صوت الغضب

صوت الغضب

صوت الغضب

 العرب اليوم -

صوت الغضب

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

تنازل «الحسن بن على» عن الخلافة لصالح معاوية بن أبى سفيان بكامل إرادته، وطالب أنصاره بمبايعة «معاوية»، التزاماً بالمبدأ الذى قبل على أساسه الخلافة، وهو أن يسالموا من سالم ويحاربوا من حارب، وقد قرّر أن يسالم «معاوية»، ويتنازل له عن موقع الخليفة، الذى كان أهون عليه من أن يريق الأخ دم أخيه فى سبيله.

وظنى أن «الحسن» لم يكن يتحرك من موقع «مثالية» وهو يتخذ هذا القرار، بل من موقع «حكمة»، بمعنى أن الرجل حسب الحسبة ونظر إلى من حوله من أنصار فوجدهم متفرقين، مختلفى الآراء والتوجّهات، متقلبين فى وجهات نظرهم، يمكن أن يكون لأحدهم وجهة نظر فى الصباح، ويغيرها فى المساء.

أمثال هؤلاء يصعب عليهم تحقيق نصر حاسم فى معركة، فتضارب الآراء أخطر بكثير من تضارُب المصالح، فأصحاب المصالح المتضاربة يسهل عليهم التوحّد والثبات فى مواجهة أى تهديد لمصالحهم، وكذلك كان أهل الشام، فقد كان ثمة تضارب فى المصالح فى ما بينهم، لكنهم نبذوا كل ذلك وراء ظهورهم، حتى يفرغوا من التخلص من منافسيهم، فى حين كان أتباع الحسين برءاء من الوقوع فى شرك البحث عن مصلحة، لكنهم كانوا متضاربين فى آرائهم ووجهات نظرهم.

أدرك «الحسن» بما امتلك من حكمة وقدرة على قراءة المشاهد أن الأجدى له وللجماعة المسلمة أن تضع الحرب أوزارها، وأن يلتمس حلاً وسطاً، يتنازل بمقتضاه عن الخلافة لمعاوية بن أبى سفيان ما دام حياً، وبعد وفاته تعود الخلافة إلى «الحسن» من جديد.

عمر «الحسن» حين تنازل كان 38 سنة، وعمر «معاوية» 56 سنة، وبالتالى كانت الفرصة سانحة -على المستوى النظرى- لإنفاذ هذا الحل وإتمامه، لكن الأمور لم تسِر على هذا النحو، كما سأحكى لك.تحمّل الرجل الحكيم الكثير من الإساءات من جانب المحيطين به، لما اتخذ هذا القرار.

وصفه أنصاره بـ«مُذل المؤمنين»، وتعجّبوا من تنازله عن الخلافة ووراءه جيش من العراق، غير مؤيديه ومن على استعداد للقتال معه داخل الأمصار الأخرى، فصبر ورد عليهم، قائلاً: «أشهد الله وإياكم أنى لم أرد بما رأيتم إلا حقن دمائكم، وإصلاح ذات بينكم، فاتقوا الله وارضوا بقضاء الله وسلموا الأمر لله، والزموا بيوتكم، وكفوا أيديكم، حتى يستريح بر، أو يستراح من فاجر».

التنازل عن الخلافة لمعاوية كان سنة 41 هجرية وهو العام الذى وصفه المسلمون بـ«عام الجماعة»، وتوقفت بعده الحروب بين شيعة أهل البيت، وأنصار البيت الأموى، إلا من هجمات كان يشنّها الخوارج هنا وهناك، تزداد وتيرتها فى أوقات، وتخفت فى أوقات أخرى. أما الحسن بن على فقد أوى إلى داره، وعاش 8 سنوات متصلة يتلقى فيها اللوم من المحيطين به، بما فى ذلك شقيقه «الحسين»، رضى الله عنهما.

كان الأخير يتبنّى وجهة نظر ثورية قائمة على المواجهة، ومواصلة الحرب حتى يتم القضاء على دولة «المُلك» التى تتشكل فى الشام، واستعادة وجه الخلافة الراشدة والدولة الديانة.

كان «الحسن» يستمع إلى النقد الموجّه إليه من أقرب المقربين فيصبر ويبتسم ويحاول شرح وجهة نظره، دون جدوى، فقد غطى صوت الغضب على صوت العقل.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صوت الغضب صوت الغضب



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab