«ألفا» يتحدث إلى «زد»

«ألفا» يتحدث إلى «زد»

«ألفا» يتحدث إلى «زد»

 العرب اليوم -

«ألفا» يتحدث إلى «زد»

بقلم - محمود خليل

داخل العديد من المجتمعات، بات جيل شباب الألفية (من 18- 23 سنة) وقود التغيير، وهو جيلٌ كما ذكرت لك لا يؤمن بالسياسة بمفهومها التقليدى القديم، خصوصاً فيما يتعلق بالشق التنظيمى لهذا المفهوم، بل يعرف كيف ينظم نفسه عبر الواقع الافتراضى، ثم ينتقل منه عبر آليات محددة إلى الواقع الحقيقى ليتحرك فوق ساحاته.

يواجه هذا الجيل حالياً العديد من المشكلات التى تتعلق بمنظوره «المعيشى» الخاص للسياسة، تتمثل فى ارتفاع معدلات التضخم والبطالة وفقد الوظائف داخل العديد من دول العالم، جراء جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية، وضعف قدرة بعض الحكومات على التعامل مع هذه المشكلات، وإيجاد حلول لها.

أى تغيير متوقع داخل أى مجتمع سيكون لكتلة شباب الألفية تأثير كبير فيه، لأسباب عديدة، أولها أن التكنولوجيا باتت أداة رئيسية من أدوات التغيير، وهذا الجيل هو الأكثر إجادة فى استخدام هذه الأداة، بل قل إن التكنولوجيا تمثل أداته الرئيسية للحياة على العديد من المستويات، ثانيها أن هذا الجيل رغم استغراقه فى التكنولوجيا يتفهم أنها وحدها لا تكفى، وأنها مجرد معبر إلى الواقع الحقيقى الذى يمثل الساحة العملية للتغيير، وثالثها أن هذا الجيل هو الأكثر تفهماً للسياسة بمفهومها العصرى الذى يربطها بالأوضاع المعيشية أكثر مما يضعها فى خانة الشعارات والأيديولوجيات.

لعلك تلاحظ أن أغلب الساعين -وكذلك الضحايا- لمسألة الهجرة غير الشرعية هم من أبناء جيل الألفية، فأى شاب فى عمر (18- 23) وأحياناً مَن هو دون هذا العمر أو أعلى منه لا يجد غضاضة فى أن يخاطر بحياته فى رحلة غير مضمونة العواقب، يقطع فيها الأميال براً وبحراً، قد لا يصل فى ختامها أو يصل إلى أرض غريبة بعيدة بحثاً عن حياة ومعيشة لم تتحقق شروطها داخل الأرض التى خرج منها.

وظنى أن الجيل الذى يخاطر بحياته فوق تراب الغربة لن تكون لديه مشكلة فى المخاطرة فوق تراب بلاده، بحثاً عن تحقيق شروط العيش المقبول التى تشكل جوهر مفهومه للسياسة، وذلك من خلال أشكال وصور مختلفة من الأفعال الافتراضية والواقعية التى يمكن أن تهز الأوضاع القائمة داخل العديد من المجتمعات التى تعانى اقتصادياً، خصوصاً داخل بلدان العالم الثالث.

ومن المتوقع أن تتزايد ضغوط جيل الألفية أو الجيل زد على الأوضاع القائمة مع اندماج الكتلة القادمة من مواليد أواخر العقد الأول وبدايات العقد الثانى من الألفية الجديدة معه، وهو الجيل «ألفا» الذى يعيش حالياً مرحلة الطفولة المتأخرة، فهذا الجيل ينظر إلى نفسه فى مرآة الجيل زد، ويرى نفسه جزءاً من كتلته.

وهى الكتلة التى باتت أكثر ظهوراً فى العديد من الاحتجاجات التى تشهدها مجتمعات العالم الثالث، وتعبر فيها عن أشواقها إلى شروط حياة ومعيشة أفضل، حياة لا تغللها القيود التقليدية التى تعودت عليها الأجيال القديمة التى عشقت السير داخل الأغلال الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«ألفا» يتحدث إلى «زد» «ألفا» يتحدث إلى «زد»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله
 العرب اليوم - كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab