لجم العوام والغوغاء عن نقد العلماء

لجم العوام والغوغاء عن نقد العلماء

لجم العوام والغوغاء عن نقد العلماء

 العرب اليوم -

لجم العوام والغوغاء عن نقد العلماء

بقلم - خالد منتصر

أجابت «دار الإفتاء» عبر صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» على سؤال: ما رأى الشرع فى الذين يتناولون آراء العلماء القدماء والمعاصرين بالنقد والتجريح، والتشكيك فى مناهجهم ونواياهم؟ وقالت: الأصل فى التجرؤ على العلماء المنع، ويحرم فى حقِّ العوام مطلقاً، أما العلماء فيجوز لهم النقد والاعتراض والمناقشة بشروطها.

انتهى الخبر، وأعتقد أنه قد انتهى معه أيضاً معنى العلم، فروح العلم وجوهره ونواته وذروة سنامه هو النقد والتجرؤ والتشكيك، فلا يوجد علم بدون نقد وبدون تجرؤ وبدون تشكيك، والعالم الحقيقى الذى يفهم معنى العلم يعرف ويوقن بأن النقد بل النقد العنيف هو ضرورة وبدونه يموت العلم بأسفيكسيا الطاعة والرضوخ والقمع والانسحاق، ولا يوجد عالم يغضب من انتقاد أحد له على نظريته العلمية أو معادلته الكيميائية، ويكفره ويخرجه من الملة العلمية أو الجمعية الطبية، لأنه تشكك أو انتقد أو حتى قام بالتجريح والسخرية.

والسؤال: هل نحن نعيش فى القرون الوسطى حيث إحراق برونو وسجن جاليليو؟ الحضارة قد تجاوزت تلك الفترة السوداء، وعلينا ألا نُخرج من جعبتنا مثل تلك الفتاوى التى عطلتنا قروناً وقروناً منذ أن حرمنا الحنفية والطباعة والقهوة، حتى وصلنا لتحريم زرع الأعضاء والبتكوين وجوزة الطيب!!

والسؤال: هل ممنوع على العوام باعتبارهم من الغوغاء أن ينتقدوا ويشككوا فى فتوى أحد العلماء التى تقول بأن أقصى مدة للحمل أربع سنوات؟ هل ممنوع وحرام أن أنتقد وأشكك فى كلام من يقول إن غسيل الكلى تدخُّل فى مشيئة الله وتأخير للقائه؟! هل مطلوب منِّى أن أخرس بحجة عدم التجرؤ على العلماء حين يطعن شيخ فى معنى الوطن والوطنية ويقول إنه قد سجد شكراً لله عند هزيمة ١٩٦٧ ويبرر له المغيَّبون كلامه؟! هل ممنوع وحرام أن أنتقد من يقول إن السبى والجوارى هى حلول لمشكلاتنا الاقتصادية؟ هل ممنوع وحرام أن أنتقد بل وأهاجم من يخرب أهم موارد الدخل بتحريض الناس على سرقة الآثار؟! هل ممنوع وحرام أن أنتقد وأشكك فى فتوى العالم الكبير الذى أوصى بعدم تكسير عظام النساء أثناء ضربهن؟!

وهل من باب التجرؤ والازدراء أن أهاجم بأعلى صوتى من تسبَّب فى قتل أبى أو أمى أو ابنى عندما لم أجد من يزرع لهم كبداً أو قرنية، لأن فضيلة الشيخ العالم قد قال إن هذه الأعضاء ملك لله ولا يحق للشخص التصرف فيها؟! هل ممنوع وحرام أن أنتقد وأشكك فيمن جعل ابنتى تترك عملها فى البنك لأنه أقنعها من خلال فتوى أن العمل فى البنوك حرام لأنها تتعامل بالربا؟!

يا سادة.. فتاوى هؤلاء التى تريدون تحصينها وعدم المساس بأصحابها وكأنهم أنصاف آلهة، تخرب حياة أشخاص وتدمر عائلات وتقيم حروباً وتكفر شعوباً وتقتل بنى آدمين، هذه ليست وجهات نظر تقال على المقاهى فى لحظات السمر أو ماتشات الطاولة والدومينو ثم ينفض المولد، بل هى أفكار محنطة ومحرضة آتية من كهف الماضى محملة بصدأ الركود وعفن الخمود ورائحة البارود، ولا بد لنا بكل ما أوتينا من قوة أن ننتقدها ونشكك فيها ونهاجمها وندحضها بل ونفضحها، لأن هذا مستقبل أولادنا وأوطاننا وحياتنا، ولا يوجد فصال ولا تصح مساومة على شمس المستقبل، فإما نور خيوط أشعتها يوقظنا ويبث فى أوصالنا الحياة، وإما كسوفها وغروبها الدائم ليسود الظلام وتذبل الروح وتجف كل الينابيع والأنهار.

 

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لجم العوام والغوغاء عن نقد العلماء لجم العوام والغوغاء عن نقد العلماء



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab