ساعات الخطر

ساعات الخطر

ساعات الخطر

 العرب اليوم -

ساعات الخطر

بقلم: د. محمود خليل

عندما يواجه الكثير من المصريين خطراً يمسون شديدى الذاتية، لا يفكرون إلا فى أنفسهم، ولا يبحثون إلا عن نجاتهم الشخصية، بغض النظر عمن حولهم، حتى ولو كانوا أقرب الأقربين.ثمة أمثال شعبية عديدة تعبر عن هذا المعنى بصورة شديدة القسوة.

منها على سبيل المثال: «أنا ومن بعدى الطوفان».

فالمهم أن ينفد البنى آدم بنفسه وليغرق الطوفان الآخرين من بعده.. وبمناسبة «الطوفان» هناك مثل آخر يقول: «إن جاك الطوفان.. حط ابنك تحت رجليك وعدّى».. والمعنى فيه موغل فى القسوة، فليس أعز على الإنسان من أبنائه فلذات كبده.

قد يقول قائل إن هذا الكلام يأتى من وراء القلب، ولا يصدق فى الواقع فالمسألة ليست كذلك، فالإنسان وقت الخطر قد يستنفر بدرجة أكبر من أحواله العادية فى مواجهة ما يهدده، بل وقد يضحى بنفسه فداءً لمن حوله، ولا نستطيع أن نغفل مثل هذا القول، فقد تجد نماذج على هذا النحو، تضحى من أجل غيرها، لكن يبقى أنها نماذج تكاد تكون استثنائية، تؤكد القاعدة ولا تنفيها. وكم تتزاحم أروقة المحاكم بآباء لا يريدون الإنفاق على أولادهم بعد طلاق الأمهات، وأمهات يزهدن فى أولادهن عندما يطرق بابهن عريس جديد.

المسألة قديمة متجددة، فوقت الخطر أحياناً ما يعمى بصر المصرى عمن حوله، ولا ينظر إلا لنفسه فى محاولة النجاة بها.. انظر على سبيل المثال إلى «الجبرتى» وهو يصف حالة الذاتية والرغبة فى النجاة بالذات التى أصابت المصريين، لما انكسر جيش المماليك بقيادة مراد بك أمام جنود الحملة الفرنسية.. يقول الجبرتى فى «عجائب الآثار فى التراجم والأخبار»: «واستمر معظم الناس طول الليل خارجين من مصر، البعض بحريمه، والبعض ينجو بنفسه ولا يسأل عن أحد، بل كل واحد مشغول بنفسه عن أبيه وابنه، فخرج فى تلك الليلة معظم أهل مصر، البعض إلى الصعيد، والبعض لجهة الشرق وهم الأكثر، وأقام بمصر كل مخاطر بنفسه لا يقدر على الحركة ممتثلاً للقضا متوقعاً للمكروه، فاستسلم للمقدور، ولله عاقبة الأمور.. والحال أن الجميع لا يدرون أى طريق يسلكون، وأى جهة يذهبون، وأى محل يستقرون، فتلاحقوا وتسابقوا، وخرجوا من كل حدب ينسلون».

يبدو هذا المشهد قريباً من أحد مشاهد القيامة فى القرآن الكريم، والذى تحكى عنه الآيات الكريمة من سورة عبس والتى تقول: «يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه».

ولا يجد المصرى تشبيهاً أقرب لساعات الخطر من وصف القيامة.

فأى تهديد بالنسبة له يعنى أن القيامة قامت حين يوقع، أو «القيامة هتقوم» إذا أحس أنه فى الطريق إلى الوقوع، ولهذه القاعدة استثناءات، كما حكيت لك، ولا بد أن يتمتع الإنسان الذى يقوى على غير ذلك بدرجة عالية من الثبات الانفعالى، والسمو الوجدانى، والعطف على الآخر.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساعات الخطر ساعات الخطر



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab