السيدة «الصابرة الصامدة»

السيدة «الصابرة الصامدة»

السيدة «الصابرة الصامدة»

 العرب اليوم -

السيدة «الصابرة الصامدة»

بقلم: د. محمود خليل

قرّر الحسين المسير إلى الكوفة، بعد ما وصله من رسائل من أهلها يدعونه إلى المجىء إليهم ليقودهم فى معركة فاصلة مع «يزيد».

قرّرت السيدة زينب الخروج معه، لم يكن لها وهى التى لعبت دور الأم فى حياته أن تتركه.. يا لها من امرأة صلبة، فقد كانت، رضى الله عنها، تقدّر كم الغشومة المتوقع من بنى أمية التعامل بها مع أهل البيت، لكنها آمنت بقضية شقيقها وحقه فى الدفاع عن استعادة قيم النبوة، حتى لو كانت الحياة نفسها ثمناً يدفعه أهل البيت مقابل ذلك.

يحكى «ابن الأثير» فى «الكامل فى التاريخ» أن الحسين غفا ببعض الوقت (قبل الخروج إلى كربلاء)، ثم رفع رأسه فوجد إلى جواره أخته زينب، فقال لها: إنى رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فى المنام، فقال: إنك تروح إلينا. فلطمت الأخت المشفقة وجهها، وقالت: يا ويلتاه! قال: ليس لك الويل يا أخية، اسكتى رحمك الله!.. ما أشد ما لقيت هذه السيدة الجليلة من عذابات، قبل «كربلاء» وخلالها وبعدها.

لا أجدنى بحاجة إلى أن أحكى لك ما تعرفه عما حدث للحسين وأهل البيت خلال هذه الحمحمة الظالمة، التى صمد فيها الحسين وأبناؤه، وأبناء شقيقه الحسن، وأبناء شقيقته زينب، وأبناء عقيل بن أبى طالب، وغيرهم من أهل البيت صمود الأبطال الذين استرخصوا حياتهم فى سبيل ما آمنوا به.ما يهمنا هو تأمل موقف السيدة زينب، رضى الله عنها، فى هذه المعركة.

فخلال هذه المعركة ظهرت حفيدة رسول الله للناس لأول مرة فى حياتها، حيث تركت خدرها وهى تشد صبية أهل البيت الذين خرجوا يدافعون عن أبيهم وعمهم، وهرولت نحو شقيقها حين وجدته يقف وحيداً فى مواجهة سيوف بنى أمية.

جرت السيدة زينب نحو عمر بن سعد، فقالت: يا عمر أيُقتل أبوعبدالله وأنت تنظر إليه؟ فدمعت عيناه حتى سالت دموعه على خديه ولحيته وصرف وجهه عنها.

صرخت السيدة زينب كثيراً وهى تنظر إلى سيوف بنى أمية بينما تولغ فى دماء بنى الأكرمين.

نظرت إلى السماء وصاحت: يا محمداه صلى عليك ملائكة السماء! هذا الحسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الأعضاء، وبناتك سبايا، وذريتك مقتلة تسفى عليها الصبا!بكت كثيراً وهتفت «ليت السماء تنطبق على الأرض».. ما أشد قسوة هذه العبارة وما أعمق تعبيرها عن كم الحزن والحسرة اللذين نسجا مشاعر السيدة زينب فى هذه اللحظات الموجعة.

ولولا تحامل السيدة زينب على نفسها فى هذه اللحظات الصعبة لاجتثت شأفة نسل النبى محمد، صلى الله عليه وسلم، يوم كربلاء، فقد نافحت عن آخر ذكر تبقى من أبناء الحسين، وهو على الأصغر، أو على زين العابدين، وحالت دون وصول سيوف بنى أمية إليه.

فقد نظر ابن زياد إلى على وهو بين النسوة، وقال: انظروا هذا أدرك؟.

والله إنى لأحسبه رجلاً، فكشف عنه مرى بن معاذ، فقال: نعم قد أدرك.

فقال: اقتله. فقال على بن الحسين: من يوكل بهذه النسوة؟.

وتعلقت به زينب عمته، فقالت: يا ابن زياد حسبك منا ما فعلت بنا.

أما رويت من دمائنا؟. وهل أبقيت منا أحداً؟.

واعتنقته وقالت أسألك بالله إن كنت مؤمناً إن قتلته لما قتلنى معه».

رضى الله عن تلك السيدة التى واجهت مواقف عصيبة تنوء بها أعتى الشخصيات، متسلحة بما حباها الله تعالى من إيمان عميق.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السيدة «الصابرة الصامدة» السيدة «الصابرة الصامدة»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab