بقلم - خالد منتصر
في الفن النجاح في البساطة ، وكلما اقتربت من الطبيعية ومشكلات الناس العادية كلما تركت بصمة في وجدانهم وعقولهم ، هذا سر نجاح مسلسل مذكرات زوج، القصة الأصلية لأحمد بهجت السهل الممتنع ، الذي كتب الكوميديا بدون تهريج ، وكان على الدوام يلمس المشاكل الحقيقية للناس ويكفي برنامجه كلمتين وبس مع فؤاد المهندس الذي كان برنامجاً يومياً لمدة سنوات وسنوات ، كتب السيناريو محمد سليمان عبد المالك ببراعة وايقاع سريع ولاهث وأخرجه المخرج تامر نادي باحساس حافظ على الكوميديا وابتعد بها عن روح المونولوجست والأراجوز والزغزغة، الحياة الزوجية الرتيبة التي تظهر للجميع من الخارج على أنها قمة السعادة، بينما النار تغلي تحت الرماد ، فقدان الحب والتواصل الانساني تحت أقدام الروتينية ومطالب العيال ..الخ ، كل التفاصيل من شكل الشقة ووظيفة الأب والأم ، ومدارس الأولاد..الخ كلها تدل على حياة مريحة ، وأسرة مستقرة ، فجأة تنفجر الخلافات ، يتساءل الزوج والزوجة لماذا ؟؟ وهما في كل يوم يجهزان لصوان عزاء العلاقة ودفنها دون أن يدري كل منهما بأنه شارك في الجنازة!
في الخارج أكبر قسم في المكتبات هو قسم العلاقات الزوجية والاجتماعية وكيفية تدريب الزوجين على العلاقة الزوجية، بينما نحن في مصر نردد سيب الحياة تمشي ، وكله عشان العيال ، وياسيدي مش ضروري توافق زوجي مادام الست اتسترت والزوج مقضي مصاريف البيت…الخ ، لانتحدث عن كيف نحسن الحياة الزوجية ، ولا نسعى للأفضل ولا نتساءل عن السلبيات لنصلحها أو الشروخ لنرممها .
طارق لطفي في أفضل حالات لياقته الفنية، هدوء وتمكن وفهم لكل أبعاد الدور ، عائشه بنت أحمد وجه جميل ومريح وأدت الدور بشكل جيد ، خالد الصاوي أضفى بهجة وألقاً على دور الطبيب النفسي ، الجميع كان متألقاً ،شكراً لتلك الوجبة من المتعة.