الأخطر من التحرش

الأخطر من التحرش

الأخطر من التحرش

 العرب اليوم -

الأخطر من التحرش

بقلم - خالد منتصر

الأخطر من المتحرش من يبرر التحرش، تحت لافتة الستر وعدم الفضيحة، يبررون هتك العرض، «متحرش المعادى» هناك من دافع عنه وحاول أن يلبس فعله الإجرامى لباس المرض النفسى، وهذا منتهى الخطر، ويفتح ثغرة مرعبة تسمح بتمييع القضية، وإذا كانت هناك إيجابية واحدة لهذه البشاعة، إن جاز التعبير، فقد تكون هى فضح الازدواجية الدينية والنفاق الدينى، فحة المتحرش دعوات وأذكار وصور للكعبة... إلى آخر هذا الكوكتيل المحفوظ لكثير من المتدينين ظاهرياً الصارخين بالطقوس والشكليات، الدين همس ومناجاة يا سادة وليس أغانى مهرجانات، وتحويله إلى بازار وبيزنس وسمسرة لتمرير وتبرير موبقات، هو أكبر جرائم العصر، لكنى أرجو ألا تندهشوا من هذه الشيزوفرينيا، فهى ليست بجديدة، فالشيزوفرينيا الدينية ضاربة بجذورها فى التاريخ، هل تتذكرون عبدالحكيم عابدين صهر حسن البنا وفضائحه الجنسية؟، وهل تتذكرون الداعية طارق حفيد المرشد وفضائح تحرشه فى باريس؟، هل تتذكرون الشيخ ونيس وحادثة الطريق الزراعى؟، هل نسيتم البلكيمى وأنفه؟، الحكاية ممتدة.

وهذا المتحرش الذى يغطى على الذئب القابع بداخله بقنابل الغاز الدينية، هو مجرد رقم فى طابور طويل، والتحية كل التحية للسيدة الجدعة التى أبلغت عنه وفضحت إجرامه، تحية لأنها لم تخف ولم تختبئ ولم تقُل أنا مالى، والاحتقار كل الاحتقار لمن أراد أن يلعب على الطائفية ويبرئ المجرم بقوله إن من كشفته وأبلغت عنه مسيحية!، وكأنها عندما تصدت له وخرجت لتنقذ البنت، خرجت لتسأل عن ديانة الطفلة أو وضعت شرطاً بأن تبحث عن الكنيسة التى تنتمى إليها، هذه السيدة هى امرأة مصرية جدعة تحركت بدافع الشهامة، تعاملت بالضمير الإنسانى لا الانتماء الدينى، وهى أجدع ممن أفتى بزواج الطفلة المربربة الملظلظة التى تحتمل الوطء، هى أجدع وأكثر فائدة للمجتمع ممن قال إن المرأة بتبرجها تعرض نفسها بإلحاح على الرجل وتدعوه للتحرش بها، هى أجدع من المحامى الذى حرض وقال إن التحرش بمن تلبس البنطلون الجينز واجب قومى ووطنى.

متى نفيق ونعرف أن المتحرش ومنتهك الأعراض هو إفراز لأفكار ونتاج لفتاوى مخربة ومدمرة ومنتهكة للعقول ومتحرشة بالوجدان والفطرة والضمير، من يبحثون عن مبررات كطوق نجاة للمتحرش هم مجرمون أكثر منه، من يبحثون عن الفقر كمبرر للتحرش ها هو رجل يعمل بالخليج ويقبض بالريال، هل هو الكبت الجنسى من عدم الزواج، ها هو الرجل متزوج ويعول، هل هو نقص التدين، ها هو لديه إفراط فى الطقوس يكفى قارة أفريقيا، وصفحته صارت مولد السيدة زينب من كثرة المنشورات الدينية، هل المبرر ملابس البنت، إنها طفلة يا سادة، يا دوب خلعت البامبرز، ومن يشتهيها بيدوفيلى جريمته أبشع من القتل، فى الدول الغربية يمنعونه من العمل ويوصم بالعار بقية حياته حتى يموت.

جرس إنذار قبل البركان، المجتمعات التى تتصالح مع التحرش وتعتبره نزوة ومرت أو غلطة وعدت، هى مجتمعات تكتب شهادة وفاتها العقلية والروحية، المجتمعات التى تتآلف مع هذه الجريمة وتنصب الضباع ليشوهوا وجدانها تحت شعارات دينية زائفة هى مجتمعات لا تدرك أنها تقود مستقبلها نحو السفح، نحو الهاوية.

arabstoday

GMT 03:41 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

ثلثا ميركل... ثلث ثاتشر

GMT 03:35 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

مجلس التعاون ودوره الاصلي

GMT 03:32 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

عندما لمسنا الشمس

GMT 03:18 2021 السبت ,18 كانون الأول / ديسمبر

رسالة إلى دولة الرئيس بري

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأخطر من التحرش الأخطر من التحرش



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 العرب اليوم - الأسد يؤكد قدرة سوريا على دحر الإرهابيين رغم شدة الهجمات

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة
 العرب اليوم - السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:06 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025
 العرب اليوم - الغاوي يجمع أحمد مكي وعائشة بن أحمد في رمضان 2025

GMT 06:22 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الخروج إلى البراح!

GMT 13:18 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتفاق.. ونصر حزب الله!

GMT 16:01 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الفرنسي يدعو إلى وقف فوري لانتهاكات الهدنة في لبنان

GMT 06:56 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حلب... ليالي الشتاء الحزينة

GMT 00:08 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعقد اجتماعًا أمنيًا لبحث التطورات في سوريا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab