«عبدالوهاب» و«الدمرداش»

«عبدالوهاب» و«الدمرداش»

«عبدالوهاب» و«الدمرداش»

 العرب اليوم -

«عبدالوهاب» و«الدمرداش»

بقلم - محمود خليل

توقفت أيضاً فى رواية «نسف الأدمغة» للروائى الراحل خيرى شلبى أمام شخصية عبده الدمرداش، وهو صاحب مقهى شهير بحى «الدراسة» أطلق عليه اسمه، وكان أشد ما يجذب الرواد إليه المواويل العذبة التى كان يشدو بها، فتشد الناس إلى الاستماع إليه. ذكر «شلبى» فى الرواية أن العديد من المواويل الشهيرة التى غناها محمد عبدالوهاب اقتبسها من المطرب المغمور «عبده الدمرداش»!.

فى كتابه «صحبة العشاق» حكى «خيرى شلبى» القصة الواقعية لـ«عبده الدمرداش»، وأشار إلى أن الرجل كان من أشهر المطربين الشعبيين فى عصر ما قبل الثورة، وأن مواويله كانت تطير بسرعة البرق من مكان إلى مكان، وكان قمة فى الإبداع، إذ يقوم بتأليف وتلحين وغناء مواويله التى تشنف الآذان، وأشار إلى أن الشيخ إمام عيسى، رحمه الله، غنى له أحد مواويله.

حكى «شلبى» أيضاً أنه كان ساهراً بحى الدراسة فى أحد الأيام يستمع إلى مواويل محمد عبدالوهاب مع مجموعة من شيوخ الحى الطاعنين فى السن، فوجد أحدهم يحفظ هذه المواويل عن ظهر قلب، وذكر أنه تلقاها تأليفاً وتلحيناً وأداءً عن عبده الدمرداش، وصدّق على قوله العواجيز الجالسون، وقالوا إن بعض المواويل التى يغنيها «عبدالوهاب» هى فى الأصل منقولة عن «عبده الدمرداش»، وأن كل جهود «عبدالوهاب» فيها لا تزيد على جهده الخاص فى أداء نفس اللحن بقليل من التصرف والاجتهاد.

بعدها كتب «خيرى شلبى» - كما يحكى- مقالاً عن هذا الاكتشاف نشره فى مجلة الإذاعة والتليفزيون أواخر السبعينات، وأرسله إلى محمد عبدالوهاب كى يرد، فإذا به لا ينفى، بل يتحدث عن عبده الدمرداش بإعجاب كبير.

محمد عبدالوهاب كان عظيم التأثر بما يسمعه من نغمات تصدر عمن حوله، حتى ولو كانوا بائعين متجولين، وبارعاً فى التقاط النغمة المميزة، ويعرف كيف يوظفها، ويبنى عليها، لكن ظنى أن هذا أمر والنقل أو التأثر الكامل بلحن أبدعه مطرب شعبى مغمور مثل عبده الدمرداش أمر آخر، مؤكد أن «عبدالوهاب» كان يضيف ويجود، لكنه فى النهاية اعتمد على أصل ليس من إبداعه.

ثمة جدل كبير سبق وأثير حول قيام بعض الأسماء الكبرى والشهيرة فى عالم الموسيقى بالنقل أو الاقتباس من أنغام ملحنين أو مطربين شعبيين مغمورين، أو استنساخ بعض الأنغام «شغل بره»، ولا يقلل ذلك من موهبتهم وإبداعهم الخالد بحال، لكنه يغبن حق آخرين من المغمورين الذين أجادوا وأبدعوا، وتاه جانب من إبداعهم أو استفاد آخرون منه ونسبوه إلى أنفسهم.

المسألة هنا لا تقتصر فقط على عالم الموسيقى، بل امتدت إلى مجالات أخرى عديدة فى الفكر والأدب وحتى العلم وغير ذلك. كثيرون يملكون الموهبة الكبيرة، لكنهم يجهلون الطريق إلى تسويقها، وهناك فى المقابل من يكون محدود الموهبة، لكنه يجيد التسويق وإنشاء شبكات العلاقات العامة وإبراز ما هو ضئيل فى حجم كبير أمام الناس.

مؤكد أن مطرباً شعبياً مثل عبده الدمرداش الذى حكى عنه خيرى شلبى كان يمتلك موهبة كبيرة، لكنه حبسها داخل مقهاهٍ، ولم يكن مشغولاً بتسويقها فى البراح الأوسع، لذا فقد ترك إبداعه على قارعة الطريق يلتقطه كل من مر عليه، ممن لديهم شغف بالاستماع إليه، أو ولع بالنقل والاقتباس، ولو كان حرفياً.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«عبدالوهاب» و«الدمرداش» «عبدالوهاب» و«الدمرداش»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!

GMT 11:05 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح يعبر عن استيائه من إدارة ليفربول ويقترب من الرحيل

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab