الخيال والحقيقة

الخيال والحقيقة

الخيال والحقيقة

 العرب اليوم -

الخيال والحقيقة

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

خبر شديد الإثارة أعلنه الملياردير الأمريكى الشهير «إيلون ماسك»، عن زرع رقائق إلكترونية يمكن أن تعيد الحياة إلى الأعضاء المعطلة فى جسم الإنسان؛ فتبصر عين الكفيف، ويرتد السمع للأصم، والكلام للأبكم، والحركة لليد أو الساق الشلّاء.

المسألة تبدو كما يصفها «ماسك» أشبه بالمعجزة، لكنه عبر عن ثقته من أنه من الممكن استعادة وظائف الجسم بالكامل لشخص يعانى من قطع فى النخاع الشوكى.

المعجزات أو الأفعال الخارقة للعادة كانت حاضرة فى الكتب السماوية.

حدثنا القرآن الكريم عن قميص يوسف الذى ألقاه إخوته على وجه أبيهم فارتد بصيراً «اذْهَبُوا بِقَمِيصِى هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِى يَأْتِ بَصِيراً».

وعلى لسان المسيح عيسى ابن مريم، عليه الصلاة والسلام، وصف القرآن العديد من المعجزات التى أتى بها: «أَنِّى أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِى الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِى بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ».

المؤمنون فى كل زمان ومكان يستقبلون هذه الأحاديث عن الأفعال الخارقة للعادة بعين إيمانهم، أما عقولهم فلا تتصورها، لأن العقل يطلب دائماً البرهان التجريبى أو الدليل الحسى. فى زمن المسيح أبصر بنو إسرائيل هذه المعجزات، فآمن بعضهم، ولم يؤمن أغلبهم.

أما من هم خارج زمان المسيح من المؤمنين، فمدار إيمانهم هو اليقين فى قدرة الله تعالى على إجراء المعجزات على يد أنبيائه.ولو أنك تتبعت شغف الإنسان بالمعجزات أو الأفعال الخارقة فستجده قديماً قدم الإنسان نفسه.

وتتعجب وأنت تقرأ واحداً من أخلد الآثار الأدبية الإنسانية مثل كتاب ألف ليلة وليلة، حين تلاحظ أن كل منجزات العلم المعاصر كانت أحلاماً وخيالات تتسكع فى عقل وأفئدة الأقدمين.

العفريت الطائر، القادر على نقل الإنسان من مكان إلى مكان فى غمضة عين، والبنورة المسحورة التى يستطيع صاحبها أن يتجاوز حدود المكان، فيبصر من خلالها أحداثاً تقع على بُعد آلاف الكيلومترات منه، والتنين العجيب القادر على كشف كذب أى شخص يزيف الواقع، فيهدده بالنهش، ويضطره إلى قول الحقيقة، والقدرة على الحديث بين شخصين يفصل بينهما آلاف الأميال.

هذه الحكايات وغيرها ترجمها العلم فى مخترعات ومنجزات، جعلت الأحلام التى هامت فوق سطور كتاب ألف ليلة وليلة واقعاً ملموساً، يعيشه الإنسان فى الطائرات والتليفزيون والتليفونات وأجهزة كشف الكذب وغير ذلك.ما زال فى جعبة العلم الكثير، وكل منجز علمى واقعى يبدأ خيالاً أو حلماً هائماً.. وكل شىء وارد فى هذه الحياة ما دام الإنسان يعمل ويجتهد.

والعصر الذى نعيش فيه يشهد ابتكارات تستوجب من أهله الالتفات إلى خط الصلة الذى يربط بين العقل البشرى عبر العصور.

فأى فكرة مهما كانت خياليتها هى قابلة للتطبيق بالاجتهاد العلمى.

والمنجز العلمى هو الخط المستقيم الذى يربط بين أقصر نقطتين: أولاهما نقطة الحلم بالشىء، والثانية نقطة تحقيقه وإنجازه على الأرض.. المهم الاجتهاد.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الخيال والحقيقة الخيال والحقيقة



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab