هذا هو الـ«دى إن إيه» يا فضيلة الشيخ

هذا هو الـ«دى إن إيه» يا فضيلة الشيخ!

هذا هو الـ«دى إن إيه» يا فضيلة الشيخ!

 العرب اليوم -

هذا هو الـ«دى إن إيه» يا فضيلة الشيخ

بقلم - خالد منتصر

خرج علينا فضيلة الشيخ أحمد كريمة بتصريح غريب وهو أنه لا يعترف بالـ«دى إن إيه» كوسيلة إثبات نسب! وكأن هذه الثورة العلمية المذهلة التى اكتشف سرها العالمان «واطسون وكريك» تنتظر اعتراف فضيلته، هذه هى بعض حكايات الـ«دى إن إيه» الذى لا تعترف به فضيلتك لعلك تقتنع:

هذه المادة الوراثية التى تشكل كياننا وصفاتنا وهويتنا لا يزيد وزنها على ستة من مليون مليون من الجرام، وبما أن كل فرد منا ينشأ من خلية واحدة تسمى الزيجوت وهى ناتج التقاء الحيوان المنوى بالبويضة ثم يتضاعف الـDNA فى الخلايا لتصبح حوالى ستين ألف بليون خلية، وإذا جمعنا كل الـDNA للستة بلايين إنسان فإن وزنه لن يزيد على 36 ملليجراماً!، تخيل فضيلة الشيخ مادة بهذه الضآلة هى التى تتحكم فى مصائرنا وترسم خريطة أحلامنا ومستقبلنا وتثبت هويتنا، إنها ببساطة بصمة الحياة.

البصمة الوراثية التى لا تعترف حضرتك بها لم يكن أحد يعرفها حتى 1984 حينما نشر دكتور إليك جيفريز عالم الوراثة بجامعة ليستر بلندن بحثاً أوضح فيه أن المادة الوراثية قد تتكرر عدة مرات وتعيد نفسها فى تتابعات عشوائية، وبعد عام واحد اكتشف «جيفريز» أن هذه التتابعات مميزة لكل فرد ولا يمكن أن تتشابه إلا فى التوائم المتطابقة، والـDNA مادتنا الوراثية تتشكل فى صورة لولب مزدوج من جديلتين أو ضفيرتين، كل واحدة من الجديلتين تتكون من سلسلة طويلة مؤلفة من تتابع أربع قواعد كيماوية يرمز لها بالحروف الألف والثاء والسين والجيم، وهو تتابع متفرد يصل طوله فى الإنسان إلى نحو ثلاثة آلاف مليون حرف، يقسم عادة إلى كروموسومات وعلى هذه الكروموسومات تقع الجينات أو ما نسميه بالعربية الموروثات، وهى مقاطع من هذا اللولب أحياناً يكون طولها مئات وأحياناً عشرات الآلاف من القواعد، وتتابع الحروف العشوائى والكم اللانهائى من التباديل والتوافيق فى التكرار والارتباط بين هذه الحروف الأربعة هو ما يصنع هذه اللغة البشرية العجيبة التى تتكون من كل سكان الأرض، وكما أن لغة العرب 28 حرفاً فإن لغة الكون هى أربعة حروف فقط.

إليك فضيلة الشيخ «كريمة» بعض القصص التى نجح الـDNA فى فك ألغازها وغموضها لتعرف مدى دقتها، بالطبع أشهرها خوف وفزع كلينتون حين وجد أن ملابس مونيكا الداخلية التى احتفظت بها ملطخة بسائله المنوى ستفضحه بعد أن تم قراءة الـDNA من خلالها، واضطر الرئيس الأمريكى أن يخرج عن صمته ويعترف، ففضل أن يفضح نفسه بيديه بدلاً من أن ينفضح على أيدى المحكمة التى لا ترحم، وغير حوادث الاغتصاب هناك التعرف على الجثث المشوهة والمحروقة وتتبع الأطفال والجنود المفقودين وكلنا يذكر حادثة البوينج المصرية، حين تم التعرف على رفات 25 جثة مصرية انتشلت من قاع المحيط، وأيضاً التعرف على جثث ضحايا مركز التجارة العالمى فى 11 سبتمبر من خلال البصمة الوراثية، وبالطبع هناك جرائم القتل التى يترك فيها القاتل أثراً بسيطاً ولا يترك بصمات أصابع، أما إثبات البنوة فقد أصبح الـDNA هو البطل الحقيقى فى ساحات محاكم أغنى الدول وأفقرها، ففى السودان على سبيل المثال لعبت البصمة الوراثية دوراً كبيراً فى قضية شهيرة اسمها «الحصاحيصا»، حيث كان هناك اختلاط فى طفلتين عمرهما يوم واحد سلمت القابلة كل منهما إلى الأم الأخرى ولكن الدليل العلمى والـDNA كان هو الدليل الحاسم الذى ارتاح له ضمير المحكمة، أما أغرب الحكايات التى تصلح لفيلم بوليسى إخراج هيتشكوك فقد كان بطلها هو جيفريز مكتشف البصمة الوراثية نفسه البالغ من العمر 34 عاماً، الذى كان يسكن على بُعد أميال من قرية الرعب الإنجليزية «ناربرة»، وقد اكتسبت هذا الاسم لأنه قد اغتصبت فيها فتاتان بشكل مرعب وقاسٍ، الأولى الصبية ليندا مان، 15 عاماً، التى اغتُصبت فى 21 نوفمبر 1983 وعثر على جثتها مغتصبة ومخنوقة ولا أثر للجانى إلا سائله المنوى، والثانية دون آشويرث، 15 عاماً، التى اغتُصبت بنفس الطريقة فى 31 يوليو 1986 ولكن اغتصابها تكرر بعد موتها مع جثتها بمنتهى الوحشية، وعندما ذاع صيت اكتشاف «جيفريز» أرسلت له النيابة عينة من دم المتهم ريتشارد بكلاند وعينة من السائل المنوى الذى وُجد مختلطاً بالجثتين، والغريب أن المتهم «بكلاند» كان قد اعترف بأنه اغتصب الثانية ولكنه لم يغتصب الأولى، ولكن الظاهر أن اعترافه تم بالعنف والإجبار، وذلك لأن العالم الشهير قرر بعد الفحص أن المتهم لم يغتصب أو يقتل أى فتاة منهما!، وبدأت أعجب مطاردة فى التاريخ حين أمرت النيابة بأخذ عينات من دم ولعاب كل شباب ورجال القرية والقرى المجاورة التى تم نقل وقائعها على الهواء مباشرة حتى تم التوصل إلى القاتل المغتصب كولين بيتشفورك الذى حكم عليه فى 23 يناير 1988 بالسجن مدى الحياة.

هناك قصص أخرى يا فضيلة الشيخ ستجعلك تقتنع أننا الآن نستطيع أن نقول إن الولد هو للـ«دى إن إيه» بشكل أكثر دقة من «الولد للفراش».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هذا هو الـ«دى إن إيه» يا فضيلة الشيخ هذا هو الـ«دى إن إيه» يا فضيلة الشيخ



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام
 العرب اليوم - أحمد حلمي يكشف تفاصيل لقائه بتركي آل الشيخ وجيسون ستاثام

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab