بقلم - خالد منتصر
يحتفل العالم اليوم ١٩ أغسطس بيوم التصوير العالمى، عيد اللقطة والكادر، وهو تقليد بدأ منذ ٢٠١٠، يحتفل فيه العالم بأهم المصورين وأكثر اللقطات صدقاً وإدهاشاً، ولكن لماذا ١٩ أغسطس؟ لأنه اليوم الذى اشترت فيه الحكومة فى فرنسا سنة ١٨٣٩ حق براءة اختراع عملية الداجيروتيب/Daguerreotype -وهى نسبة إلى مخترعها الكيميائى الفرنسى لويس داجير/Louis Daguerre- وهو نوع مبكر من التصوير، وهى صورة فوتوغرافية تم التقاطها بواسطة استخدام صفيحة فضية حساسة باليود وبخار الزئبق، وقد شاركه فى هذا الاختراع زميله الفرنسى الذى رحل قبله نيسفور نيبس/Nicephore Niepce الذى اخترع أول كاميرا فى عام 1826.
حين استخدم صفيحة مطلية بكلوريد الفضة الحساسة للضوء. وكان مطلوباً التعرض ثمانى ساعات لأشعة الشمس لالتقاط صورة، لكن الصورة كانت مظلمة تماماً لأنه كان لا يعرف طريقة لإزالة كلوريد الفضة من الورق للحفاظ على الصورة، وهذه أول صورة دائمة معروفة من خلال عملية معقدة تسمى التصوير الشمسى.
لكن ماذا لو شاهد «داجير» و«نيبس» الآن الفوتوشوب، وكيف حدث تزييف للصورة التى كانت رمز الصدق الكامل والتوثيق المفحم حين اخترعا التصوير؟!
كنا نظن أنه باختراع التصوير تم تثبيت الزمن ومعه الصدق والحقيقة، لكن ما فعلته التكنولوجيا الحديثة أنه حتى هذا الصدق القليل البخيل الضنين قد تبخر مع فنون الفوتوشوب والذكاء الاصطناعى!