«الحشاشين» وقيم الأبوة والصداقة

«الحشاشين» وقيم الأبوة والصداقة

«الحشاشين» وقيم الأبوة والصداقة

 العرب اليوم -

«الحشاشين» وقيم الأبوة والصداقة

بقلم - خالد منتصر

اندهش البعض من حادث قتل حسن الصباح لابنه أو الأمر بقتله، وأيضاً أن يأمر الصديق بقتل صديقه. لم يصدق البعض أن القتل عند جماعة متطرفة مثل الحشاشين بهذه السهولة. الكارثة هى أن القتل الوحيد الذى لا يندم عليه الشخص هو عندما يقتل بوازع دينى، وعندما تُغسل دماغه ويُزيَّف وعيه بأنه المختار والأفضل وخير فرد فى خير أمة وأن الجنة مضمونة والحور العين على الباب والقصر فى متناول اليد.

التطرف يقتل المشاعر ويجمدها، ويجعل القسوة هى المرجع والعنف هو المعيار، ولا وزن لأبوة أو بنوة أو صداقة. وللأسف هم يعتمدون على بعض فتاوى لابن تيمية وهى فى المجلد الرابع عشر فى الصفحة الثامنة والسبعين بعد الأربعمائة، من «مجموع الفتاوى»: «فَإِنَّ الْوَالِدَ إذَا دَعَا الْوَلَدَ إلَى الشِّرْكِ لَيْسَ لَهُ أَنْ يُطِيعَهُ، بَلْ لَهُ أَنْ يَأْمُرَهُ وَيَنْهَاهُ، وَهَذَا الْأَمْرُ وَالنَّهْىُ لِلْوَالِدِ هُوَ مِنْ الْإِحْسَانِ إلَيْهِ. وَإِذَا كَانَ مُشْرِكاً جَاز لِلْوَلَدِ قَتْلُهُ، وَفِى كَرَاهَتِهِ نِزَاعٌ بَيْنَ الْعُلَمَاءِ»!

يستخرجون من بطون التراث ما يريدون ويفسرونه بأهوائهم وأغراضهم، ويقتلون مشاعرهم الفطرية الغريزية بالنسبة للقرابة والأسرة... إلخ، يقتلون كل معانى الأسرة والعائلة والحب، يبدِّلونها بالعصابة والتنظيم، لا انتماء إلا للجماعة، اخلع عقلك وانتماءك الأسرى وصداقاتك ومشاعر الحب... إلخ، وضع بدلاً منها الانتماء العقائدى والإخلاص للعصابة وممارسة البلطجة باسم الدين والاعتياد على مشهد الدم والتآلف مع الذبح والبتر وقطع الأطراف من خلاف والرمى من شاهق.

البداية هى تبلد المشاعر، باختصار التعريف العلمى لتبلد المشاعر: (emotional blunting)‏ أو نقص التأثر: (Reduced affect)‏ أو نقص إظهار المشاعر، وهى حالة من انخفاض أو نقص التفاعل العاطفى فى الفرد، وتظهر كفشل فى التعبير عن المشاعر، إما لفظياً أو غير لفظى، وخصوصاً عند الحديث فى الأمور التى من المتوقع عادة أن تنخرط فيها العواطف. وفى هذه الحالة تكون الإيماءات التعبيرية نادرة، بجانب القليل من المظاهر التعبيرية على الوجه أو الصوت.

وهناك أيضاً ما يسمى «اللامفرداتية» أو نقص الانسجام النفسى أو أليكسيثيميا: (Alexithymia)‏، أو ما يُعرف بـ«فقد العواطف»، وهى حالة ضعف فى الشخصية للتعبير عن العواطف والمشاعر والتعلق الاجتماعى والعلاقات الشخصية، وعلاوة على ذلك، الأشخاص الذين يعانون من أليكسيثيميا يجدون أيضاً صعوبة فى التمييز بين مشاعر الآخرين وتقديرها. وهناك وجهة نظر عُرضت فى مرصد الأزهر ترى أن الشخص الإرهابى هو شخص يعانى من التشوه المعرفى، والذى يؤدى به إلى اعتناق أفكار ومفاهيم مغلوطة مع التمسك بها والدفاع عنها، وتُعرَّف التشوهات المعرفية بأنها الأفكار الكامنة التى تجعل الأفراد يرون الحقيقة بصورة غير دقيقة، وغالباً ما يُقال: إن هذه الأنماط من التفكير تُعزز الأفكار أو المشاعر السلبية، وتميل التشوهات المعرفية إلى التداخل مع الطريقة التى ينظر بها الشخص إلى حدث ما، ولأن طريقة شعور الشخص تتداخل مع طريقة تفكيره، فإن هذه الأفكار المشوَّهة يمكن أن تغذى المشاعر السلبية، وتقود الفرد المتضرر من التشوهات المعرفية نحو نظرة سلبية عامة تجاه الحياة، وتجاه المجتمع الذى يعيش فيه.

arabstoday

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 17:40 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 17:38 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 17:35 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 17:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الهادئ كولر والموسيقار يوروتشيتش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الحشاشين» وقيم الأبوة والصداقة «الحشاشين» وقيم الأبوة والصداقة



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab