لماذا تفشل الدول الدينية الطائفية

لماذا تفشل الدول الدينية الطائفية؟

لماذا تفشل الدول الدينية الطائفية؟

 العرب اليوم -

لماذا تفشل الدول الدينية الطائفية

بقلم : خالد منتصر

 

من يدلني على دولة دينية فى العصر الحديث نجحت ونهضت اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، وأصبحت في ترتيب الدول الأكثر سعادة في العالم فله جائزة!!

هكذا كان التحدي ولم يدلني أحد أو يشِر مجرد إشارة إلى تلك الدولة الدينية التي اندمجت في الحضارة الحديثة وزاحمت الكبار في مجال العلم والاختراعات والتكنولوجيا، فالدول التي قامت على أساس ديني طائفي هي الأكثر فقرا، الأكثر تمزقا، الأكثر هجرة طاردة للسكان إلى الخارج.. إلخ، وغالبا ما تفتقد إلى بديهيات وخدمات الدولة الحديثة.

فشل الدول الدينية غالبا ما يرتبط بعدة أسباب رئيسية، تتمثل في التوتر ما بين الأيديولوجيا الدينية المحنطة المتكلسة غير القابلة للاجتهاد واحتياجات الدولة الحديثة، وعدم القدرة على التكيف مع التنوع والتغيرات المجتمعية، وكأنك ألبست طفلاً جاكتاً من الأسمنت لينمو بداخله!!.

أهم الأسباب التي قد تساهم في فشل الدول الدينية:

أولاً: غياب النظرة العلمانية الحداثية، وعدم الاعتراف بالفصل بين الدين والسياسة، فالدول الدينية تُخضع القوانين والسياسات لمبادئ دينية ثابتة، مما يعيق القدرة على التكيف مع المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية، يؤدي التداخل بين الدين والسياسة إلى إقصاء قطاعات واسعة من المجتمع التي قد تكون لها معتقدات أو رؤى مختلفة، ولا يسمح لها بعرض أفكارها لأنها ستتعرض لتهم التكفير والردة.. إلخ.

ثانياً: الدولة الدينية دستورها الأساسي التمييز والإقصاء.. الدول الدينية تميل إلى تفضيل فئة دينية معينة على حساب الآخرين، ما يخلق شعورا بالظلم والتمييز بين الأقليات الدينية أو المجموعات المخالفة، هذا التمييز غالبا ما يؤدي إلى صراعات داخلية وتفكك النسيج الاجتماعي.

ثالثا: الجمود الفكري.. والتمسك بتفسيرات دينية قديمة وعدم القدرة على مواكبة التطور، ما يخلق ضعفا في الابتكار وأنيميا في التقدم العلمي، الأنظمة الدينية غالبا ما تُقيّد حرية الفكر والتعبير، ما يعيق تقدم المجتمع.

رابعا: ضعف الكفاءة الإدارية.. بسبب الاعتماد على الولاء الديني، بدلا من الكفاءة المهنية في اختيار القيادات والمسؤولين، ما يؤدى إلى سوء الإدارة وانتشار الفساد، الدول الدينية غالبا ما تُدار بعقلية تسعى إلى تحقيق «شرعية دينية» على حساب الكفاءة.

خامسا: القمع والاستبداد.. الذي تبرره الدولة الدينية باسم الحفاظ على العقيدة أو النظام الديني، لأنها تتكلم باسم الله ومعها التوكيل الرباني ومفاتيح الجنة والتفسير الحصري للنص المقدس، القمع يعقبه فقدان الثقة بين الحاكم والمحكوم، مما يضعف استقرار النظام.

سادسا: عدم التركيز على التنمية الاقتصادية والاكتفاء بتبرير الأزمات الاقتصادية بنقص الدعوات الدينية وضعف الإيمان.. ما يضعف قدرة الدولة على تحقيق الرفاهية للمواطنين، الدول الدينية غالبا ما تكون غير قادرة على تطوير اقتصاد حديث وتكنولوجيا متقدمة.

سابعا: التدخلات الخارجية.. فالدول الدينية تواجه ضغوطا دولية بسبب سياساتها الأيديولوجية التي قد تتعارض مع القوانين الدولية وحقوق الإنسان، وهذا يجعلها حبيسة عزلة دولية أو تدخلات أجنبية تزيد من ضعف النظام.

الدول الدينية تفشل عادةً، لأنها تضع أولويات أيديولوجية فوق الاحتياجات العملية للشعب، النجاح فى إدارة دولة حديثة يتطلب نظاما يوازن بين الدين، وحقوق الأفراد، والتطورات العلمية والاقتصادية، وهو ما تعجز عنه الدول الدينية بسبب طبيعة نظامها الفولاذي الذي يقدس الماضي ويرفض النظرة المستقبلية.

arabstoday

GMT 17:42 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

سر الرواس

GMT 17:40 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

حلّ «إخوان الأردن»... بين السياسة والفكر

GMT 17:38 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

دارفور وعرب الشتات وأحاديث الانفصال

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 17:35 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بعثة الملكة حتشبسوت إلى بونت... عودة أخرى

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 17:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الهادئ كولر والموسيقار يوروتشيتش

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا تفشل الدول الدينية الطائفية لماذا تفشل الدول الدينية الطائفية



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab