتاج إلى ثلاثة إجراءات إصلاحية:

1- يجب أن يكف الخطاب الدينى عن إثارة مشاعر الخوف، وأن ينقل علاقتنا مع الله من حالة الهلع والفزع والجزع، إلى حالة المحبة والعشق والشوق.

2- يجب أن يكف الخطاب الدينى عن إثارة مشاعر الحزن، وملء نفوس الناس بأحاسيس الإثم والذنب والندم، الانتقال من نمط تدين سوداوى ومتجهم إلى نمط تدين احتفالى ومبهج.

3- يجب أن يكف الخطاب الدينى عن إثارة مشاعر الكراهية، تقويض الجهاز المفاهيمى الحاضن لثقافة الحقد والحسد والغيرة والضغينة.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الوجود والعزاء الوجود والعزاء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab