لحظات طائشة
الجيش الأوكراني يعلن إسقاط 35 طائرة روسية مسيّرة من طراز "شاهد" من أصل 65 أطلقتها روسيا في هجوم في الليل وصباح اليوم أنباء عن اندلاع حريق في مستودع نفايات مصفاة لشركة "مارون" للبتروكيماويات بإيران وزارة الخارجية اللبنانية تتقدم بشكوى لمجلس الأمن ضد خرق إسرائيل للقرار 1701 وإعلان وقف الأعمال العدائية زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا الجيش السوداني يفرض حصارا على شرق النيل قبل توغله بالخرطوم تقلبات جوية متوقعة في السعودية اليوم مع سحب رعدية ورياح نشطة وفد إسرائيلي يتوجه إلى الدوحة نهاية الأسبوع بعد لقاء نتنياهو مع ويتكوف ووالتز لمناقشة المرحلة الثانية من اتفاق غزة قوات الاحتلال تعتقل شابين وستة أطفال خلال اقتحام بلدة بيتونيا ومخيم الجلزون في رام الله تركيا تعلن عن وصول 15 أسيرا فلسطينيا تم الإفراج عنهم في صفقة التبادل كجزء من المرحلة الأولى لاستقبال المبعدين من غزة مايكروسوفت تسرّح موظفين في جولة جديدة من التسريحات
أخر الأخبار

لحظات طائشة

لحظات طائشة

 العرب اليوم -

لحظات طائشة

بقلم - محمود خليل

ثمة لحظات فى الحياة يمكن وصفها بـ«الطائشة» قد يصادفها الفرد فى بداياته وتتحكم بعد ذلك فى مجمل حياته.

عام 1951 -أى قبل عام واحد من ثورة يوليو 1952- وُلد طفل لأب يعمل أستاذ عقاقير بجامعة عين شمس، وأم من عائلة كريمة، والدها رئيس سابق لجامعة القاهرة، وعمل سابقاً سفيراً لمصر فى عدد من الدول، عم الوالد اختير شيخاً للأزهر لعدة سنوات، أما بقية عائلته، فأغلبها من الأطباء والصيادلة والكيميائيين.

وُلد الطفل فى كنف والديه وإخوته بحى هليوبوليس، ثم انتقل مع عائلته إلى حى المعادى للعيش فيه. وهو الحى الذى اشتهر بالهدوء والتسامح نتيجة ما تمتع به من تنوع سكانى، حيث قطنه الأجانب إلى جانب المصريين. وعاش فى ظلال أسرة مكافحة، لكنها مستورة كما يحكى «لورانس رايت» فى كتابه: «البروج المشيدة»، فلم يكن دخل أستاذ الجامعة يستطيع أن يفى باحتياج أسرة بها 5 أطفال لهم احتياجاتهم، وهو الأمر الذى اضطر الأب للسفر إلى الجزائر والعمل فى جامعاتها حتى يستطيع تدبير احتياجات أسرته.

انتمى الطفل إلى أسرة مصرية متوسطة عانت مما عانت منه جميع الأسر الشبيهة فى الستينات، تنظر إلى التحولات التى تحدث حولها نتيجة القرارات الجريئة التى اتخذها «عبدالناصر» اجتماعياً واقتصادياً وسياسياً، وتتعامل معها بالحذر الذى تعودته الأسر المتوسطة. يسترجع الأب وكذلك الأم أمجاد الآباء والأجداد الذين كانوا ملء السمع والبصر قبل الثورة، ويقارنونها بالإطار العادى الذى يعيشون فيه، رغم ما يتمتع أفراد العائلة به من شهادات ومواقع علمية ذات قيمة، فتصاب النفوس بالحيرة وأحياناً الامتعاض.

فى إحدى المدارس الشهيرة بحى المعادى انخرط الطفل فى رحلة التعليم وأثبت تفوقاً ملحوظاً، وكغيره من أطفال ذلك الزمان كان شغوفاً بالقراءة والمطالعة، شجعه على ذلك ضعف بنيته ورقة مظهره، وهو ما جعله زاهداً فى العنف وميالاً إلى القراءة والتأمل، بالإضافة إلى العبادة والصلاة فى المسجد الذى بناه الفنان الشهير حسين صدقى بحى المعادى، صاحب أفلام: الشيخ حسن، والمصرى أفندى، وخالد بن الوليد وغيرها من الأفلام التى حاولت تقديم سينما تدافع عن قيم الإسلام من وجهة نظر الفنان الراحل.

الطفل كان مؤهلاً لأن يصبح شاعراً أو أديباً تتغذى موهبته على ما يتمتع به من رهافة حس ورقة شعور وغرام بالتأمل، أو فناناً قادراً على التعبير عما يؤمن به من قيم كما فعل حسين صدقى، لكن لحظة طائشة قلبت حياته رأساً على عقب، مكث يستمع فيها إلى خاله وهو يتحدث عن مصير شخص يشبهه فى التركيبة النفسية والجسدية، والولع بالشعر والأدب، ويماثله فى الرغبة فى التحقق فى هذا المجال.

إنها اللحظة التى استمع فيها الطفل «أيمن الظواهرى»، نجل الأستاذ الجامعى محمد ربيع الظواهرى والسيدة أميمة عبدالوهاب عزام ابنة رئيس جامعة القاهرة الأسبق، إلى خاله «محفوظ عزام» المحامى وهو يحكى عن أحد موكليه الذى عمل محامياً شخصياً له وهو «سيد قطب»، وما يتعرض له فى السجن. لم يكن الطفل من التمييز بحيث يدرك أن «قطب» كتب مئات الصفحات من تفسيره للقرآن الكريم: «فى ظلال القرآن»، بعد سجنه عام 1954، بحيث يتوقف ويدرك أن خاله يبالغ.

فى هذه اللحظة الطائشة تحول أيمن الظواهرى إلى شخص آخر، مات بداخله الشاعر والأديب الوليد، وتهاوت الرهافة والرقة تحت معول الكلمات الثقال التى سمع خاله يرددها عن «سيد قطب» الرجل الذى وقف فى وجه جمال عبدالناصر، وأنتج مانيفستو جماعات العنف الدينى فى العالم الإسلامى ككل، وذلك فى كتاب «معالم فى الطريق».

عجيب أمر هذه الحياة، حين ينظر طفل حوله فلا يجد قدوة فى أبيه أستاذ الجامعة، أو أمه الشاعرة وابنة الشاعر، وجده الشاعر ورئيس أقدم جامعة فى الشرق الأوسط «جامعة القاهرة»، أو فى شقيق جده أمين عام جامعة الدول العربية، أو فى جده شيخ الجامع الأزهر، ويجد قدوته فى رجل عاش حياة مأساوية، وهو المرحوم سيد قطب، جوهرها الولع بـ«المظلومية»، والاستمتاع بالإحساس الزائف بالغبن والاضطهاد فى الأدب، ثم النقد، ثم السياسة، ثم الفكر الدينى، لتنتهى حياته بمأساة كبرى، تمكن من توريثها لأجيال من بعده.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظات طائشة لحظات طائشة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:31 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة
 العرب اليوم - نتنياهو يسعى لتعطيل المرحلة الثانية من اتفاق غزة

GMT 10:27 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان
 العرب اليوم - سهر الصايغ تكشف الصعوبات التي تواجهها في رمضان

GMT 03:57 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

الرياض تحتضن دمشق

GMT 07:34 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

زلزالان بقوة 4.7 درجة يضربان بحر إيجه غرب تركيا

GMT 10:15 2025 الثلاثاء ,04 شباط / فبراير

مي عمر تسأل الجمهور وتشوّقهم لـ"إش إش"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab