هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان؟

 العرب اليوم -

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان

بقلم - محمود خليل

تقول الآية رقم (60) من سورة الرحمن: «هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ». ما من قلب مؤمن يستوعب معنى هذه الآية حتى يطمئن قلبه لوعد الله فى الدنيا والآخرة.

إحسان الإنسان فيما يناط إليه من مهام فى الحياة لا بد أن يجد أثره فى النتائج الجيدة التى يحصدها من عمله. لذلك فالعاقل من يفهم أن أصل النجاح فى الحياة هو «الإحسان»، وأن الله تعالى يقول «إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا».

فكل شىء فى الحياة يقع بأمر الله وبإذنه، ولو اجتمع الناس جميعاً على منع شىء قدره الله تعالى لشخص لا يمنعونه عنه، ولو اجتمعوا على نفعه بشىء قدر الله حرمانه منه لا ينفعونه به.

العاقل من يقوم بالمطلوب منه: «الإحسان» بما يحمله من معانى الإجادة والإتقان والأخذ بالأسباب، والله تعالى لن يضيع جهده، ولا يظنن إذا حرمته الأقدار من هدف أو موقع أو حلم كان يعمل من أجله أن إحسانه صار هباء، فهو لا يدرى ما كان مخبوءاً له فيما تمناه، ولا ما دفعه الله عنه حين لم يحقق له ما تمنى، فجزاء الإحسان لا يأتى فى صورة تحقيقات وإنجازات يحظى بها الإنسان فى الحياة، فقد تأتى فى صورة دفع خطر عن الشخص المحسن. فالإحسان المتدفق من الخالق العظيم له وجهان: العطاء والحماية.

قول الله تعالى «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» يحمل دلالة على معنى العدل، وعدل الله مطلق، فهو فى كل الأحوال لا يضيع أجر المحسنين: «إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ»، وأنت لا تدرى أين ستجد جزاء إحسانك، لكنه فى كل الأحوال مضمون، فإن لم تجده فى شىء ترجوه كنت تظن أنه نافع لك، فقد تجده فى شىء آخر لا تتوقعه ويكون أحسن لك وأنفع.. المهم فى كل الأحوال أن يتعلم الإنسان الدرس ويجازى إحسان الغير بإحسان مقابل، حتى لا يشح معنى الإحسان فى الحياة، ذلك جانب من جوانب العدل التى يجب أن يستوعبها بنو آدم.

ربط الخالق العظيم بين العدل والإحسان فى الآية الكريمة التى تقول: «إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى»، وهى آية يسمعها المسلمون فى كل خطبة جمعة، ويحفظها أغلبهم عن ظهر قلب، فإلى أى حد تؤثر بعد ذلك فى سلوكهم. ربط الله تعالى أيضاً معنى الإحسان ومسألة التعامل بين البشر فى الآية التى تقول: «ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم». فالتعامل الحسن بين البشر يؤدى إلى العيش فى سلام ومحبة وهدوء وسكينة. والإحسان مع المسىء وسيلة راقية لتهذيب سلوكياته.

معنى الإحسان فى القرآن الكريم شامل متكامل، فالله تعالى الذى يحسن إلى مخلوقاته جميعاً ارتضى لهم الإحسان فيما بينهم، وجعله مفتاحاً من مفاتيح السلام والرقى فى حياة البشر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل جزاء الإحسان إلا الإحسان هل جزاء الإحسان إلا الإحسان



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab