«كلما دخلت أمة لعنت أختها»

«كلما دخلت أمة لعنت أختها»

«كلما دخلت أمة لعنت أختها»

 العرب اليوم -

«كلما دخلت أمة لعنت أختها»

بقلم: د. محمود خليل

حدثتك قبل ذلك عن الاستخلاص الذي ينتهي إليه البعض من تأمل آيات القرآن الكريم، التي تتحدث عن "الأغلبية" داخل أي شعب من الشعوب أو مجتمع من المجتمعات، وكيف يرون أن القرآن الكريم تبنى موقفاً سلبياً من "الأغلبية" واتهمها في أغلب الأحوال بالضلال والعبثية، ويرتب هذا البعض -بناء على هذا الاستخلاص- أن الإسلام يصادر على فكرة الديمقراطية أو حكم الأغلبية.

يقول الله تعالى: "ولكن أكثر الناس لا يعلمون"، ويقول: "ولكن أكثر الناس لا يشكرون"، ويقول: "بل أكثرهم لا يعقلون"، ويقول: "وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم به مشركون" ، ويقول: "وما كان أكثرهم مؤمنين"، ويقول: "وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين".

آيات أخرى عديدة يجدها من يتأمل القرآن الكريم تنسب إلى الأغلبية سمات أخرى سلبية عديدة، من يقرأها منزوعة من سياقها يظن أن الله تعالى يدمغ بها البشر جميعاً، ومن يتعمق في السياق الذي وردت فيه يفهم أنها ارتبطت بأقوام معينين جاءتهم رسلهم بالآيات والبينات فأبى أكثرهم الإيمان، وآمن منهم قليلون، وبالتالي فما ينسحب عليهم لا ينطبق على البشر ككل، وإلا لما ظهرت الأديان على الشرك، يقول الله تعالى: "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون".

والأغلبية إن ضلت فتلك مسألة مرتبطة بأمرين: أولهما عدم إعمال العقل في قراءة مشاهد وأحداث الحياة واستخلاص العبرة والقيمة منها، أو أسباب الفشل والنجاح في الأداء. وثانيهما "الانقياد للكبار".

يصف القرآن الكريم الأفراد والجماعات التي لا تُعمل عقلها في إدارة الحياة بأنهم: "صم بكم عمي فهم لا يعقلون".. وفي موضع آخر يصفهم بالأنعام: "أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا".. ومآلات عدم إعمال العقل معلومة بالضرورة، وتتمثل في الشقاء في الدنيا والعذاب في الآخرة: "وقالو لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير".

وعلى مستوى "الانقياد للكبار" كسبب من أسباب فساد حياة الأغلبية، تجد القرآن يحكي عن الحوارات التي تدور بين الأغلبية المستضعفة والسادة والكبراء الذين أنسوهم حقهم في التفكير واستقلالية الرأي والفعل.. يقول تعالى: "وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيرا".. والمسألة لا تتوقف عند طاعة سيد أو كبير، بل قد تنصرف إلى طاعة جماعة، ولعلك تعلم أن من ضمن معاني كلمة أمة التي وردت في القرآن الكريم هو الجماعة من الناس.

يقول الله تعالى: " قال ادخلوا في أمم قد خلت من قبلكم من الجن والإنس في النار كلما دخلت أمة لعنت أختها حتى إذا اداركوا فيها جميعا قالت أخراهم لأولاهم ربنا هؤلاء أضلونا فآتهم عذابا ضعفاً من النار قال لكل ضعف ولكن لا تعلمون".

أكبر مرضين يمكن أن يصيبا أية أغلبية هما: التوقف عن إعمال العقل والتفكير فيما يحدث حولها وتمييز الصواب والخطأ فيه، والانتصار للصواب ورفض الخطأ، ذلك من ناحية، ومن ناحية أخرى الانقياد لفرد مهما كانت قدرته، أو جماعة مهما كان تأثيرها.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«كلما دخلت أمة لعنت أختها» «كلما دخلت أمة لعنت أختها»



GMT 17:11 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا
 العرب اليوم - عبدالله بن زايد يبحث آخر التطورات مع وزير خارجية سوريا

GMT 21:53 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025
 العرب اليوم - زينة وباسم سمرة معاً في الدراما والسينما في 2025

GMT 20:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 02:56 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

النيران تلتهم خيام النازحين في المواصي بقطاع غزة

GMT 17:23 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنتر ميلان الإيطالي يناقش تمديد عقد سيموني إنزاجي

GMT 16:59 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يتوعد الحوثيين بالتحرّك ضدهم بقوة وتصميم

GMT 17:11 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

اتحاد الكرة الجزائري يوقف حكمين بشكل فوري بسبب خطأ جسيم

GMT 02:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 10 ركاب وإصابة 12 في تحطم طائرة في البرازيل

GMT 06:45 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

انفجار قوي يضرب قاعدة عسكرية في كوريا الجنوبية

GMT 17:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

.. قتلى في اصطدام مروحية بمبنى مستشفى في تركيا

GMT 11:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 10:40 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

الكرملين ينفي طلب أسماء الأسد الطلاق أو مغادرة موسكو

GMT 06:35 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تعليق الرحلات من وإلى مطار دمشق حتى الأول من يناير

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 10:53 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

شام الذهبي تعبر عن فخرها بوالدتها ومواقفها الوطنية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab