أحلام العلم في الجمهورية الجديدة

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة

 العرب اليوم -

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة

بقلم - خالد منتصر

من حق كل مواطن مصرى أن يحلم. ومع الاستحقاق الرئاسى الجديد، وتزامناً مع حلف الرئيس السيسى لليمين اليوم الثلاثاء، يحق للجميع عرض أحلامهم، وطرح سؤال مُلح: ماذا يريد كل منا فى الجمهورية الجديدة؟ وما هى أحلامه؟ أنا شخصياً أرى أن شفرة الحلم ومفتاحه، وطوق النجاة وشاطئ الأمان، فى كلمة واحدة اسمها «العلم»، ولكى يتحقق هذا الحلم لا بد أن نعرف جيداً ونعى تماماً أن العلم مختلف عن التكنولوجيا، المنجزات التكنولوجية هى نتاج وثمرة العلم.

أما العلم نفسه فهو منهج وطريقة تفكير تحتاج فى البداية أن تكون الأسئلة بلا سقف، ألا تحتوى مدرجات العلم على خطوط حمراء، كل شىء على طاولة تشريح العلم بدون قمع للفضول العلمى الذى من الممكن أن تستغرب أسئلته فى البداية، أو تندهش من مجالات بحثه، لكنك فى النهاية تُحرِّض وتشجع على منهج نواته الأساسية «السؤال»، والعالم الحقيقى هو الذى يجرب ويبحث فى مجالات ممكن دحضها وتكذيبها كما قال الفيلسوف كارل بوبر، فهو لا يبحث فى الماورائيات، ولا يتكلم عن غيبيات أو أشباح، إنه يبحث فيما نستطيع إجراء التجارب عليه، وأيضاً الرد على هذه التجارب وتخطئتها.

أما ما عدا ذلك فهو ليس من اختصاصه، ليست مهمته أن يُدخلك الجنة أو النار ويحكم على نيتك، ويحاول أن يُغلِّب ديناً على دين أو عقيدة على عقيدة بإخضاع العلم لتفسيرات أو تأويلات دينية، وهذا تحقق بامتياز فى مجال القضاء على فيروس سى والوصول إلى وطن بدون التهاب كبد وبائى، بعد أن وصلت نسبته إلى ٢٠٪ فى بعض المحافظات.

كان التعامل علمياً كما تعاملنا علمياً فى حرب أكتوبر، حين ألحقنا المؤهلات العليا بالجيش، وبدأنا فى وضع خطة خداع استراتيجى على أعلى مستوى، منها اختيار توقيت العبور والأسلوب الذى سيتم به بكل دقة، ودراسة المخزون من الطعام والدواء، واستخدام خراطيم المياه لتحطيم الساتر الترابى، وتشكيل حزام أمان من الصواريخ المضادة للطائرات.. إلخ، هكذا تخلصنا من هزيمة ١٩٦٧.

كذلك فى مقاومة فيروس سى، بدأنا المفاوضات مع الشركة المنتجة للسوفالدى، إلى أن وصلنا لصرف الدواء مجاناً فى الوحدات الصحية، وهكذا تخلصنا من هزيمتنا بالدجل اللاعلمى الذى عشنا فيه سنوات طويلة مع تجار الأعشاب والطب البديل وسماسرة الوهم.

لذلك، ولكى نتصالح مع المنهج العلمى ويدخل فى نخاعنا ويلتصق بكرات دمنا الحمراء، لا بد أولاً من زيادة الإنفاق على البحث العلمى، ودعم معامل الجامعات والمركز القومى للبحوث، وأن تكون رسائل الدكتوراه جادة وفى المجالات التى ستنهض بنا وتحل مشاكلنا، لا أن تكون نقلاً بمسطرة، و«كوبى بيست» من أبحاث أجنبية، لكن قبل هذا لا بد من خلق العقلية العلمية عند الناس، عقلية السؤال والشك والبحث والتقصى والتفنيد والتحليل والتجربة.

فمن الممكن للجاهل علمياً أن يستعيد عدوى الفيروس بجهله، واللجوء لأعشاب غير مخزنة جيداً من سمسار وهم وضلال، فيدخل فى سرطان كبد نتيجة السموم التى فى الأعشاب، أو يستخدم أدوات غيره فينقل العدوى.. إلخ، لا بد من خلق تلك الأرضية العلمية والتمهيد لها ببرنامج علمى تليفزيونى يحكى كيف أنعم علينا العلم بكل تلك المنجزات، يؤكد للمشاهد أنه قد شُفى من ذبحة القلب بالقسطرة لا بالبردقوش، ومن فيروس سى بالسوفالدى لا بالرقية أو الخلطة العشبية السحرية، لا بد أن نُعلِّمه محبة العلم والتخلص من كراهيته، البرامج والنوافذ العلمية ليست رفاهية ولا زائدة عن الحاجة، لكنها قضية أمن قومى لوطن يريد أن ينهض، يريد أن يستكمل حلمه وينافس فى عصر الحداثة وزمن السماوات المفتوحة. العلم ليس كم معارف ومعلومات مكدسة، العلم طريقة تفكير لحل المشكلات، يحتاج إلى أجنحة تحليق، ويحتاج إلى دعامات، منها تجديد الفكر الدينى الذى طالما نادى به الرئيس، يحتاج إلى التنوير وحرية البحث دون اتهامات تكفير أو تخوين.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام العلم في الجمهورية الجديدة أحلام العلم في الجمهورية الجديدة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab