المستريح ما زال يبيع لنا العتبة

المستريح ما زال يبيع لنا العتبة

المستريح ما زال يبيع لنا العتبة

 العرب اليوم -

المستريح ما زال يبيع لنا العتبة

بقلم : خالد منتصر

كلما أقرأ عن حادثة نصب جديدة مما يسمى المستريح الذى كان قديماً شركة توظيف أموال، أتذكر -برغم المأساة- نكتة بلدياتنا الذى أخذ مائة صفعة على سهوة!!كل فترة تتكرر الكارثة بنفس التفاصيل وكأن أحداً لا يتعلم الدرس، بل تزيد الأرقام والأرباح، وكأنها تلذذ بإحساس أن المستريح بيضحك علينا!، عملية شبيهة بالانتحار الجماعى الاختيارى، ما زال هناك من يبيع لنا العتبة ونحن فى غاية الانبساط والفرح!، فقد شهدت مصر فى السنوات الأخيرة انتشاراً واسعاً لما يُعرف بظاهرة «المستريح»، وهو مصطلح يُطلق على الأشخاص الذين يقومون بجمع الأموال من المواطنين بزعم استثمارها مقابل أرباح خيالية، قبل أن يختفوا أو يعلنوا إفلاسهم بعد الاستيلاء على تلك الأموال، وهذه الظاهرة للأسف ليست جديدة، لكنها عادت للواجهة بقوة مع حادث شركة FBC الأخيرة، والتي تسببت فى خسائر ضخمة للعديد من المستثمرين.

لكن ما هي ظاهرة المستريح بتبسيط اقتصادي؟ المستريح هو شخص يستغل جهل أو طمع بعض المواطنين فى تحقيق أرباح سريعة دون وعى بالمخاطر الحقيقية، حيث يقنعهم بتسليم أموالهم له مقابل عوائد كبيرة تفوق أي استثمار شرعي فى البنوك أو الأسواق المالية.

تعتمد هذه العمليات على ما يُعرف بالمخطط الهرمى أو بونزى (Ponzi Scheme)، حيث يتم دفع الأرباح للمستثمرين القدامى من أموال المستثمرين الجدد، إلى أن ينهار النظام عند توقف تدفق الأموال الجديدة، أما بالنسبة لشركة FBC فهى قد كانت من بين أحدث الشركات التى مارست هذا النوع من النصب تحت غطاء الاستثمار، حيث أقنعت الآلاف من المواطنين باستثمار أموالهم بزعم تحقيق أرباح ضخمة.

ومع مرور الوقت، انهارت الشركة، مما أدى إلى ضياع الملايين من الجنيهات، وترك المودعين فى حالة صدمة بعدما اكتشفوا أنهم وقعوا ضحية لعملية احتيال منظمة.

من أسباب انتشار تلك الظاهرة، غياب الوعى المالى: لا يزال الكثير من المواطنين يفتقرون إلى الفهم الأساسى للاستثمار، مما يجعلهم عرضة للاحتيال.

الطمع والرغبة فى الربح السريع: تعد الوعود بتحقيق أرباح خيالية خلال فترة قصيرة من أكبر الدوافع التى تجعل الناس يغامرون بأموالهم دون تفكير.

ضعف الرقابة والتشريعات: رغم الجهود الحكومية للحد من الظاهرة، فإن بعض المحتالين يجدون طرقاً جديدة للتحايل على القانون، استغلال التكنولوجيا والإعلانات المضللة فالمحتالون يعتمدون على وسائل التواصل الاجتماعى والتسويق الإلكترونى لإضفاء المصداقية على أعمالهم.

لذلك يجب أن نحمى أنفسنا من الوقوع فى الفخ بالبحث عن التراخيص القانونية، لأن أى كيان استثمارى يجب أن يكون مسجلاً لدى الجهات الحكومية المختصة.

عدم الانسياق وراء الأرباح غير الواقعية إذا كان العرض يبدو «جيداً لدرجة لا تُصدق»، فهو على الأرجح عملية احتيال.

الاستثمار فى قنوات موثوقة مثل البنوك وشركات الاستثمار المعتمدة.

التأكد من وجود نموذج عمل واضح: أي شركة تعدك بأرباح دون أن توضح كيف تحققها، هي شركة مشبوهة، ويجب على الحكومة تشديد الرقابة على مثل هذه الأنشطة، وزيادة التوعية المالية للمواطنين عبر الإعلام ومؤسسات التعليم. كما يجب على المجتمع تحمُّل مسئوليته فى نشر الوعى وتجنب الترويج لمثل هذه المشاريع الوهمية.

ظاهرة المستريح النصاب ليست مجرد مشكلة قانونية، بل هى أزمة وعى وثقافة مالية وغياب منهج نقدى فى التفكير وتحتاج إلى علاج جذري.

arabstoday

GMT 06:30 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

الأردن في مواجهة إوهام إيران والإخوان

GMT 06:26 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

«هزيمة» أم «تراجع»؟

GMT 06:24 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

رجل لا يتعب من القتل

GMT 06:20 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

عصر الترمبية

GMT 06:19 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

السعودية وهندسة تبريد المنطقة

GMT 06:17 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

قراءة لمسار التفاوض بين واشنطن وطهران

GMT 05:42 2025 الإثنين ,21 إبريل / نيسان

حرب غزة... مأزق «حماس» وإسرائيل معاً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستريح ما زال يبيع لنا العتبة المستريح ما زال يبيع لنا العتبة



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:42 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

زيلينسكي يعلن موقفه من هدنة "عيد الفصح"
 العرب اليوم - زيلينسكي يعلن موقفه من هدنة "عيد الفصح"

GMT 01:47 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

صلاح دياب كاتبا

GMT 02:59 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

الخاسر الأكبر من النزاع في السودان

GMT 12:16 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

ثلاثة مسارات تغيير في الشرق الأوسط

GMT 00:02 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

بعد 50 عامًا

GMT 06:25 2025 الأحد ,20 إبريل / نيسان

زيارة سعوديّة مفصليّة لطهران

GMT 19:28 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

فضل شاكر يطلق أغنيته الجديدة “أحلى رسمة”

GMT 07:25 2025 السبت ,19 إبريل / نيسان

مي كساب تستأنف تصوير "نون النسوة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab