حوار مع ماركيز من طرف واحد

حوار مع ماركيز من طرف واحد

حوار مع ماركيز من طرف واحد

 العرب اليوم -

حوار مع ماركيز من طرف واحد

بقلم - خالد منتصر

 

عشر سنوات مرت على رحيل واحد من أعظم الروائيين فى تاريخ الكتابة، الكولومبى جابرييل جارثيا ماركيز، إن لم تكن قد اطلعت على رواياته فأنت ينقصك الكثير من سماد نشوة الروح وعبق عطر الحكمة.

أستحضره وكأنه يكلمنى من خلف الغمام الكثيف، يُذكِّرنى بأصابعى المرتعشة وأنفاسى اللاهثة، وأنا ما زلت مراهقاً ألاحق سطوره المتدفقة فى أيقونته «مائة عام من العزلة»، سحر الأسطورة وشجن الحنين وتعقُّد الأجيال المتلاحقة المشتبكة فى شجرة عائلة تتنفس تاريخاً وأحداثاً وثراءً إنسانياً.

تبادل معى الحوار فى ذكرى وفاته، لا أستطيع أن أطلق عليه حواراً، ففى حضرته وقبل أن يعاود الرحيل مرة أخرى، كان واجباً علىَّ أن أُصغى إليه، وأهز رأسى حيناً، وأن أكفكف دمعى أحياناً.

ماذا قال لى ماركيز فى حوار من طرف واحد؟ الإنسان لا يموت عندما يريد، الإنسان يموت عندما يستطيع.

الجميع يُريد العيش على قمة الجبل، غير مُدركين أن سر السعادة يكمن فى تسلقه.

إن الإنسانية كالجيوش فى المعركة، تقدمها مُرتبط بسرعة أبطأ أفرادها، المحرك الجبار الذى يدفع العالم إلى الأمام ليس قصص الحب السعيدة، بل تلك التى اقترنت بالمآسى.

ليس بعدد السنين يُقاس عمر الإنسان إنما بنوع مشاعره. المجانين المسالمون هم غالباً من يستبقون المستقبل.

سنتعفّن هنا فى الداخل. سنتحوّل إلى رماد فى هذا البيت الذى بلا رجال، لكننا لن نمنح هذه القرية البائسة متعة رؤيتنا نبكى، لكن أحداً لم يمت لنا بعد.

والمرء لا ينتمى إلى أى مكان، ما دام ليس فيه ميت تحت التراب، لا تتوقف عن الابتسام أبداً حتى إن كنت حزيناً، فلرُبما فُتن أحدهم بابتسامتك.

لا أحد يستحق دموعك، فلو كان يستحقها، فلن يدعك تذرفها! لماذا بعض الذاهبين إلى أعمالهم تكون وجوههم تعيسة، كأنهم سيُعدَمون فى الغد؟!

الصدق وقول الحقيقة قد لا يُكسبك الكثير من الناس، لكنه سيوفّر لك أفضلهم على الأقل.

تعلمت أن الإنسان يجب ألا ينظر إلى أخيه الإنسان نظرة من الأعلى للأسفل إلا فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف.

هناك دوماً يومٌ للغد، وغالباً ما تمنحنا الحياة فرصة لنفعل الأفضل، لكن لو أننى مخطئ، وهذا هو يومى الأخير، فإننى أحب أن أقول كم أحبك، وإننى لن أنساك أبداً.

إنَّ كل ما أطلبه منك أن تكون صادقاً، كن صادقاً ولو كان صدقك موجعاً!عزيزى ماركيز، كم كنت أحتاج أن أستعيد كلماتك وأستعيد معها لحظات ارتعاش الأصابع الحائرة البريئة.

arabstoday

GMT 08:40 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

جانب فخامة الرئيس

GMT 06:34 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

المصريون والأحزاب

GMT 04:32 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

رسائل الرياض

GMT 04:28 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

د. جلال السعيد أيقونة مصرية

GMT 04:22 2024 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران وترمب... حوار أم تصعيد؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار مع ماركيز من طرف واحد حوار مع ماركيز من طرف واحد



أحلام بإطلالات ناعمة وراقية في المملكة العربية السعودية

الرياض ـ العرب اليوم

GMT 16:11 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"
 العرب اليوم - أحمد الفيشاوي يعلق على خسارته جائزة "أحسن ممثل"

GMT 11:30 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 05:22 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

تحالفاتُ متحركة

GMT 05:57 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

هل سيكفّ الحوثي عن تهديد الملاحة؟

GMT 04:01 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 6 درجات يضرب تايوان ويخلف 15 مصابا

GMT 13:20 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

كريم عبد العزيز يتّخذ قراره الأول في العام الجديد

GMT 13:09 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

بعد 22 عاما محمد سعد يكشف سرّاً عن فيلم "اللي بالي بالك"

GMT 13:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

محمد منير يواصل التحضير لأعماله الفنية في أحدث ظهور له

GMT 08:47 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

جائزة هنا.. وخسارة هناك

GMT 09:11 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

الشرق الأوسط بين إرث بايدن وتأثير الترمبية

GMT 09:12 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

عاد ترمب... الرجاء ربط الأحزمة

GMT 09:16 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

لفائف لا مجلّد

GMT 09:15 2025 الإثنين ,20 كانون الثاني / يناير

حماس تخطف اللحظة والصورة

GMT 14:02 2025 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

غدًا عرض أولي حلقات مسلسل صفحة بيضا لـ حنان مطاوع

GMT 02:29 2025 الأحد ,19 كانون الثاني / يناير

المنطقة وترمب
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab