بدأ ترامب فترة حكمه بقضية التيك توك!!، ووعد بإعادته بعد حظره، ففي 19 يناير 2025 أعلنت شركة «تيك توك» تعليق خدماتها مؤقتا في الولايات المتحدة بعد أن أيّدت المحكمة العليا قانونا يحظر استخدام التطبيق في البلاد، معتبرة إياه تهديدا للأمن القومي.

وأوضحت الشركة أنّها تعمل على استعادة خدماتها في أسرع وقت ممكن، معربة عن أسفها للمستخدمين، كما أشارت إلى تصريحات الرئيس المنتخب، دونالد ترامب، الذي أعرب عن نيته العمل على إعادة تشغيل «تيك توك» بعد توليه المنصب.

تعود جذور هذه الأزمة إلى عام 2024، عندما أقر الكونجرس الأمريكي قانونا يُلزم شركة «بايت دانس»، المالكة لـ«تيك توك»، ببيع التطبيق أو مواجهة حظره، بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي وإمكانية وصول الحكومة الصينية إلى بيانات المستخدمين.

ورغم محاولات الشركة للطعن في القرار أمام المحاكم، أيّدت محكمة الاستئناف الأمريكية القانون في ديسمبر 2024، ما دفع «تيك توك» إلى اللجوء للمحكمة العليا التي أيدت بدورها القرار في يناير 2025.

مع دخول الحظر حيز التنفيذ، لن يتمكن المستخدمون الجدد في الولايات المتحدة من تحميل التطبيق، بينما سيستمر المستخدمون الحاليون في استخدامه دون إمكانية تلقى تحديثات، ما قد يؤدي إلى تراجع تدريجي في أداء التطبيق، من جهتهم، بدأ بعض المستخدمين في البحث عن بدائل، مثل تطبيقات «Lemon8» و«RedNote»، لتعويض غياب «تيك توك».

تجدر الإشارة إلى أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يُحظر فيها «تيك توك» في سوق رئيسية، ففي عام 2020 حظرت الهند التطبيق، ما أدى إلى فقدان الشركة نحو 200 مليون مستخدم. كما فرضت دول أخرى، مثل دول الاتحاد الأوروبي، حظرا جزئيا على استخدام التطبيق من قِبل الموظفين الحكوميين والعسكريين.

تطبيق تيك توك (TikTok) بدأ رسميا في سبتمبر 2016، وقد تم تطويره بواسطة شركة التكنولوجيا الصينية بايت دانس (ByteDance).

وتم تأسيس شركة بايت دانس بواسطة تشانج يي مين (Zhang Yiming)، وهو رجل أعمال ومهندس برمجيات صيني، والتطبيق تم إطلاقه في الصين باسم Douyin، ثم تم تقديمه للعالم في 2017 تحت اسم TikTok، وفي عام 2018، قامت بايت دانس بشراء تطبيق Musical.ly، ودمجته مع تيك توك لجذب شريحة أوسع من المستخدمين، خاصة في الولايات المتحدة وأوروبا، منذ ذلك الحين، أصبح تيك توك أحد أشهر تطبيقات الوسائط الاجتماعية عالميا، حيث يتيح للمستخدمين إنشاء ومشاركة مقاطع فيديو قصيرة تحتوى على موسيقى وتأثيرات بصرية ممتعة، لكن بماذا يتفوق التيك توك ولماذا يكتسح؟

انتشار تيك توك السريع والشعبية الواسعة يعودان إلى عدة أسباب ومميزات تفوق بها على منصات أخرى مثل يوتيوب ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، أبرزها:

1 - التصميم البسيط والممتع:

واجهة تيك توك بسيطة وسهلة الاستخدام، تجعل المستخدم ينغمس بسرعة في مشاهدة المحتوى دون الحاجة إلى التنقل المعقّد.

2 - مدة الفيديو القصيرة:

الفيديوهات القصيرة (15 - 60 ثانية) تلبي احتياجات المستخدمين الذين يفضلون محتوى سريعا ومباشرا، مما يجعلها مثالية لجذب انتباه الجيل الجديد.

3 - خوارزمية متقدمة:

تيك توك يستخدم خوارزمية ذكاء اصطناعي دقيقة تُظهر للمستخدم المحتوى الذي يتناسب مع اهتماماته، بناءً على نشاطه وسلوكياته، ما يبقيه مرتبطا بالتطبيق لفترات طويلة.

4 - مجتمع عالمي وشامل:

يوفر تيك توك مساحة لمختلف الفئات العمرية والثقافات لنشر المحتوى، ما ساعد في بناء مجتمع عالمي متنوع وشامل.

5 - التحديثات والهاشتاجات:

إطلاق تحديثات جديدة يوميا وترويجها عبر هاشتاجات جذابة، ما يحفّز المستخدمين على المشاركة والنشر.

6 - إمكانات التحرير القوية:

يقدم التطبيق أدوات تحرير فيديو متقدمة، مع إمكانية إضافة تأثيرات بصرية، فلاتر، موسيقى، ونصوص، ما يجعل إنشاء محتوى احترافي متاحا لأي شخص.

لماذا يُفضّل المستخدمون تيك توك؟

1 - تركيز على الترفيه والإبداع: المحتوى خفيف وممتع، ما يجعله منصة للهروب من الضغوط اليومية.

2 - سرعة الانتشار: منشورات المستخدمين المبتدئين يمكن أن تُحقق ملايين المشاهدات بسهولة.

3 - مجتمع تفاعلي: تتيح التحديثات والهاشتاجات فرصة كبيرة للتفاعل بين المستخدمين، بينما يوتيوب ووسائل التواصل الأخرى (مثل إنستجرام وفيس بوك) تركز على محتوى أطول وأكثر تنظيما أو صور ونصوص، فإنّ تيك توك يتفوق في كونه منصة للشباب والمحتوى الفوري الذى يُشجع على التفاعل والتسلية بشكل أسرع وأكثر بساطة.