أفكار قديمة فى زمن جديد

أفكار قديمة فى زمن جديد

أفكار قديمة فى زمن جديد

 العرب اليوم -

أفكار قديمة فى زمن جديد

بقلم - محمود خليل

فى عالم الأفكار يوجد «أفكار قديمة» و«أفكار جديدة»، ويوجد أيضاً ما يمكن أن نطلق عليه الأفكار العابرة للزمن.النوع الأخير من الأفكار يقع فى أغلبها فى زاوية الدين الذى يمثل ركن الثبات فى حياة البشر والخط الواصل بين الأجيال المختلفة، لكن ذلك لا يمنع من تقديم فهوم جديدة لبعض الأفكار المتوارثة، استجابة لتحولات العصر وظروفه ومتطلباته، وهى فى الأغلب فهوم لا تبارح الجوهر النقى الخالد، خصوصاً على مستوى العقيدة.

إذا خرجنا من دائرة الدين ودخلنا دائرة الدنيا فستظهر لنا الأفكار القديمة والأخرى الجديدة.

على سبيل المثال فكرة «الاستعمار» تعد من الأفكار القديمة التى سيطرت على الغرب لمدة طويلة من الزمن، ودفعت دوله إلى غزو غيرها وابتلاع ثرواتها، لعقود طويلة، ومع تطور الفكر البشرى وظهور حركات التحرر، بدأت تظهر أفكار جديدة للاستعمار، واستبدل بالسلاسل الحديدية فى السيطرة على الدول، ما أطلق عليه فى الستينات من القرن الماضى بالسلاسل الذهبية، فبدأت الأشكال المختلفة للتبعية فى الظهور، فكانت هذه الدولة أو تلك تابعة للعالم الرأسمالى الغربى، مقابل دول أخرى تابعة للعالم الاشتراكى، وبالتوازى مع هذين الشكلين من التبعية ظهرت فكرة الحياد الإيجابى والوقوف على مسافة متساوية بين العالمين.

الفكرة التى لا تلبس ثوب عصرها مآلها الفشل وتسميم حياة البشر. واستدعاء فكرة السيطرة الحديدية من جانب دولة على دولة أخرى عبر غزوها واحتلال أرضها وفرض الإرادة على شعب آخر يظهر الآن كحديث عجيب غريب لا يتناغم مع روح العصر.. والتجارب القريبة تقول بفشل هذه الفكرة، مثل تجربة الولايات المتحدة الأمريكية فى احتلال أفغانستان، ثم تجربتها فى احتلال العراق، فقد خرجت القوات الأمريكية من الدولتين، بعد أن قلبت معادلة الحياة فيهما، فسيطرت طالبان على أفغانستان، وسيطرت الفوضى والصراعات المذهبية على العراق، وفى الحالتين دفع البشر ثمناً لهذه النتائج.

من حق بل من واجب كل دولة أن تحمى أمنها وأمن شعبها، هذه مسألة لا خلاف عليها، لكن بشرط صغير أن تتعامل بأدوات العصر، ولا تلجأ إلى حيل وأساليب السيطرة الحديدية القديمة التى تجاوزها الزمن، فقد تمكنها من إحداث الزوبعة، لكنها بحال لن تساعدها على النجاح فى تغيير الواقع على الأرض.

إحياء الأفكار والأشكال والصور القديمة مسألة صعبة.. والحلم باستعادة الأمجاد الإمبراطورية والتمدد على الأرض بالاستناد إلى نظرية المجال الحيوى وغير ذلك لا يزيد عن محاولة لإحياء ميت.. من حق الشعوب أن تختار، وهى حرة فى اختياراتها وهى من بعد مسئولة عن تحمل نتائج هذه الاختيارات.

أساليب السيطرة الحديدية على الشعوب لا تتسق بحال مع المعادلة الزمنية الجديدة التى تعيشها البشرية، والتى تعتمد بالأساس على فكرة السيطرة الناعمة. نحن نعيش زماناً مختلفاً ينحاز فيه البشر إلى الأفكار من المنظور المصالحى البحت، وتتحدد فيها الانحيازات طبقاً لشبكة المنافع والمكتسبات.. الجيل الحالى من الشعوب أكثر براجماتية من أى جيل مضى.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أفكار قديمة فى زمن جديد أفكار قديمة فى زمن جديد



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 20:58 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

موسكو تسيطر على قرية بمنطقة أساسية في شرق أوكرانيا

GMT 14:19 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء إطلاق أقمار "MicroGEO" الصناعية فى اللحظة الأخيرة

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

وفاة جورج إيستام الفائز بكأس العالم مع إنجلترا

GMT 17:29 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

سائق يدهس شرطيا في لبنان

GMT 14:06 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

إصابات بالاختناق خلال اقتحام الاحتلال قصرة جنوبي نابلس

GMT 07:06 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مقتل 6 في غارة إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين بغزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab