في موضوع القدر و«المسؤولية»

في موضوع القدر و«المسؤولية»

في موضوع القدر و«المسؤولية»

 العرب اليوم -

في موضوع القدر و«المسؤولية»

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

المتأمل فى القرآن الكريم يجد أن الخالق العظيم وضع لنا مجموعة من المفاهيم الشارحة لعدد من المسائل التى يواجهها الإنسان خلال رحلته فى الحياة.

تعال نتأمل مثلاً قضية القدر والمسئولية.قدر الله يعنى ببساطة سابق علمه -سبحانه وتعالى- بما سيفعله الإنسان فى رحلته فى الحياة «من المهد إلى اللحد»، وعلم الله تعالى بما سيفعله الإنسان وكونه سبحانه مُجرى الأفعال، فإن ذلك لا ينفى مسئولية الإنسان عن أفعاله، وإلا لماذا يكون الحساب؟القدر الحتمى الذى يحدث خارج إرادة الإنسان ومسئوليته لا يتعلق سوى بنقطتين فى رحلته، نقطة الميلاد، وما يرتبط به من ملابسات وظرفيات لا يد للإنسان فيها، ونقطة الوفاة، فالأجل خارج علم الإنسان.. وبين هاتين النقطتين يقع القدر الاختيارى، أى ما يختاره الإنسان لنفسه، ويحيط به الخالق الذى أحاط بكل شىء علماً، ويجريه على سننه.

وأقدار الخالق حين تظهر ما بين نقطتى الميلاد والوفاة فى الحياة الإنسانية، فإنها تتعلق فى الأغلب بأمور تحدث خارج إرادة الإنسان «وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ».

ما يحدث خارج الإنسان هو الموكول لقدر الله. والله تعالى عادل يجزى الإحسان بالإحسان: «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ»، ويجزى السيئة بمثلها: «وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا».ليس للإنسان عندما يفشل فى أمر من أمور الحياة أن يتهرب من مسئوليته الذاتية، ويعلق فشله على أساب سماوية، بعيداً عن أدائه على الأرض. الله تعالى خلق الإنسان مسئولاً عن أفعاله، وسوف يحاسبه الله عليها، وعليه ألا يؤدى -كمخلوق مسئول- بمنطق أن النجاح له ألف أب، أما الفشل فيتيم يبحث عن نسب له من خارج العالم، أو من خارج رحم الأداء الذى أدى إليه!آيات قرآنية كثيرة تؤكد على فكرة «مسئولية الفرد عن أفعاله»: «كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ».. «وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِى عُنُقِهِ».. بل إن المجموع أيضاً مسئول عن أفعاله وليس الفرد فقط: «تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُم مَّا كَسَبْتُمْ».

الأفراد والشعوب مسئولون عن أفعالهم، وتعليق أى إخفاق يحدث على مستوى الفرد أو الجماعة على أسباب من خارج الأداء ليس له من معنى إلا استمرار الفشل وتواصله، أما إدراك الأسباب فيعنى ببساطة التعامل معها وحل المشكلات والانتقال إلى مربع النجاح.جميل أن يتذكر الإنسان ربه وقت المحن والشدائد.. فمن للعبد إلا مولاه، ولكن عليه أن يتذكر نفسه أيضاً ويفتش فيها، ويحاول الوقوف على الأسباب الذاتية التى أدت به إلى الوصول إلى ما وصل إليه.

فى هذه اللحظة فقط يستطيع أن يطمئن إلى أنه وضع قدمه على أول طريق الخروج من المحنة أو الشدة، وحينها يبدأ فى التعامل مع هذه الأسباب ويطلب العون من الله تعالى، والله فى عون من قرر تغيير نفسه لأنه سبحانه لا يغير ما يقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم: «إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ».

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في موضوع القدر و«المسؤولية» في موضوع القدر و«المسؤولية»



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 17:37 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

أقصر الطرق إلى الانتحار الجماعي!

GMT 04:47 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الجمعة 25 إبريل / نيسان 2025

GMT 17:02 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

صعود طفيف لأسعار النفط بعد انخفاض 2%

GMT 10:33 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

GMT 17:34 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

بقايا «حزب الله» والانفصام السياسي

GMT 08:58 2025 الجمعة ,25 إبريل / نيسان

هزتان ارضيتان تضربان تركيا بقوة 4.5 و4.6 درجات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab