«آل عمران»

«آل عمران»

«آل عمران»

 العرب اليوم -

«آل عمران»

بقلم: د. محمود خليل

كانت العذراء مريم طفلة صغيرة نذرتها أمها لخدمة معبده، مات عنها أبوها وتحتاج إلى من يرعاها ويكفلها.

الله تعالى كفيل برعاية خلقه، لكنه يعلِّم البشر دائماً أن لكل شىء سبباً، فأتبع سبباً.منزلة عمران «والد مريم» بين أهله انعكست على وضعية «مريم» بينهم بعد وفاته، فالعمل الطيب للأب ينزل على أبنائه برداً وسلاماً وخيراً وبركة.

العمل الطيب يمتد أثره فى الحياة حتى بعد رحيل صاحبه: « وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا». لم يكن «عمران» رجلاً عادياً فى قومه «بنى إسرائيل»، بل كان قائداً روحياً بما تمتع به من قرب من الخالق، وبما حباه من خُلق رفيع وحكمة وبصيرة فى النظر إلى أمور الحياة.

اختاره الله تعالى وآله من بين قومه، وجعلهم من المصطفين الأخيار «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ».

سورة كاملة فى القرآن الكريم كان عنوانها «آل عمران» نزلت تكريماً للرجل وآله، ولتبين للبشرية جيلاً بعد جيل مقامه الرفيع، ودوره فى تمهيد طريق الإنسان لمعرفة خالقه.

رجل بهذا المقام وبهذا العمل الطيب كان من الطبيعى أن يتنافس قومه من بنى إسرائيل على إكرام ابنته، وأن يحرص كل منهم على كفالتها ورعايتها، بعد وفاة أبيها.

بلغ التنافس حد الاقتراع على صاحب الحظ السعيد الذى يتولى مهمة الإشراف على رعاية الصدّيقة مريم، ألقى كل منهم سهمه فى نهر الأردن فجرف ماؤه الأسهم جميعاً، إلا سهم زوج خالتها «زكريا» والد «يحيى» عليهما السلام، ففاز بالمهمة الرفيعة، مهمة كفالة «مريم».

«وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ».

الإنسان الذى يعيش فى مقام التعبد، ويتصل قلبه بمحبة الخالق، كما كانت الصدّيقة مريم، يعيش فى رعاية الله وحفظه.

لم يغب الرزق عن ابنة عمران لحظة، بل كان يأتيها رغداً من عند الله.

يقول المفسرون إن زكريا كان يدخل على مريم فى محراب عبادتها، فيجد عندها فاكهة الصيف فى الشتاء، وفاكهة الشتاء فى الصيف.

المؤمن بالله لا تغيب عنه قدرته سبحانه وتعالى على صنع المعجزات وتيسير الحياة لمن يشاء من عباده، لكن الله تعالى جعل لكل شىء سبباً، ومع محبة بنى إسرائيل لمريم ومقام أبيها «عمران» بينهم لم يكن مستبعداً فى ظله أن يجعلهم الله تعالى سبباً موضوعياً لتوفير ما تحتاج إليه من طعام يقيم أودها فى محرابها.

وقد قدم الله تعالى نموذجاً للمؤمن بقدرة ربه، غير الباحث عن أسباب الرزق خارج السماء، فى شخص زكريا، فقد عاين قدرة المولى عز وجل الذى يرزق مريم فى محرابها بغير حساب، فنسى العمر الذى بلغه وأن زوجته عاقر، وإذا به يتجه بقلبه إلى السماء، ويدعو ربه منشئ الأسباب، ربه الرزاق ذا القوة المتين، أن يهبه الذرية الطيبة.. «هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ».

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«آل عمران» «آل عمران»



GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab