بمناسبة احتفاء معرض الكتاب هذا العام بالعالم الكبير د. أحمد مستجير، هناك موضوع كان يتنبأ د. مستجير ويقول لي إنّ أبحاثه ستحدث ثورة علمية في العالم كله، وهي أبحاث التيلومير، والثورة بدأت فى التعامل مع الشيخوخة كمرض وليس امتدادا طبيعيا على العالم تقبله بكل مضاعفاته، من هنا جاءت أهمية أبحاث هذا الموضوع، التيلومير (Telomere) هو الجزء النهائي من الكروموسومات في الخلايا الحية، ويتكون من تسلسل متكرر من النيوكليوتيدات. يعمل التيلومير كغطاء واقٍ يحمي الحمض النووي (DNA) في الكروموسوم من التدهور أو التلف أثناء انقسام الخلايا.
أبحاث التيلومير تُعتبر من المجالات الواعدة التي تهدف إلى فهم دور التيلوميرات في الشيخوخة والبحث عن طرق للتأثير عليها بهدف إطالة العمر وتحسين جودة الحياة، ما هي كيفية تحقيق ذلك:
1. إبطاء تقصير التيلوميرات
التيلوميرات تقصر مع كل انقسام خلوي، ما يؤدي إلى شيخوخة الخلايا وموتها.
الأبحاث تستهدف إيجاد طرق لتقليل معدل تقصير التيلوميرات أو منعها، وذلك من خلال:
- تحفيز الإنزيم التيلوميراز: إنزيم التيلوميراز يمكنه إعادة بناء التيلوميرات المفقودة، ما يطيل عمر الخلايا. يُجري البحث حول طرق آمنة لتنشيطه في الخلايا السليمة.
- أدوية ومواد طبيعية: تطوير أدوية أو مكملات غذائية تحتوي على مضادات الأكسدة وعناصر تقلل الإجهاد التأكسدي الذي يُسرّع تقصير التيلوميرات.
2. إصلاح التيلوميرات التالفة
الخلايا ذات التيلوميرات التالفة تدخل في حالة شيخوخة خلوية (Senescence)، ما يؤثر على أنسجة الجسم.
تُجري أبحاث لإصلاح التيلوميرات التالفة باستخدام تقنيات:
- العلاج الجيني: إدخال جينات تعمل على تجديد التيلوميرات.
- الخلايا الجذعية: استخدام خلايا جذعية مع تيلوميرات صحية لاستبدال الخلايا التالفة.
3. تأثير التيلوميرات على الأمراض المرتبطة بالشيخوخة
تقصير التيلوميرات مرتبط بأمراض الشيخوخة مثل:
- أمراض القلب.
- الزهايمر.
- السرطان.
الأبحاث تركز على:
تطوير أدوية تستهدف التيلوميرات: لتقليل تأثير تقصيرها على تطور الأمراض.
تأخير الشيخوخة المناعية: من خلال الحفاظ على طول التيلوميرات فى الخلايا المناعية، ما يحسن المناعة لدى كبار السن.
4. تقنيات الهندسة الحيوية والتكنولوجيا الجينية
CRISPR وتعديل الجينات: تُستخدم تقنية كريسبر لتعديل الجينات المرتبطة بطول التيلومير وتنظيم عمل التيلوميراز.
النانو تكنولوجيا: توصيل محفزات التيلوميراز بشكل دقيق إلى الخلايا المستهدفة.
5. إطالة العمر وتحسين جودته
الهدف ليس فقط إطالة الحياة، بل تحسين جودة الحياة من خلال تأخير ظهور أمراض الشيخوخة وتمكين الأفراد من العيش بنشاط وحيوية لفترة أطول.
تشمل الأساليب:
علاجات شخصية: بناء استراتيجيات مخصصة حسب الجينات وطول التيلوميرات للشخص.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي: لتحليل البيانات المتعلقة بالتيلوميرات وتقديم خطط علاجية دقيقة.
6. التحديات والأخطار المحتملة
السرطان: الخلايا السرطانية تستغل التيلوميراز لإطالة التيلوميرات بشكل مفرط، ما يسمح لها بالانقسام بلا حدود. لذلك، هناك حاجة لضبط استراتيجيات التحفيز بعناية.
التوازن بين التجديد والشيخوخة: التدخل في التيلوميرات يجب أن يتم بعناية لتجنب الآثار الجانبية.
الأبحاث الجارية ومستقبلها:
شركات أدوية ومعاهد بحثية تعمل على تطوير علاجات متعلقة بالتيلومير.
استخدام تجارب سريرية لدراسة الأثر الفعلي لهذه العلاجات على إطالة العمر وتحسين الصحة.
إذا نجحت هذه الأبحاث، قد نتمكن في المستقبل من تأخير الشيخوخة أو حتى عكسها جزئيا، ما يحدث ثورة في الطب وعلم الشيخوخة.
التركيز على أبحاث التيلومير يمثل أملا جديدا في معالجة الشيخوخة وأمراضها، مع تقدم التكنولوجيا الحيوية، يمكن أن تسهم هذه الأبحاث في إطالة العمر بشكل صحي، مع تقليل عبء الأمراض المرتبطة بالشيخوخة.