في حب العمدة صلاح السعدني

في حب العمدة صلاح السعدني

في حب العمدة صلاح السعدني

 العرب اليوم -

في حب العمدة صلاح السعدني

بقلم - خالد منتصر

للأسف لم أتمكن من تهنئة الفنان الجميل صلاح السعدنى بعيد ميلاده الماضى، تأخرت أو بالأصح لم أتمكن، لأنه اعتزل الجميع، احترمت قراره حتى فوجئت برحيله اليوم، سأُحرم من أن أستمع إلى صوته المحبب الجميل المثقل ببصمات السجائر التى منحته بحة خشنة تدق باب قلبك من أول لحظة.

قلّبت أوراقى وصافحته وهنأته وقبّلت جبينه من خلال توقيعه الذى يضىء وثيقة كَتْب كتابى، فقد كان الشاهد الأول على كتب الكتاب فى السيدة نفيسة التى كان يعشقها ويمنحه محرابها السلام النفسى، أتاحت لى الظروف أن أقترب من هذا الفنان النجم بحكم صداقته الحميمة لحماى العزيز الفنان أبوبكر عزت، حيث جمعهما أكثر من عمل، وجمعتهما أكثر علاقة أسرية وطيدة وقوية.

أداء صلاح السعدنى الفنى من فرط عفويته تحسبه واقعاً حياً معيشاً بدون سيناريو مكتوب، لكن كان خلف هذا الأداء فنان مثقف عرك الحياة وعركته، صفات الفلاح خريج كلية الزراعة منحته الصبر والجلد فى مواجهة عواصف العزل والتربص والمنع والاضطهاد التى عانى منها فترة طويلة بسبب آرائه السياسية.

يحافظ ببذرة موهبته وفأسه الفنى ومحراثه الإبداعى، مراهناً على أنه حتماً هناك أرض خصبة ستكون الرحم الحنون لجنونه الفنى، وبسبب أنه شقيق المشاغب الولد الشقى محمود السعدنى، خاصة فى زمن «السادات».

فبعد بصمته التى كانت كالوشم فى مسلسل الضحية فى بداية الستينات مع المخرج نور الدمرداش فى دور الأخرس أبوالمكارم والذى أداه بأستاذية لا تتناسب مع سنه العشرينى حينذاك، ثم أكد أن موهبته ليست ابنة الحظ بأداء على نفس المستوى وفى دور فلاح أيضاً لكنه مختلف، «علوان» فى فيلم الأرض مع يوسف شاهين، اختفى صلاح السعدنى فترة ليعود لنا كالعنقاء من رماد التجاهل والإقصاء، عاد إلينا عملاقاً بهياً، غول تمثيل تعشقه الكاميرا وتنحاز إليه، ظلمته السينما فقرر أن يكون نجم الشاشة الصغيرة والدراما التليفزيونية بامتياز، فكانت الأيقونتان: حسن النعمانى فى أرابيسك، وسليمان غانم فى ليالى الحلمية، والأيقونتان أو المسلسلان للمبدع الحاضر الغائب أسامة أنور عكاشة.

«حسن» صاحب ورشة الأرابيسك الصعلوك المتمرد أبودم حامى الذى يحمل فى جيناته كل الطبقات الجيولوجية لمصر المحروسة، يطل عليك من نافذة مُنمنماته الخشبية ويطرح عليك سؤال الهوية: «إحنا مين؟!!»، فراعنة ولّا رومان ولا عرب.. إلخ.

يترك الأقواس مفتوحة ويغرقنا فى المزيد من الحيرة والشجن، أما سليمان غانم على العكس، هو من بقايا جلباب الإقطاع «المتشعلق» فى ذيل الريدنجوت الرأسمالى، تظنه المهرج فى البداية لكن فى أعماقه لؤم السنين التى راوغ فيها الفلاح المصرى كل السلطات التى قمعته وجعلته ما زال حياً وفاعلاً، معركة توم وجيرى بينه وبين سليم البدرى هى أشهر المعارك الدرامية التليفزيونية الملحمية، صلاح السعدنى لن ننساه، وهو محفور فى ذاكرة القلب والوجدان، قبلة على جبينه الوضّاء، ليس مهماً أن تصله هو شخصياً الرسالة، لكن المهم أن تصلكم أنتم، فترسلوا إليه القبلات معى، ومعها كل الحب للعمدة الجميل الذى تركنا بسلام بعد رحلة التأمل الطويلة.

arabstoday

GMT 07:31 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

جيمس قبل ترمب

GMT 07:29 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

كم سيندم لبنان على فرصة اتفاق 17 أيّار...

GMT 07:26 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

أكاذيب

GMT 07:24 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

نهج التأسيس... وتأسيس النهج

GMT 07:20 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

ساعات عصيبة على لبنان... وربَّما على المنطقة

GMT 07:07 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

الانفتاح الأميركي على روسيا ومآلاته

GMT 07:00 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

حسابات الزعيم البريطاني ستارمر تبدو ضعيفة

GMT 06:57 2025 الأحد ,23 شباط / فبراير

مستر «إكس»

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في حب العمدة صلاح السعدني في حب العمدة صلاح السعدني



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:01 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كويكب مخيف... وكوكب خائف

GMT 18:35 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

حماس تعلق على مستقبل تبادل الأسرى
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab