أزمة «زيد وزينب»

أزمة «زيد وزينب»

أزمة «زيد وزينب»

 العرب اليوم -

أزمة «زيد وزينب»

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

نأتى إلى واحدة من الزيجات التى أثير حولها الكثير من اللغط وهى زيجة النبى من زينب بنت جحش، وهى ابنة عمة النبى، وزوجة زيد بن حارثة، الذى تبناه صلى الله عليه وسلم وأصبح ينادى بـ«زيد بن محمد»، ثم زوّجه من زينب، رغم اعتراض الأخيرة وشقيقها على ذلك، إذ لم يرض الاثنان أن تتزوج «زينب» ذات الحسب والنسب والجمال من شخص له تاريخ سابق فى العبودية، ولعلك تستخلص من ذلك إصرار النبى على تخليص الفكر المكى السائد حينها من النظرة الدونية إلى العبيد، وتأكيده على أن الإسلام يساوى بين البشر ولا يفاضل بينهم إلا بميزان التقوى، وهى واحدة من الأفكار الأساسية التى يرتكز عليها التصور الإسلامى.

بعد زواج «زيد» من «زينب» حدث ما هو متوقع فى مثل هذه الزيجات التى تتم على غير رغبة الفتاة، فدبت خلافات عديدة بين الزوجين، كانت تدفع بـ«زيد» إلى الشكوى للرسول، فيطلب منه الرسول أن يصبر وأن يمسك عليه زوجه: «وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِى أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِى فِى نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ».

يتصور بعض الساذجين أن المقصود بقوله تعالى «وتخفى فى نفسك ما الله مبديه» العاطفة المكبوتة من جانب النبى نحو زينب بنت جحش، وأنه كان يحبها ويرغب فى الزواج منها، لكنه يخشى كلام الناس. ولا تجد رداً على هذا الهذيان أفضل من الرد الذى قدمه «محمد الغزالى» -رحمه الله- فى كتابه: «فقه السيرة». تساءل الغزالى: من كان يمنع محمداً من الزواج بزينب وهى قريبته من قبل أن يزوجها لزيد؟ النبى هو الذى ساقها إلى رجل لم تكن راغبة فيه، وطيّب خاطرها لترضى به! أفبعد أن يقدمها لغيره يطمع فيها؟ إنهم يقولون إن الذى كان يخفيه النبى فى نفسه ويخشى فيه الناس دون الله هو ميله لزينب، أى أن الله بزعمهم يعتب على النبى لعدم تصريحه بهذا الميل أو الحب؟!

كلام «الغزالى» منطقى للغاية.. فهل يلوم الله تعالى فى علياء سمائه رجلاً لأنه كتم حبه لامرأة رجل متزوج؟ هل يلوم الله البشر على عدم إعلانهم عن تجارب الحب الطائشة؟ المؤكد أن لوم الخالق العظيم لنبيه يتعلق بأمر آخر، يتمثل فى إحساس التأذى الذى شعر به حين أمره الله بترك زيد يطلق زينب ليتزوجها من بعده. كان النبى متأذياً من الأمر، ويخشى أن يقول الناس إنه أمر ابنه بالتبنى بطلاق زوجته ليتزوجها هو، فتراخى فى تنفيذ أمر الله، وذلك ما لامه الله تعالى عليه.

لقد أراد الله تعالى أن يهدم نظام التبنى ويلغيه، وكان النبى صلى الله عليه وسلم يخشى من ردة فعل الناس على ذلك: «فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَراً زَوَّجْنَاكَهَا لِكَى لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِى أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً». والمسألة فى الأول والآخر هى إرادة إلهية بإبطال عادة سيئة يتمسك بها الناس، تتمثل فى التبنى، بما تؤدى إليه من مشكلات اجتماعية، وقرر القرآن الكريم بشكل صريح أن محمداً ليس أبا أحد من رجال مكة أو المدينة: «ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين وكان الله بكل شىء عليماً».

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة «زيد وزينب» أزمة «زيد وزينب»



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية
 العرب اليوم - نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 06:31 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين
 العرب اليوم - ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab