لقاء مع زكي نجيب محمود 2

لقاء مع زكي نجيب محمود (2)

لقاء مع زكي نجيب محمود (2)

 العرب اليوم -

لقاء مع زكي نجيب محمود 2

بقلم - خالد منتصر

فى ظل الجو المحبط لسيطرة الجماعة الإسلامية على كلية الطب، واستقطابها لعدد كبير من الطلبة، سواء من خلال غسيل الدماغ فى لقاءات المسجد أو خطب الوعظ فى المدرجات ما بين المحاضرات، أو إقناع الطالبات بالحجاب والنقاب، أو طباعة المذكرات المختصرة فى الفسيولوجى والباثولوجى.. إلخ، كان المتنفس التنويرى الوحيد فى الصحافة والذى كان ما زال يتمتع بتأثير وبصمة، هو الصفحة التى كان يكتبها كتاب الدور السادس فى الأهرام من العمالقة، أمثال توفيق الحكيم ويوسف إدريس ولويس عوض، وكنت شخصياً أجد أن عقلى يستفز وتتلاطم فيه أمواج الأسئلة مع مقال د. زكى نجيب محمود بالذات، بالرغم من دسامة المقال وطوله فقد كان يحتل الصفحة كلها، وبالرغم من اختياراته الفلسفية العميقة، فإننى بعد قراءة مقاله أحس بأن مصابيح الدنيا قد زرعت فى خلايا مخى، أقنعت أصدقائى أننا ولا بد أن نقابل د. زكى لإجراء حوار معه، سخر الأصدقاء من فكرتى المجنونة، وضحك أحدهم متسائلاً «هو هيقابل شوية عيال صعاليك زينا؟!»، حاولت إقناعهم بأنه يقابل طلبته بعد المحاضرة ويظل يجيب عن أسئلتهم وما استغلق عليهم فهمه، فكان الرد «دول الطلبة بتوعه، لكن إيه اللى هيخليه يقابل طلبة طب؟»، قلت لهم: «نحاول».

وذهبت لكلية آداب القاهرة وقابلت بعض طلاب قسم الفلسفة هناك، واكتشفت أن تليفون د. زكى نجيب متاح وموجود مع الطلبة وحتى الساعى!، تشجعت وطلبت رقمه من خلال تليفون الكافيتيريا فلم نكن قد دخلنا فى عصر الموبايل بعد، تجمع حولى أصدقائى لكى يروا لحظات خذلانى على الهواء مباشرة، رن جرس التليفون وسرعان ما رد علىّ صوت نسائى رقيق، عرفت فيما بعد أنها زوجته وزميلته وتلميذته د. منيرة حلمى. «د. زكى موجود».. «حضرتك مين؟» «فلان الفلانى.. طالب فى طب القاهرة»، قلتها وكأننى أخبرها أن وزير الصحة على الخط!!، «دكتور زكى.. تليفون»، حتى فى البيت تعترف له بالأستاذية؟، لا تستطيع أن تناديه باسمه مجرداً من الألقاب، عرفت فيما بعد أنه لم يفرض عليها هذا، لكن لأنه خلق لكى يكون معلماً وأستاذاً فلن تستطيع وبمنتهى العفوية فى حضرته إلا أن تستحضر تلك الأستاذية، أخبرته برغبتى أنا وزملائى فى لقائه وعمل حوار، رد فوراً وبمنتهى التواضع: «تحت أمرك يا ابنى بكل ممنونية»، كان سؤاله الوحيد «هتنزلوا الحوار فى أى مجلة؟»، كنت خائفاً من إخباره بالحقيقة، فمن الممكن أن يتصور أنها لروزاليوسف مثلاً أو لمجلة ثقافية مرموقة، وعندما أخبرته أنها لمجلة حائط، لم يتردد لحظة، حدد لنا الميعاد، ولكن فى أثناء شرحه لعنوان منزله، كانت القنبلة: «بيتى عند كوبرى الجامعة.. جنب السفارة الإسرائيلية»!!!، هبطت علىّ الجملة كالصاعقة، كيف سأخترق كل تلك الحواجز الأمنية التى كنت أراها كل يوم فى مشوارى للكلية، الشارع هو فى حالة استعداد لحرب وليست مجرد إجراءات أمنية، كيف سنصل إلى الأستاذ؟ هل نعتذر؟ قال أحد الأصدقاء بكل ثقة: «أخويا نقيب فى قسم الدقى، ممكن يساعدنا»!!، كانت سذاجتنا الشرطية البوليسية قد بلغت هذا الحد المزرى،كنا مجموعة نكرات تحاول أن تلمس النجوم، لكن د. زكى نجيب كان له رأى آخر.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقاء مع زكي نجيب محمود 2 لقاء مع زكي نجيب محمود 2



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية
 العرب اليوم - زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab