جمال الغيطانى وفريد الأطرش

جمال الغيطانى وفريد الأطرش

جمال الغيطانى وفريد الأطرش

 العرب اليوم -

جمال الغيطانى وفريد الأطرش

بقلم - خالد منتصر

فى يومين متتاليين احتفت مصر بالذكرى الخامسة لرحيل الروائى الكبير جمال الغيطانى، واحتفى «جوجل» بذكرى مرور ١١٠ أعوام على مولد الموسيقار فريد الأطرش، كلاهما عازف وعاشق، جمال الغيطانى عازف على أوتار اللغة وعلى خيوط السجاد، عاشق للتراث العربى، وفريد الأطرش ملك العزف على آلة العود، وعاشق متيم بالتجديد فى فن الموسيقى، جمع «الغيطانى» بين الصحافة والرواية، وجمع «الأطرش» بين الغناء والتلحين والتمثيل، أتمنى من قناة دريم أن تعيد بث برنامج «الغيطانى» الرائع الذى قرأ فيه ملامح القاهرة القديمة، وتجول بين آثارها الإسلامية، تجول بحب العاشق المغرم، لا بفضول السائح الذى يرى السطح لا الأعماق، تميز جمال الغيطانى عن أبناء جيله بعشقه لقراءة التاريخ، خاصة التاريخ المملوكى، واستمد منه ملامح كثيرة كانت موجودة بحذافيرها وتفاصيلها فى الواقع المعاصر، وأيضاً تميز بأنه الروائى الوحيد الذى عمل مراسلاً حربياً على الجبهة، وكتب من الداخل ومن الأعماق وتحت نيران المدافع وببصمات جنازير الدبابات، وهذا منحه نكهة روائية متميزة ومتفردة، ولغة كالبخور المعتق الذى يمنحك المتعة والثراء وعبق التاريخ الحى، ويعتبر هو أهم روائى كتب عن الحرب سواء الاستنزاف أو أكتوبر، وبرغم أنه ابن جيل الهزيمة، وصدرت أولى رواياته فى ظل إحساس الهزيمة المر، إلا أنه ظل متفائلاً بالنصر، ومراهناً على أن عزيمة المقاتل المصرى لا تلين وغير قابلة للكسر، وأن كرامته غير قابلة للمساومة، كانت أخبار الأدب تحت رئاسته هى القاموس الذى ننهل منه مفردات الأدب العالمى الحديث، والنافذة التى نطل منها على أدب الشباب الواعد، عرفنا من خلاله كل أدباء نوبل، وكانت دائماً أولى الترجمات هى من نصيب أخبار الأدب، وكانت يوميات «الغيطانى» فى الصفحة الأخيرة من جريدة الأخبار هى الزاد الأسبوعى فى القحط والجفاف الثقافى المحيط بنا، أما فريد الأطرش فقد عانى فى بداياته نفس معاناة «الغيطانى» فى بداياته، حفر فى الصخر، «الأطرش» ابن الأمراء كان مطارداً وجاء مصر ليعمل فى البداية فى محلات وصالات ليصرف على أسرته، حتى وصل إلى أن يكون أغلى ممثل فى مصر فى فترة توهجه، الكل قال عنه إنه لم يكن فيه شر بعض النرجسيين من النجوم، بل كان فى منتهى الطيبة والكرم الذى بلغ فى بعض الأحيان حد السفه، كان عاشقاً لمصر، رغم أنه مولود فى الشام، وكان عندما يحب يغدق المشاعر ولا يحسبها، كان أسطورة العود، وعاشق الأوبريتات فى السينما، وملك الشجن فى اللحن، ظلمته السينما فلم يمنحه نقاد ومؤرخو الموسيقى حقه فى التقييم كمجدد موسيقى وصاحب بصمات لحنية شاركت فى الثورة الموسيقية فى تلك الأيام، وظلمته أيضاً المقارنات والمعارك المفتعلة مع عبدالحليم حافظ، الذى، ولظروف كثيرة لا مجال للحديث عنها الآن، كان مطرب الثورة بلا منافس، ولم يكن فريد الأطرش قادراً أو بالأصح مسموحاً له باقتحام تلك المساحة التى احتكرها حليم، رحم الله جمال الغيطانى وفريد الأطرش.

arabstoday

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

GMT 04:19 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تغتنم إيران الفرصة؟!

GMT 04:17 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

داخل عقل ترمب الجديد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جمال الغيطانى وفريد الأطرش جمال الغيطانى وفريد الأطرش



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab