العلم هو طوق النجاة الوحيد، وهو ماضٍ في طريقه لا يأبه للخرافات والأساطير ودعوات محدودية التأثير أو اتهامات الفشل في حل المشكلات المستعصية، العلم يتفوق ويفيض علينا بمنجزاته ونعمه وأفضاله وتسهيلاته للحياة وإطالة الأعمار وتحسين الصحة وسهولة الحصول على المعلومات والقدرة على السفر لآخر الأرض، بل إلى القمر والمريخ.
هناك صفات كثيرة تجعل العلم متفوقا، لكن أهمها قدرته على التصحيح الذاتي، فالعلم قادر على تصحيح نفسه بناءً على الأدلة الجديدة، وتعديل النظريات والمفاهيم عند اكتشاف أخطاء أو جمع بيانات جديدة.
هذه الآلية هي ما يجعل العلم منهجا ديناميكيا ومتجددا، وآلية التصحيح الذاتي في العلم تعتمد على:
1. الملاحظة والتجربة:
يبدأ العلماء بملاحظة الظواهر وجمع البيانات عبر التجارب والتحليل.
إذا أظهرت النتائج تناقضا مع النظريات الحالية، يتم التحقق من صحة الملاحظات.
2. النقد العلمي:
العلماء ينشرون أبحاثهم في مجلات علمية خاضعة لمراجعة الأقران.
يقوم علماء آخرون بمراجعة البحث وتكرار التجارب للتأكد من دقتها وصحتها.
3. التفنيد والتعديل:
إذا أظهرت الأدلة أنّ النظرية خاطئة أو غير مكتملة، يتم تعديلها أو استبدالها.
مثال: استبدال نظرية «الأثير» بنظرية النسبية لـ«أينشتاين».
4. التراكم المعرفي:
العلم يبني على المعرفة السابقة، ولكنه لا يعتبر أي نظرية غير قابلة للتغيير.
النظريات تُعدَّل باستمرار مع تطور التكنولوجيا وظهور أدوات قياس وتحليل جديدة.
5. التواضع العلمي:
العلماء يدركون أن جميع النتائج مؤقتة وقابلة للنقاش.
أي ادعاء علمي يظل مفتوحا للتحدي ما دامت هناك أدلة جديدة محتملة.
وهناك أمثلة على التصحيح الذاتي:
نموذج مركزية الأرض: كان يُعتقد أنّ الأرض مركز الكون، ولكن مع ظهور أدلة جديدة، تم استبدال هذا النموذج بنظرية مركزية الشمس (كوبرنيكوس وجاليليو).
نظرية الجينات: تم تحسينها بعد اكتشاف الحمض النووي (DNA) وفهم آلية الوراثة.
أهمية التصحيح الذاتي تكمن في أنه يضمن أن العلم يقترب من الحقيقة باستمرار، ويزيل التحيزات، ويقلل من الأخطاء البشرية، ويحافظ على الموثوقية في تفسير الظواهر الطبيعية.
آلية التصحيح الذاتي تجعل العلم أداة قوية لفهم العالم بطريقة متجددة ودقيقة، العلم متفوق على أي منهج آخر؛ لأنه يعتمد على أسس ومنهجيات تجعل المعرفة التي يقدمها أكثر دقة، وموضوعية، وقابلية للتحقق، ومن أهم أسباب تفوق العلم أيضا؛ الاعتماد على الأدلة، والتجريب بمنهجية علمية دقيقة، فالعلم يعتمد على جمع الأدلة التجريبية والتحقق منها من خلال التجارب القابلة للتكرار.
وأي فرضية علمية يجب أن تكون قابلة للاختبار والتفنيد، ما يضمن الابتعاد عن التخمين أو الادعاءات غير الموثوقة، العلم أيضا من سماته الموضوعية، فهو يعتمد على البيانات الموثوقة والقياسات الدقيقة، وليس على الآراء الشخصية أو الانحياز، ويتم فيه اختبار الفرضيات بطرق تقلل من تأثير الانحياز البشري.
ميزة النتائج العلمية أنها قابلة التكرار، فالنتائج العلمية يمكن تكرارها من قبَل علماء آخرين، ما يعزز مصداقيتها، العلم يتصف بالشمولية وإمكانية التطبيق العملي، العلم لا يكتفي بفهم الظواهر، بل يقدم حلولا عملية للتحديات التي تواجه البشرية، العلم قادر على التنبؤ والابتكار، بناءً على القوانين التي يكتشفها، العلم لا يقتنع بالثوابت المطلقة، ومفتوح دائما للنقاش والتغيير إذا ظهرت أدلة جديدة، لهذا هو متفوق.