السوشيال كريديت وانتهاك الخصوصية

السوشيال كريديت وانتهاك الخصوصية

السوشيال كريديت وانتهاك الخصوصية

 العرب اليوم -

السوشيال كريديت وانتهاك الخصوصية

بقلم : خالد منتصر

 

عندما يتحول الإنسان إلى مجرد مجموعة نقاط في الرصيد points، البنى آدم ينقلب إلى هيكل للـscores، لا وزن للمشاعر والعواطف والأحاسيس، عندما تسقط أسوار الخصوصية وتنتهك الذاتية، وتصبح مراقباً، لا تستطيع أخذ قرض من بنك أو تقدم لوظيفة إلا بعد النظر في الكريديت كارد الاجتماعي بتاعك!!!!

هذا هو المستقبل، لكن ما هو السوشيال كريديت؟ نظام السوشيال كريديت (Social Credit System) هو نظام أُنشئ فى الصين لتقييم الأفراد، الشركات، وحتى المؤسسات الحكومية بناءً على مدى امتثالهم للقوانين، الالتزام الاجتماعي، والسلوكيات العامة، تم تنفيذ النظام فى الصين جزئياً في بعض المناطق والمدن، مع خطط لتوسيعه ليشمل البلاد بالكامل، يعتمد هذا النظام على جمع وتحليل البيانات من مصادر متعددة، بهدف تقديم تقييم شامل للأشخاص أو الكيانات، آلية عمل هذا النظام:

1- جمع البيانات:- يتم جمع البيانات من سجلات الحكومة، كاميرات المراقبة، الأنشطة الإلكترونية، وسلوك الأفراد اليومي.

- تشمل هذه البيانات: الديون، الغرامات، السلوك على الإنترنت، وحتى التفاعل مع الآخرين.

2- التقييم:- يتم منح كل شخص أو كيان درجة (Score) بناءً على سلوكياته. السلوكيات الإيجابية مثل دفع الضرائب في وقتها أو الالتزام بقواعد المرور ترفع الدرجة، بينما السلوكيات السلبية مثل التأخير في السداد أو السلوكيات غير القانونية تخفضها.

3- النتائج والتأثيرات:- للمواطنين:- أصحاب الدرجات العالية يتمتعون بامتيازات مثل الحصول على قروض بسهولة، أولوية في التعليم، وميزات أخرى.

- أصحاب الدرجات المنخفضة قد يواجهون قيوداً مثل صعوبة الحصول على تأشيرات سفر أو وظائف.

- للشركات:-

الشركات ذات السمعة الجيدة تحصل على دعم حكومي وتسهيلات.

- الشركات ذات الدرجات المنخفضة قد تواجه قيوداً مثل غرامات أو صعوبات في الحصول على التمويل. ما أهداف نظام السوشيال كريديت؟ هدفه كما يدعون تحسين السلوك الاجتماعي بتعزيز الالتزام بالقوانين والقيم المجتمعية، ومحاربة الفساد بضمان الشفافية والعدالة في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، تعزيز الثقة من خلال خلق بيئة اقتصادية واجتماعية تعتمد على الثقة بين الأطراف المختلفة.

واجه هذا النظام الكثير من الانتقادات منها:

1- انتهاك الخصوصية:- يُعتبر النظام تدخلاً كبيراً في حياة الأفراد الشخصية، حيث يعتمد على المراقبة المكثفة.

2- العقوبات الاجتماعية:- العقوبات قد تكون قاسية وغير متناسبة مع الأخطاء، ما يؤدي إلى تمييز اجتماعي.

3- استغلال النظام:- يمكن أن يُستخدم النظام كأداة للسيطرة السياسية وقمع المعارضين. بينما يشبه هذا النظام التقييم الائتماني في الدول الغربية، إلا أنه يتجاوز الجانب المالي ليشمل جميع جوانب الحياة الاجتماعية والسلوكيات اليومية.

هناك أمثلة على ممارسات مشابهة في دول أخرى مثل:

1- كوريا الجنوبية واليابان:- تمتلك هذه الدول أنظمة تقييم ائتماني وسلوكي متقدمة، لكنها تركز أساساً على السلوك المالي والائتماني مثل سجل القروض والديون.

2- الولايات المتحدة:- بعض الشركات مثل Uber وAirbnb تستخدم أنظمة تقييم للأفراد (ركاب وسائقين أو مضيفين وضيوف) بناءً على تجربتهم في التعامل.

- نظام التقييم الائتماني (Credit Score) يقيّم الأفراد بناءً على التزاماتهم المالية، لكنه يقتصر على التعاملات الاقتصادية فقط ولا يشمل السلوك العام.

3- الهند:- نظام Aadhaar، وهو قاعدة بيانات بيومترية واسعة النطاق، يُستخدم لتتبع وتقديم الخدمات الحكومية، لكنه ليس نظاماً للسلوك أو تقييماً اجتماعياً.

4- أوروبا:- في بعض الدول الأوروبية، هناك استخدام متزايد للذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الاجتماعية والمالية لتقييم الأهلية للحصول على خدمات معينة، لكن هذه الأنظمة محكومة بقوانين صارمة لحماية الخصوصية مثل GDPR.

5- الإمارات العربية المتحدة:- هناك أنظمة تستخدم لتقييم المواطنين أو المقيمين بناءً على التزامهم المالي والقانوني، مثل سجل الائتمان الوطني، ولكنها ليست مرتبطة بالسلوك الاجتماعي بشكل واسع.

arabstoday

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 17:40 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 17:38 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 17:35 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 17:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الهادئ كولر والموسيقار يوروتشيتش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السوشيال كريديت وانتهاك الخصوصية السوشيال كريديت وانتهاك الخصوصية



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab