مواجهة عالمية

مواجهة عالمية

مواجهة عالمية

 العرب اليوم -

مواجهة عالمية

بقلم - محمود خليل

وصف رئيس الوزراء البريطانى، بوريس جونسون، الغزو الروسى لأوكرانيا بـ«الحرب على الديمقراطية»، وهو ذات الطرح الذى يستند إليه الديمقراطيون بزعامة جو بايدن فى الولايات المتحدة عند تفسير الغزو. الغرب كله يتبنى هذه الصيغة.موقف الصين التى ينظر البعض إليها كحديقة خلفية لروسيا لم يتحدد بعد، فقد اكتفت بدعوة كل الأطراف إلى ضبط النفس.

وتقف كل من روسيا والصين على الطرف النقيض للفكر الديمقراطى الغربى، الذى يرى أن صناعة القرار بالدولتين يعتمد على الفرد الذى يتحكم فى كل شىء، وبإمكانه أن يفعل بالعالم ما فعله هتلر خلال الحرب العالمية الثانية، ولعلك تعلم أن شعار «الدفاع عن الديمقراطية» طرح أيضاً فى مواجهة هتلر، الرجل الذى شجعه الغرب على محاربة الشيوعية فى بدايات حكمه، ثم انقلب عليه لما وضع عينه على أوروبا وقرر السيطرة على بلدانها وإنقاذ القارة العجوز -كما كان يردد- من الكارثة.

تحت سيطرة الحكم الفردى تمكن «بوتين» من انتشال روسيا من وهدتها بعد تفكك الاتحاد السوفيتى عام 1991، واستطاع النهوض بها ورفعها إلى مصاف الدول القوية القادرة على المنافسة عالمياً، وفى ظل الحكم الفردى أيضاً نجحت الصين فى أن تصبح قوة اقتصادية هائلة.

لكن يبقى سؤال: هل الحكم الفردى قادر على الدوام على إحداث الفارق النوعى الذى يمكنه من مواجهة أنظمة ديمقراطية عتيدة، تعتمد صناعة القرار فيها على مؤسسات؟

التجربة التاريخية تقول إن الأنظمة الفردية قادرة على بناء قدرات اقتصادية وعسكرية وتكنولوجية كبيرة، لكن مشكلتها الرئيسية تكمن فى طبيعتها. فترك صناعة القرار فى يد شخص واحد ليس مضمون العواقب فى كل الأحوال، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بأهداف خارجية يخرج فيها صانع القرار الفرد إلى فضاء العالم الخارجى ليواجه أنظمة تعمل بشكل مختلف، ولا يستطيع أن يملى عليها ما يمليه على شعبه داخلياً.

ثمة اتفاق أن الطريقة التى عالج بها الاتحاد السوفيتى انفجار المفاعل النووى «تشيرنوبل» -ومقره شمال أوكرانيا بالمناسبة- تقدم نموذجاً على الأزمة التى يمكن أن ينتهى إليها الحكم الفردى، فقد كشفت حجم الإهمال، والتستر على الأخطاء، وإخفاء الحقائق عن الناس، وعدم التحرك السريع لمواجهة الكوارث، وعدم وجود أنظمة لتوقعها، وغير ذلك من سمات أدت إلى وقوع الكارثة.

انفجار المفاعل «تشيرنوبل» عام 1986 كان من أهم المؤشرات التى عكست حالة الترنح التى عاشها الاتحاد السوفيتى قبل السقوط فى فخ التفكك عام 1991، واضطر النظام الفردى هناك إلى التعاون مع الغرب من أجل السيطرة على تداعياته.

للديمقراطية الغربية أيضاً مشكلاتها، فمن خلفها تقبع ديكتاتورية رأس المال، وقدرته على التحكم فى الرأى العام عبر أدوات السيطرة الناعمة، وجماعات الضغط والدور الذى تلعبه فى صناعة القرار، والانتقائية والكيل بمكيالين فى التعامل مع قضايا حقوق الإنسان عندما يتعلق الأمر بالإنسان خارج الغرب.

بدأت المواجهة بين ديمقراطية الغرب وفردية هتلر خلال الحرب العالمية عام 1939 بانتصارات سريعة وخاطفة لألمانيا وانتهت بهزيمة ساحقة دخلت القوات السوفيتية على أثرها العاصمة برلين عام 1945.

سننتظر ونرى ما ستتمخض عنه المواجهة الجديدة التى يشهدها العالم حالياً.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مواجهة عالمية مواجهة عالمية



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:41 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

محمد صلاح لن يشارك مع مصر في أولمبياد باريس 2024
 العرب اليوم - محمد صلاح لن يشارك مع مصر في أولمبياد باريس 2024

GMT 16:44 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عاصفة شمسية ضخمة تتجه نحو الأرض خلال ساعات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab