«القدير» في ملاعب الكرة

«القدير» في ملاعب الكرة

«القدير» في ملاعب الكرة

 العرب اليوم -

«القدير» في ملاعب الكرة

بقلم: د. محمود خليل

رحل بيليه أشهر لاعب كرة قدم في القرن العشرين أمس الأول، رحمه الله، وفي زخم هذا الرحيل أعيد نشر هذا المقال الذي كتبته عن النجم الأسمر أواخر شهر نوفمبر 2021.

آخر جيل من المصريين عاصر بيليه وهو يلعب الكرة هو الجيل الذي ولد في الستينات، فقد لعب النجم الكبير في مصر ضمن فريق سانتوس البرازيلي مباراة شهيرة مع النادي الأهلي عام 1972، فاز فيها سانتوس بخمسة أهداف نظيفة، سجل منها بيليه هدفين.

من قرأ أو شاهد عن حياة النجم البرازيلي الكبير يستطيع أن يفهم معنى "الكاريزما الرياضية" وكيف يمكن أن يتحول لاعب كرة إلى "كاريزما" ملهمة لأمة بأكملها. إنه الرجل صاحب الشخصية التي تتكامل فيها الموهبة مع الإيمان مع الإخلاص لما يفعل مع الحياد في مواجهة تقلبات السياسة.

من رحم أسرة برازيلية فقيرة خرج "بيليه" طفلاً يسعى في الحياة ويجتهد في مساعدة أبيه بما يقدر عليه، وما قدر عليه النجم ساعتها هو أن يصنع صندوقاً خشبياً، رص فيه المعدات اللازم لمسح الأحذية، حتى اللحظة الحالية ما زال "بيليه" يحتفظ بهذا الصندوق، ويلعب بأصابعه عليه سعيداً هانئاً، وهو يسترجع أيامه الخوالي.

عشق "بيليه" كرة القدم منذ طفولته، كان يلعب بأي شىء يجده في طريقه، حجراً أو قطعة من الصفيح أو حزمة من الورق، ولما بانت موهبته لكل من حوله، بادر أبوه إلى تقديمه لنادي سانتوس، ليلتحق به، وينضم بعدها إلى منتخب بلاده.

قبل صعود نجم "بيليه" أواخر الخمسينات، لم يكن الكثير من شعوب العالم تعرف شيئاً عن البرازيل وشعبها العاشق لكرة القدم والحالم بحصول فريقه الوطني على كأس العالم، وهو الحلم الذي تمكن بيليه من المساهمة في تحقيقه عام 1958، ليعرف العالم كله من هي البرازيل في عالم الكرة.

انطلق "بيليه" بعد كأس العالم 1958 يلعب ويبدع ويسجل مئات الأهداف في مدة زمنية قصيرة، وعندما وصل العالم إلى العام 1962 شارك في كأس العالم، لكنه أصيب في بدايته، وحرم الفريق من جهوده، فما كان منه إلا أن شد من أزر فريقه عموماً، وأزر اللاعب الذي سيلعب بديلاً له خصوصاً، حتى أقنع الجميع بأن البرازيل تلعب كفريق، وكانت النتيجة فوزها بكأس العالم في ذلك العام بدون بيليه، وكان أسعد الناس بذلك هو بيليه نفسه.

ي كأس العالم التالية عام 1966، تعرض بيليه لخشونة غير طبيعية من جانب لاعبي الفرق المنافسة، كان الجميع يريد إيقافه بأي طريقة من الطرق، لم تعد المسألة كرة قدم. خرجت البرازيل من الأدوار الأولى، وقرر بيليه اعتزال اللعب الدولي، حتى اضطرته الظروف ونداءات الجماهير إلى العودة للمشاركة في كأس العالم 1970.

شاهدت بيليه في أحد الأفلام الوثائقية يحكي أنه توجه إلى الله في أولى مبارايات البرازيل بالبطولة قائلاً: "لقد شاءت إرادتك أن أشارك هذه المرة أيضاً.. فساعدني يا قدير"، فازت البرازيل بكأس العالم، وحمله بيليه للمرة الثالثة في حياته، بعد أن تجاوز الثلاثين من عمره.

تقلبات سياسية عديدة عاشتها دولة البرازيل خلال الفترات التي صعد فيها نجم بيليه كلاعب كرة، الجميع كان يريد توظيفه سياسياً، لكنه أبى وتعامل بحياد مع الجميع، كان ولاؤه الأول والأخير للعبة التي يجيدها وللجماهير التي يرغب في إسعادها.إنها النجومية بالمعنى الحقيقي الملهم.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«القدير» في ملاعب الكرة «القدير» في ملاعب الكرة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - الدانتيل بين الأصالة والحداثة وكيفية تنسيقه في إطلالاتك

GMT 05:59 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية
 العرب اليوم - نموذج ذكاء اصطناعي مبتكر لتشخيص أمراض الرئة بدقة عالية

GMT 16:09 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية
 العرب اليوم - أصالة تكشف تفاصيل ألبومها الجديد باللهجة المصرية

GMT 06:31 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين
 العرب اليوم - ثريدز تختبر إعلانات وصور بين المنشورات للمستخدمين

GMT 03:25 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يعتزم مواصلة الانتشار جنوبي لبنان

GMT 03:17 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يهز إثيوبيا بقوة 4.7 ريختر

GMT 03:24 2025 السبت ,25 كانون الثاني / يناير

الحصبة تتفشى في المغرب 25 ألف إصابة و120 وفاة خلال 16 شهرا

GMT 11:32 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

يسرا اللوزي تتحدّث عن الشخصية التي تتمنى تقديمها

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 09:25 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ألوان ديكورات 2025 تعيد تعريف الفخامة بجاذبية جريئة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 08:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 14:00 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

أخطر سلاح في حرب السودان!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab