من أين سيأتي وكيف ومتى

من أين سيأتي وكيف ومتى؟

من أين سيأتي وكيف ومتى؟

 العرب اليوم -

من أين سيأتي وكيف ومتى

بقلم - د. محمود خليل

 

لا يعرف أحد طبيعة المزاج المصري والأسباب التي تدفعه إلى التمجيد وتخليد ذكرى بعض من مروا عليه من حكام، أو تهميش من قرر تهميشهم أو حتى إسقاطهم بالجملة من ذاكرته.

الخديو عباس حلمي الثاني من الشخصيات التي احتلت مكانة خاصة في الذاكرة المصرية الحديثة، وظل الوجدان الشعبي يحفظ اسمها، بل ويهتف به بمناسبة وبدون مناسبة، خلال فترة اعتلاء الرجل للسدة الخديوية أو بعد عزله عن الحكم، خلال فترة حياته أو بعد رحيله عن الحياة عما 1944.الأجيال التي عاشت طفولتها أوائل السبعينات تذكر ذلك الهتاف الشهير الذي كان يرددونه في مظاهرات الصخب التي كانوا يهوون الانخراط فيها، وهم خارجون من المدارس، هتاف "الله حي.. عباس جاي".

لم يسأل كثيرون منهم من هذا "العباس" وأين هو ومن أين سيأتي وكيف ومتى؟ وكل ما كان يطربهم في الأمر هو سجع الهتاف. ولست أدري على وجه التحديد هل ثمة علاقة بين الظهور المفاجىء لهذا الهتاف أوائل السبعينات (ما بين فترة النكسة وانتصار أكتوبر)، وبين فترة ميلاده التي اقترنت بفرض الحماية الانجليزية على مصر وعزل الخديو عباس حلمي عن السلطة وتولية عمه السلطان حسين كامل نجل الخديو اسماعيل الحكم مكانه مع منحه لقب سلطان؟

الملفت أيضاً أن الهتاف باسم "عباس حلمي" انفجر فجأة خلال ثورة 1919، فقد خرج مجموعة من المصريين يهتفون باسم الخديوي المعزول الذي كان يعيش وقتها في الآستانة، وقد وصل صدى الهتاف إلى أذن سعد باشا قائد ثورة المصريين في ذلك الوقت -كما يسجل مصطفى أمين في كتابه "الكتاب الممنوع"- وانزعج الباشا أشد الانزعاج لذلك، ومؤكد أن السلطان فؤاد -سلطان مصر بعد حسين كامل- انزعج هو الآخر مما يسمع، وكان التبرير الذي سيق في ذلك الوقت أن فلول الحزب الوطني الذي أسسه مصطفى باشا كامل هي من تقف وراء هذا الهتاف.

التبرير بدا مقنعاً لسعد باشا، وذلك لسببين، الأول أن العلاقة بين الحزب الوطني وعباس حلمي كانت وطيدة، بل إن الخديوي كان من أوائل من دعموا هذا الحزب، بل وقل إن سياسة مصطفى كامل كانت ترجمة للررؤية السياسية للخديوي التي كانت تقوم على الاستعانة بالدولة التركية في تحرير مصر من الانجليز، انطلاقاً من أن مصر ولاية عثمانية، بالإضافة إلى اللعب على أوتار التناقض والصراع بين كل من انجلترا وفرنسا، والاستعانة بدعم الدولة الفرنسية ضد دولة الاحتلال، أما السبب الثاني فيتعلق بالخصومة التي وقعت بين الحزب الوطني والوفد الذي تشكل للتفاوض على استقلال مصر بعد الحرب العالمية الأولى، والذي تم تهميش محمد بك فريد من المشاركة فيه (كان يعيش حينها في ألمانيا)، رغم سابقته المعروفة في الكفاح الوطني.

مؤكد أن السياق يحكم، ولست تستطيع أن تحكم على توجه شعبي أو حزبي أو رسمي دون أن تأخذ في الاعتبار الظروف التي اقترنت بهذا التوجه، لكن ما يهمنا في هذا السياق هو تحليل المزاج المصري في الاحتفاظ أو محو أسماء معينة من ذاكرته.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من أين سيأتي وكيف ومتى من أين سيأتي وكيف ومتى



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 08:43 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
 العرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 12:05 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب
 العرب اليوم - أردوغان ينوي بحث انسحاب القوات الأميركية من سوريا مع ترامب

GMT 11:35 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة
 العرب اليوم - مكون غذائي يساهم في تسريع تعافي العضلات بعد ممارسة الرياضة

GMT 04:54 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب
 العرب اليوم - غوتيريش يؤكد أن الأمم المتحدة مستعدة للعمل مع ترامب

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ

GMT 14:43 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

كندة علوش تعود إلى الدراما بمسلسل ناقص ضلع فى رمضان 2025

GMT 20:13 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات الأحزمة الفاخرة لإضافة لمسة جمالية على مظهرك

GMT 00:38 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يؤكد أن هناك الكثير من عمليات الغش في فيلادلفيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab