بقلم - خالد منتصر
مصر برغم كل شئ ما زالت تضئ بالفن وتنبض بالابداع ، استضافت الأوبرا المصرية هذا الأسبوع أوركسترا تشايكوفسكي وهو واحد من أهم وأشهر الأوركسترات في العالم، أتى من روسيا باد الفن وامبراطورية الموسيقى الكلاسيك، لكي يحيي في مصر عدة حفلات، مصر تفهم جيداً أن الحياة لا تتوقف ولن تتوقف، وأن التعاطف لا يعني الشلل، وأن الفن كما هو متعة هو مقاومة.
ولا بد لجرعة الفن أن تتسلل الى أرواحنا ، ولابد لأكسير الخيال والابداع أن يبث الحيوية في خلايانا لكي تستمر الحياة ، منظم هذه الاستضافة وتلك الحفلات مايسترو عالمي صاحب بصمات رائعة ومهمة على تذوق الموسيقى الكلاسيك في مصر، هو أحمد عبد الرحمن أبو زهره، نجل الفنان الكبير عبد الرحمن أبو زهره، والذي بالمناسبة حضر أول حفل للأوركسترا على كرسي متحرك لتشجيع حفيدته عازفة الكمان التي صارت أيقونة عالمية ترفع اسم مصر عالياً في كل المحافل والحفلات التي تعزف فيها وتثبت أن مصر ولادة حقاً.
حضرت أنا الحفل الثاني يوم الاثنين وكان المسرح مزدحماً ومليئاً عن آخره ، أتى الحضور لاستنشاق عبير الفن وياسمين الأنغام ، استمعنا واستمعنا بكونشيرتو البيانو رقم ١ لبيتهوفن وأيضاً السيمفونية الخامسة لتشايكوفسكي، وكانت هناك لفتة جميلة وذكية من الأوركسترا وهي عزف مقطوعة لحظة موسيقية للمؤلف الموسيقي المصري الكبير راجح داود، والتي تفاعل معها الجمهور واستدعى المايسترو د راجح لتحية الجمهور الذي صفق طويلاً لهذا الابداع الذي يثبت أن الموسيقى هي اللغة العالمية التي لا تحتاج الى ترجمة، فالكل يحسها ويفهمها بدون الحاجة لمعجم أو قاموس، كانت لحظات متعة تثبت أن الموسيقى ليست مجرد لحن وعزف ونغم، وإنما مقاومة ضد التطرف وضد خشونة الروح وجفاف المشاعر.