عصر التنوير الأوروبى والخلاص من سلطة الفاشية الدينية يقوم على أكتاف مفكرين ومبدعين كثيرين، يأتى على رأسهم الشاعر والمسرحى والمفكر فولتير، وهو يحتاج إلى مجلد وليس مقالاً، وما أحوجنا اليوم ونحن فكرياً فى ظروف مشابهة لما قبل الثورة الفرنسية وحسم المعركة مع السلطة القامعة للأفكار باسم الدين وتحت لافتته، فنحن نحتاج إلى ألف فولتير الآن لكى نحرك البحيرة الراكدة التى نمت وترعرعت فيها طحالب التعصّب والتطرف والإرهاب السامة، نحتاج إلى شجاعته وفنه وسخريته اللاذعة ونشاطه المتوهج ولغته الرفيعة وعدم مهادنته، ولذلك سأقدم بعض الاقتباسات التى تشير مجرد إشارة إلى أفكاره الثورية ولغته العذبة وأسلوبه المتفرّد، حسبما تسمح المساحة، كتب «فولتير»:
تسبّبت الآراء والاعتقادات بمشكلات على هذه الأرض الصغيرة أكثر مما تسببت به الأوبئة والزلازل.
صدقونى، إن الله برىء من هؤلاء، فالله لا يحب من يتاجرون به.
الطريق الأكثر أماناً هو عدم القيام بشىء ضد الضمير، فهذا يجعل الإنسان يعيش بسعادة وبلا خوف من الموت.
الأديان متعددة.. لكن العقل واحد.
أيمكن للمرء أن يرغب فيما لا يعرف؟
إن فعل الخير هو أفضل عبادة يمكن أن نقدمها لله.
كن شديد التسامح مع من خالفك الرأى، فإن لم يكن رأيه كل الصواب فلا تكن أنت كل الخطأ بتشبّثك برأيك.
الإنسان دائماً يبحث عن الأوهام لأنه أجبن من أن يواجه الحقائق.
من يجعلك تؤمن بالسخافات والخرافات يستطع أن يجبرك على ارتكاب الفظائع.
دعنا نقرأ.. دعنا نرقص.. هاتان التسليتان لن تلحقا أى ضررٍ بالعالم.
لا تحل المشكلات لسببين: أن تنكرها، وألا تعرف أسبابها.
أمقت ما تكتب، لكننى مستعد لدفع حياتى كى تواصل الكتابة.
إن وقوفى لحظة فى قفص الاتهام وأنا برىء ينسينى ألف كتاب قرأته عن الحرية.
يجب أن تكون العلاقة بين شخصين ملاذاً آمناً، فالعالم فيه من القساوة ما يكفى.
من الصعوبة أن تحرر السّذج من الأغلال التى يُبجلونها.
الحياة سفينة محطمة لكن علينا ألا ننسى أبداً لذة الغناء فى قوارب النجاة.
خير لى أن يشنقونى لأننى حاولت وأخطأت.. من أن يتوجونى لأننى ماطلت، وخُدعت، وانخدعت.
تستطيع تعليم البشر كل شىء، ما عدا الإحساس.
المواقف هى خريف العلاقات، يتساقط منها المزيفون كأوراق الشجر.
التسامح فى خلاصة القول، لم يتسبّب قط فى إثارة الفتن والحروب الأهلية، فى حين أن عدم التسامح قد عمَّم المذابح على وجه الأرض.
الشك ليس وضعاً مستساغاً، لكن اليقين حماقة.
لا يضرنى أن ليس على رأسى تاج ما دام فى يدى قلم.
لا تخف كثيراً من الموت، بل من الحياة الناقصة.
من يقول لك اتبع معتقدى حتى لا تحل عليك اللعنة سيأتى يوم ويقول لك: اتبع معتقدى وإلّا قتلتك.
ليس القوى من يكسب الحرب دائماً وإنما الضعيف من يخسر السلام دائماً.
حُكمك على الشخص يكون من أسئلته وليس أجوبته.
إننى أختلف معك فى كل كلمة تقولها، لكننى سأدافع حتى الموت عن حقك فى أن تقول ما تريد.
الوهم يحتل صدارة كل المُتَعِ وأشكال السعادة.