مفكر تحتاجه مصر

مفكر تحتاجه مصر

مفكر تحتاجه مصر

 العرب اليوم -

مفكر تحتاجه مصر

بقلم - خالد منتصر

عبدالجواد ياسين مفكر مصرى مجدد بعيد عن الأضواء لكن مصر تحتاجه الآن وبشدة لتجديد فكرها الدينى، ولإحداث الثورة الثقافية والعقلية المنشودة، ابحثوا عن مقالاته وكتبه جيداً حتى تتعرفوا عليه، وسأساهم مساهمة متواضعة فى عرض أحد كتبه المهمة، فالكَتَبة كثيرون، والكُتّاب قلة، والكاتب صاحب المشروع عملة نادرة فى زمن الاستسهال، والمفكر المصرى عبدالجواد ياسين ضمن أصحاب المشاريع الفكرية الكبرى، يغزل أفكاره فى هدوء داخل صومعته، بدون ضجيج وبدون شو، أفكار برغم أنها بنت اليوم، لكنها حتماً جنين الغد المرتقب، بعد كتابه الرائع الدين والتدين، خرج علينا الدؤوب عبدالجواد ياسين بملحمة فكرية أخرى لا تقل روعة وجدية وتفرداً وأصالة عن سابقتها، كتاب اللاهوت الصادر عن مؤسسة مؤمنون بلا حدود، كتاب ضخم يحتاج صبراً وتركيزاً واحتشاداً لقراءته، الموضوع صعب وشائك، والباحث فيه يسير فى حقل ألغام مشتعل، وهو محاط بأسوار بديهيات صنمية، أى خدش فيها هو جرح نرجسى نازف يقابل بهستيريا تمنع أى محاولة لتضميده، محاولة فرز ما هو اجتماعى عما هو إلهى داخل الدين، رحلة لا تكفيها مقالات بمساحة الجريدة، فما بالك بعمود صحفى متواضع محدود المساحة، لكنها محاولة لوضع الخريطة الجينية للظاهرة الدينية فى شريط دى إن إيه مضغوط ومقروء.

يفرق المؤلف فى البداية بين اللاهوت المرتبط بالذات والديانة المرتبطة بالجماعة، ويمضى فى رحلة لكشف كيفية تأثر فكرة اللاهوت فى الأديان الإبراهيمية بالمحيط الاجتماعى، وتلاقح الأديان الأخرى السابقة، مثل السومرية والكنعانية والمصرية القديمة، وأيضاً اختلاف فكرة اللاهوت فيها عن الهندوسية والبوذية والشنتو.. إلخ من أديان أو فلسفات الشرق الأقصى، يتتبع تشكل فكرة الله والوحى والنبوة. ثلثا الكتاب الأول فى منتهى الأهمية لفهم الثلث الأخير، لكن هذا الثلث الأخير هو أهم وأخطر ما فى الكتاب وأكثرها التصاقاً وحميمية وهو المتعلق باللاهوت الإسلامى، والذى تمنيت لو احتل هو الثلثين، لأنه سيستفزنا لطرح أسئلة مسكوت عنها هى بالنسبة إلينا الآن قضية حياة أو موت فى ظل الفاشية الدينية التى تسكن تحت جلودنا وليست فى كهوف صحرائنا فقط، يطرح فى هذا الثلث الأخير سؤالاً، وهو إلى أى مدى يمكن القول بأن اللاهوت الإسلامى كان نتاجاً للقاح عبرى عربى؟ هل هناك تفرقة بين المرحلة المكية فى القرآن، وهى مرحلة اللاهوت، والمرحلة المدنية وهى مرحلة التشريع؟ هل لغة الخطاب المكية إلى الفرد مختلفة عن لغة المواجهة المدنية؟ عصف الكتاب الذهنى يجعلنا فى مواجهة مع حقائق المفروض أن نبنى عليها قناعات فى تعاملنا مع فكرة الدين، منها حضور التوراة فى المرحلة المكية الذى فيه تناغم لا جدل، كيف أثرت مكة كمركز تجارى به سيولة ثقافية وطقوس قرشية مرتبطة بالكعبة فى الذهنية اللاهوتية الإسلامية؟ ما معنى أن الصلاة نفسها لم تتشكل إلا بعد ثلاثة عشر عاماً من بدء الإسلام؟ أليس هذا ارتباطاً وتلبية لتطور متطلبات الاجتماع البشرى، وولادة اللاهوت بالتدريج لا مكتملاً منذ البداية؟ ما دور الحنيفية فى اللاهوت الإسلامى؟ كيف نخرج كمسلمين من مرحلة التجميد الدينى التى تلت مرحلتى التدشين والتدوين؟ كيف توسّعت مساحة النص فى السنة والوحى عند الشيعة؟ وكيف حسم الشافعى الصراع لصالح الرواية على الرأى؟

كتاب اللاهوت ليس مجرد كتاب للقراءة العابرة، ولكن لا بد من عقد حلقات نقاشية وموائد مستديرة وعصف ذهنى فعال حول أفكاره، كتاب ليس لرفوف المكتبة، ولكنه لتلافيف العقل.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفكر تحتاجه مصر مفكر تحتاجه مصر



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 12:53 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية
 العرب اليوم - محمد هنيدي يخوض تجربة فنية جديدة في السعودية

GMT 02:54 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

انتشال جثث 39 شهيدًا من غزة بعد أشهر من الحرب

GMT 03:50 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الاتحاد الأوروبي يحاول تجنب حرب تجارية مع أميركا

GMT 09:30 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

ماذا ينتظر العرب؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab