لحظات الألم والصمود
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

لحظات الألم والصمود

لحظات الألم والصمود

 العرب اليوم -

لحظات الألم والصمود

د. محمود خليل
بقلم - د. محمود خليل

فى رواية ميرامار للعالمى «نجيب محفوظ» يتوجه الصحفى الثمانينى المتقاعد «عامر وجدى» إلى «زهرة» الخادمة فى بنسيون «ميرامار» قائلاً: «أنا عجوز، بل عجوز جداً كما ترين، وقد تعثر تيار حياتى ثلاث أو أربع مرات، تمنيت عند كل مرة أن أقتل نفسى، وكنت أهتف من قلب مكلوم: لقد انتهى كل شىء، وها أنت تريننى على رأس عمر مديد لا يظفر به إلا الأقلون، ولم يبقَ من عثرات اليأس إلا ذكريات غامضة بلا طعم ولا رائحة ولا معنى، كأنما كانت من تجارب شخص آخر».

من أجمل الأشياء فى كتابات نجيب محفوظ تلك العبارات العبقرية التى يملك وحده براءة اختراعها، ويلخص من خلالها المعانى الساكنة فى رحم الأحداث الكبرى التى يواجهها الإنسان فى الحياة. وهو يسرد فى الفقرة السابقة القول الفصل فى المحن التى يمر بها الإنسان، ولا ينجو منها بشر. لا تخلو حياة أى إنسان من محن، ولا يفرغ طريقه من الأشواك. إنها محن وأشواك تلقيها الأقدار فى طريق الإنسان، ولا يملك الإنسان إلا أن يسير عليها، وينجو منها برحمة ربه. لو أنك طالعت الصفحة الأولى من رواية يوسف السباعى: «نحن لا نزرع الشوك» ستجده يقول: «نحن لا نزرع الشوك فى طريقنا.. ولكن يُنبته القدر كما يُنبت الزهر. ولا نملك كأحياء إلا أن نخوض الطريق.. ويُدمى الشوك أقدامنا.. وتنأى الزهور عن أيدينا.. وتظل لسعة الشوك حقيقة.. ونفحة الزهر وهماً كالسراب». يبدو يوسف السباعى شاعرياً إنشائياً وهو يعبّر عن المحن التى يعانيها الإنسان فى حياته وضعفه حيالها، على عكس المحتوى العميق الذى تحمله عبارة نجيب محفوظ، التى تستخلص معنى مهماً للغاية من المحن التى يعانيها الإنسان فى الحياة. «عامر وجدى» الرجل الطاعن فى العمر مر بالعديد من اللحظات التى تعثر فيها تيار حياته وانكفأ فيها على وجهه، وظن وهو يباشر ضغط الظروف عليه، وإصرارها على قهره، أنه لن يقوم من جديد، وسوف يخلد إلى التراب الذى انكفأ عليه، ولكن سرعان ما أمدته يد الله بالحل، وهى يد عادلة عدالة مطلقة، وفوق ذلك هى عدالة رحيمة تعلم ضعف الإنسان.

بلغ اليأس مبلغه بعامر وجدى إلى حد التفكير فى الانتحار، وهو تفكير يعبّر عن قمة الضعف والعجز الإنسانى أمام ابتلاءات الحياة، لكنه نجا من هذا التفكير بالمقاومة، فعاش أكثر من غيره، ومنحته فكرة «المقاومة» فى العثرات التالية التى واجهها عمراً أطول، والأهم عمراً أكثر قيمة، فحياة الإنسان تُحسب بلحظات صموده أمام آلام الحياة وأوجاعها. أراد «عامر وجدى» الشيخ الكبير أن يعلّم «زهرة» الشابة الطازجة الدرس، وكانت تعانى محنة موجعة، بعد أن خذلها مَن أجبته ثم مات صريع فساده وخيانته، أفهمها أن كل محنة إلى زوال، ومن العبث أن يصور الإنسان لنفسه أن العثرة التى يمر بها هى نهاية الحياة، فالحياة تنتهى بإرادة خارجة عن الإنسان، وهو فى كل الأحوال مطالب بالمقاومة الصابرة على المحنة، حتى يأذن الله تعالى بخروجه منها.

استوعبت «زهرة» الدرس فنجت كما نجا معلمها الشيخ الكبير «عامر وجدى».

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظات الألم والصمود لحظات الألم والصمود



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab