المستقبل بعد الشريحة الدماغية

المستقبل بعد الشريحة الدماغية

المستقبل بعد الشريحة الدماغية

 العرب اليوم -

المستقبل بعد الشريحة الدماغية

بقلم : خالد منتصر

 

الحديث فى العالم يدور حول الشريحة الدماغية التى زرعها ثالث متطوع بواسطة شركة إيلون ماسك، (Neuralink) هى شركة تقنية أسسها إيلون ماسك فى عام 2016، وتهدف إلى تطوير تقنيات الواجهات العصبية الحاسوبية (Brain-Computer Interfaces - BCIs)، الفكرة الأساسية وراء نيورالينك هى تطوير شرائح إلكترونية يمكن زراعتها فى الدماغ لتمكين الاتصال المباشر بين العقل البشرى والأجهزة الإلكترونية.

أهداف نيورالينك:

1- علاج الأمراض العصبية: تهدف نيورالينك إلى علاج حالات مثل الشلل، فقدان الذاكرة، أمراض الجهاز العصبى، مثل مرض باركنسون، والتصلب الجانبى الضمورى (ALS)

2- تحسين القدرات البشرية: الشركة تأمل فى تمكين البشر من تعزيز قدراتهم العقلية وربط الدماغ مباشرة بالحواسيب أو الذكاء الاصطناعى.

3- التواصل الفورى: إيلون ماسك تحدث عن إمكانية استخدام نيورالينك للتواصل مباشرة بين العقول بدون الحاجة إلى الكلمات.

4- التعايش مع الذكاء الاصطناعى: يرى ماسك أن هذه التقنية قد تكون طريقة لحماية البشرية من التهديدات المستقبلية للذكاء الاصطناعى، لكن كيف تعمل نيورالينك؟

تعمل بالشريحة العصبية التى تتكون من شرائح دقيقة تُزرع فى الدماغ، حيث تحتوى على أقطاب كهربائية (إلكترودات) يمكنها التقاط الإشارات العصبية وترجمتها، هناك روبوت زراعة، يتم زراعة الشرائح باستخدام روبوت مصمم بدقة لتجنب أى أضرار للأوعية الدموية الدقيقة فى الدماغ، يمكن للشريحة إرسال واستقبال المعلومات لاسلكياً بين الدماغ والجهاز المتصل.

السيناريو المثير بدأ فى عام 2023، حصلت نيورالينك على موافقة من إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإجراء تجارب سريرية على البشر، مما يُعد خطوة كبيرة فى سبيل تحقيق أهدافها، الشركة أعلنت عن اختبارات ناجحة على الحيوانات، مثل القردة والخنازير، حيث أظهرت إمكانية التحكم فى الأجهزة الإلكترونية باستخدام الإشارات العصبية.

هناك مخاوف أخلاقية، وهناك قلق بشأن التأثيرات الأخلاقية والاجتماعية لهذه التكنولوجيا، مثل قضايا الخصوصية والسلامة، فزراعة الأجهزة فى الدماغ تثير مخاوف بشأن الأضرار المحتملة والمضاعفات، وهناك قلق من احتمال استغلال هذه التقنية فى المجالات العسكرية أو التحكم فى البشر.

نيورالينك تمثل رؤية مستقبلية جريئة، وقد تكون بداية لثورة فى فهمنا واستخدامنا للدماغ البشرى، لكن ماذا عن المستقبل فى ظل نيورالينك؟

تعتبر تقنية نيورالينك بداية ثورة تكنولوجية قد تُعيد تشكيل مستقبل البشرية بطرق عميقة وإيجابية، لكنها أيضاً تطرح تحديات وأبعاداً أخلاقية مهمة كما قلنا، ويمكن استشراف المستقبل بعد نيورالينك من عدة جوانب:

1- فى المجال الطبى:

* علاج الأمراض العصبية.

* إمكانية علاج حالات مثل الشلل، ألزهايمر، باركنسون، وفقدان البصر أو السمع.

* تطوير طرق لإعادة تأهيل المصابين بإصابات فى العمود الفقرى أو الدماغ.

* تحسين جودة الحياة:

* استعادة الوظائف الحسية والحركية لذوى الإعاقات.

* استخدام الشرائح لتنظيم المزاج، مما يساعد فى علاج الاكتئاب واضطرابات القلق.

2- تحسين القدرات البشرية:

* تعزيز الذكاء:

* تحسين قدرة الدماغ على معالجة المعلومات بشكل أسرع.

* تمكين الأشخاص من الوصول المباشر إلى الإنترنت أو المعرفة عبر الشريحة المزروعة.

* التواصل العقلى:

* تطوير تواصل «عقل - إلى - عقل» بين الأشخاص دون الحاجة إلى الكلام، ما يفتح آفاقاً جديدة للتواصل.

3- فى مجال التكنولوجيا:

* التكامل مع الذكاء الاصطناعى.

* خلق تعاون فعّال بين الدماغ البشرى والذكاء الاصطناعى لتوسيع الإمكانيات البشرية.

* استخدام الشريحة لتحسين اتخاذ القرارات المعقدة.

* التحكم فى الأجهزة:

* استخدام التفكير فقط للتحكم فى الأجهزة الذكية أو الروبوتات.

4- على المستويين الاجتماعى والاقتصادى:

* إعادة تعريف التعليم:

* قد يتمكن البشر من «تحميل» المعلومات والمهارات مباشرة إلى الدماغ.

* تقليل الحاجة إلى التعليم التقليدى.

* زيادة الإنتاجية:

* تحسين أداء العمال فى الوظائف التى تتطلب تركيزاً أو مهارات معقدة.

* الفجوة التقنية:

* قد تتزايد الفجوة بين أولئك الذين يستطيعون تحمل تكلفة التقنية الجديدة وأولئك الذين لا يستطيعون.

5- التحديات الأخلاقية:

* الخصوصية.

* إمكانية استغلال البيانات العصبية للأفراد، مما يثير مخاوف بشأن المراقبة.

* التحكم:

* قلق من أن تستخدم الحكومات أو الشركات هذه التقنية للتأثير على التفكير البشرى أو التحكم فيه.

* الهوية الإنسانية:

* قد يؤدى التكامل مع التكنولوجيا إلى تساؤلات حول ما يعنيه أن تكون إنساناً.

6- سيناريوهات بعيدة المدى:

*الخلود الرقمى.

* إمكانية «تحميل» الوعى البشرى إلى أجهزة إلكترونية، ما يجعل فكرة «الخلود» ممكنة.

* استعمار الفضاء:

* مساعدة البشر على التكيف مع البيئات الفضائية من خلال تحسين القدرات العقلية والجسدية.

بينما تحمل نيورالينك وعوداً كبيرة لتغيير مستقبل البشرية بطرق إيجابية، فإن تحقيق هذا المستقبل يعتمد على التوازن بين التطورات التقنية والاعتبارات الأخلاقية، والتحدى الأكبر سيكون فى ضمان أن تكون هذه التقنية فى متناول الجميع وتُستخدم لصالح الإنسانية بأكملها.

arabstoday

GMT 13:47 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

العالم وفقاً لبرج ترمب

GMT 13:43 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

حول اتفاق غزة

GMT 13:38 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

عون – سلام: نهاية 50 عاماً من الوصاية

GMT 13:36 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

لِمَ لا يتم الكشف عن أسماء الفاسدين!

GMT 13:31 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

هل تغير غزة حظ المنطقة؟

GMT 13:30 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

لبنان بين «الدولة العميقة» وإرادة التغيير

GMT 13:27 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

الصراع بين الـ«ديليت» والـ«سكرين شوت»!

GMT 13:26 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

أول يوم موالاة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المستقبل بعد الشريحة الدماغية المستقبل بعد الشريحة الدماغية



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 14:09 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

فيفي عبده تعلن رغبتها في الابتعاد عن الوسط الفني
 العرب اليوم - فيفي عبده تعلن رغبتها في الابتعاد عن الوسط الفني

GMT 02:58 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب محافظة بوشهر جنوب ايران

GMT 13:47 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

مخترقون يستهدفون مستخدمي iPhone بهجمات إلكترونية جديدة

GMT 02:56 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

الجفاف المتزايد يؤجج حرائق كاليفورنيا

GMT 11:47 2025 الخميس ,16 كانون الثاني / يناير

ليلى علوي تُصدم بعد أسبوعين من عرض "المستريحة"

GMT 02:46 2025 الجمعة ,17 كانون الثاني / يناير

مقتل 11 شخصًا في هجوم للدعم السريع بقرية الخيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab