طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي

طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي

طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي

 العرب اليوم -

طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي

بقلم - خالد منتصر

المجد للعلم على الأرض، فهو طوق النجاة الوحيد فى محيط مشاكلنا الهادر، وملاذنا الأخير فى غابة لا يعيش فيها إلا الأقوى والأكثر علماً، علينا أن نتحمل صعابه وتشككه وبروده وصرامته وثقل ظله، علينا أن نتحمل لغة معادلاته الجافة وأرقامه الخرساء وخلوه من الاستعارات المكنية والزخارف البلاغية، علينا أن نتحمل خلوّ عباراته من السجع والجناس. للأسف العلم -بمفهومنا وعاداتنا- «غلس» بعض الشىء، و«رخم» أحياناً لأنه لا يدللنا ولا يدلعنا، ويصر على أن الجنة على الأرض من صنعنا نحن، ويكرر ويلح على أن رداء الفردوس من نسجك أنت، وأنهار عسله ولبنه نتاج بذرك وحصادك أنت للأسف العلم يقول دائماً «ربما وأظن ويمكن ومش دايماً وأحياناً ونسبياً»، يعنى باختصار «بيخنقك» فى حين أنك تتمنى من يقول لك «كل طلباتك أوامر، وانت تؤشر بس يا بيه، وعندنا من الإبرة للصاروخ، واحنا بتوع كله»... إلى آخر دلع التفكير الأسطورى ومرجيحة التفكير الخرافى التى تهدهدك وتقول لك يا ولدى نام نام وأدبح لك جوزين حمام!

فى المؤتمر العلمى لن تجد التلميذ يحترم كلام أستاذه إلا بقدر الصدق العلمى الذى يمنحه له، أما إذا أخطأ الأستاذ فسيراجعه التلميذ، ويمكن أن ينهره ويخطِّئه، والأستاذ سعيد مبتهج فرحان، لأنه سيراجع أخطاء بحثه ويعدله ليصبح فتحاً جديداً! لا غرابة ولا دهشة فى ذلك، بل هذا هو العلم، لن تجد الرتب الهرمية فى المؤتمرات العلمية! من لا يستطيع تحمُّل هذه الغلاسة العلمية لن ينجح فى الإفلات من سجن الجهل والتخلف، من يريد المكسب السريع ومدح المؤتمرات الصحفية التلميعية سيخسر حتماً، من يريد أن يصل إلى أسيوط عن طريق السنبلاوين سيظل يدور فى دائرة «المتر فى متر» التى يسكنها، والتى حتماً ستتحول إلى قبر يُدفن فيه، لا بد أن تتحمل طول طريق العلم ومسافته المجهدة المتعبة التى لا بد أن ترى فى نهايتها بقعة الضوء، لا يمكن أن تقول أنا اخترعت دواء إلا بعد تجربته على مراحل بداية من الحيوانات وانتهاء بالإنسان، وأثناء التجارب تقارن بمجموعات ضابطة وتحدد مدى السمية والفاعلية والأعراض الجانبية، ثم تنشر بحثك فى مجلة علمية، ثم تعرضه فى مؤتمرات دولية، ثم تنتظر تقييم اللجنة العلمية المحايدة ولجنة الدواء والغذاء... إلخ طريق طويل، لكنه هو الطريق الوحيد الذى عليه لافتة طريق السلامة، أما من اختار طريق الندامة أو طريق اللى يروح مايرجعش فلا يلومن إلا نفسه.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي طريق السلامة العلمي وطريق الندامة الخرافي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 1970 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab