لعبة «فرسي الرهان»

لعبة «فرسي الرهان»

لعبة «فرسي الرهان»

 العرب اليوم -

لعبة «فرسي الرهان»

بقلم - محمود خليل

عبة «فرسى الرهان» من الألعاب الأساسية التى حكمت تفاعل أمراء المماليك على الساحة السياسية فى مصر، منذ خضوعها للسيطرة العثمانية عام 1517، فقد تعمد الأتراك قسمة المماليك على اثنين، حتى يسهل على الوالى الذى يحكم السيطرة عليهم، فقد كانوا يعلمون أن استفراد أمير واحد بمعطيات القوة يهدد تبعية مصر للباب العالى.

وقد حدث ذلك فعلياً فى عصر على بك الكبير، حين استقل بمصر عن الدولة العثمانية، ولم يستطع الترك إعادتها إلى حظيرتهم من جديد، إلا من خلال ذراعه اليمنى محمد بك أبوالدهب، الذى تواطأ مع العثمانيين للتخلص من «على بك» نظير الجلوس مكانه على مقعد شيخ البلد، وهو ما كان.ومن بعد على بك وأبوالدهب، كان إبراهيم بك ومراد بك. وإبراهيم بك هو تلميذ محمد أبوالدهب، أما «مراد» فكان من تلاميذ على بك الكبير، وقد تولى الاثنان مشيخة البلد بعد وفاة «أبوالدهب» (1775)، وقد واجها معاً الحملة الفرنسية على مصر عام 1798، وفشلا فى حماية استقلال البلاد، وانتهى بهما الأمر إلى الهرب إلى الصعيد (مراد بك)، والشام (إبراهيم بك). وقد انتهى دورهما بخروج الحملة الفرنسية من مصر، ليظهر بعدهما الفرسان الجديدان: «البرديسى والألفى».

الغريم الأول لمحمد على وهو عثمان البرديسى كان من تلاميذ إبراهيم بك الكبير، أما محمد الألفى فقد كان من كبار مماليك مراد بك. كلا الأميرين كانا من الخطورة بمكان، لكن ظل «الألفى» أشد خطورة من منافسه، فقد كان مثّل تركيبة إنسانية شديدة الثراء، ونموذجاً للطموح الذى لا يحده حد.ففى حين كان جمع المال جُل هَمّ عثمان البرديسى، كان الأمر مختلفاً بالنسبة لـ«الألفى». فسيرته تضعنا أمام رجل كان يعلم أهدافه فى الحياة جيداً، ويعرف كيف يتسلح بالأدوات التى تساعده على تحقيقها.

وبتركيبته الشخصية امتلك «الألفى» كاريزما خاصة، وقوة ذاتية ساعدته على السيطرة على المحيطين به، وقدرات متميزة فى قيادة الجموع، وفكراً قتالياً جعله ينتصر فى العديد من المعارك التى خاضها، وعلاوة على ذلك كان الرجل من المغرمين بالعلوم، خصوصاً علوم الفلك، وانقطع فترة طويلة من حياته للتعلم، قرأ خلالها الكثير من الكتب، وجلس إلى مَن ظن فيهم العلم بما يهتم به، واستمع إليهم. وتفوق «الألفى» أيضاً على مستوى القدرة على إدارة العلاقات الخارجية، وقد تمكن من إقامة علاقات قوية من الإنجليز، كان ينوى الاستفادة منها فى تحقيق طموحه فى حكم مصر، لكن المنية عاجلته.

امتلك «الألفى» كذلك مشروعاً محدداً للاستقلال بمصر عن الدولة العثمانية، مشروعاً كان أكثر نضجاً من مشروع على بك الكبير، دعمته الظروف التى عاشتها مصر بعد خروج الفرنسيين منها عام 1801، وكان يرى أن المماليك أو (الأمراء المصرلية) أولى بحكم هذا البلد من غيرهم، فقد كان يعتبر نفسه وغيره من المماليك مصريين أصلاء، وكانت آخر كلماته قبل أن يموت عبارة عن عتاب مؤلم للقاهرة التى تعودت أن تعطى الأغيار وتحرم أبناءها، ومات هو يرثى لحاله الذى هزمه المرض، ولمصر التى يظل خيرها لغيرها، البلد الذى يقطر العسل للغريب ويحرم أولاده.مثّل كل من «البرديسى والألفى» فرسى الرهان على مسرح الأحداث فى مصر بدءاً من العام 1801، وشكّلا معاً خطراً حقيقياً على مشروع محمد على فى حكم مصر، فكيف أفلت الوالى الداهية مع الأميرين الخطيرين؟

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعبة «فرسي الرهان» لعبة «فرسي الرهان»



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 العرب اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 06:36 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
 العرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 06:33 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
 العرب اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 09:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

إرهابى مُعادٍ للإسلام

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 09:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

أزمات قانونية تنتظر عمرو دياب في العام الجديد

GMT 09:42 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

كيف نتعامل مع سوريا الجديدة؟

GMT 21:50 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

دنيا سمير غانم تشارك في موسم الرياض بـ مكسرة الدنيا

GMT 00:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

لبنان يتعهد بالتعاون مع "الإنتربول" للقبض على مسؤول سوري

GMT 20:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

منتخب الكويت يتعادل مع عمان في افتتاح خليجي 26

GMT 06:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab