جيل الحرب والسلام

جيل الحرب والسلام

جيل الحرب والسلام

 العرب اليوم -

جيل الحرب والسلام

بقلم - د. محمود خليل

الجيل "إكس" - من مواليد الستينات - هو آخر جيل عاصر الحروب بين مصر وإسرائيل، تفتحت طفولته المبكرة على هزيمة 1967، ولمح إحساس الانكسار وهو يسكن أعين الكبار، وحالة الحزن العام التي كست وجه الحياة في مصر وقتها، والصراخ الباكي في الشوارع لأصوات تطالب بالثأر واسترداد الأرض والكرامة، وكلمة هنحارب المحفورة بالطباشير والأضافير على حوائط المباني وجدران البيوت.

ولما مات جمال عبد الناصر أواخر عام 1970 ارتج الوجدان الطفولي لهذا الجيل كرد فعل للهزة العامة التي ضربت وجدان الكبار، وأخذ يبكي معهم على الزعيم الذي بني العروبة طوبة طوبة: "ابكي ايكي يا عروبة.. ع اللي بناكي طوبة طوبة".. وينشد مع الكبار لحبيب الملايين: "الوداع يا جمال يا حبيب الملايين".. لم يكن هذا الجيل يعرف عن جمال عبد الناصر -في ذلك الوقت- غير اسمه وصورته، التي كانت معلقة فوق الحوائط داخل العديد من البيوت.

عرف هذا الجيل "السادات" جيداً، وذلك في طفولته المتأخرة ومراهقته، واهتز مع القرارات التي صنع بها زعامته، وعلى رأسها قرار الحرب في أكتوبر.

عاش حدث الحرب، ورسخت في وجدانه أغانيها، وانطبعت بذاكرته صورة الرئيس "السادات" وهو يرتدي بزة الحرب، ومن حوله قادة القوات المسلحة، ارتج وجدانه وهو يسمع الحوار الخالد بين أنور السادات واللواء أحمد بدوي -وقتها- حول المقاومة الباسلة التي خاضتها مدينة السويس، حفظ عن ظهر قلب الكثير من الجمل التي كان يكررها الرئيس السادات حول العبور فوق الجسر الفاصل بين اليأس والرجاء.

تربى هذا الجيل في طفولته على الحرب كجزء من الحياة، وكقدر مكتوب على أهل هذا البلد، سوف يأتي عليهم الدور ليعيشوه، وبينما كان يتبخترون في طفولتهم إذا "بجردل ميه ساقعة" يسكب على وجدانهم الساخن فيصيبه برعشة، حين قرر "السادات" زيارة إسرائيل 1977، وكان ما أعقب ذلك من اتفاق حول مبادىء السلام في كامب دافيد 1978، ثم اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.

عاش الجيل حالة الوجوم التي عاشها الكبار خلال هذه السنوات وهم يسمعون من يطالبهم بنسيان العداء لإسرائيل، والعبور فوق الحاجز النفسي الذي يفصل بينهم وبين السلام.انتهى المشهد عام 1981 باغتيال الرئيس السادات، وسط حالة شعبية من الوجوم والخوف واهتزاز اليقين في المستقبل، وتسلم الرئيس مبارك -رحمه الله- راية الرياسة، ومعها استلم هذا الجيل الذي كان يترواح عمره أيامها ما بين الـ18- 20 عاماً، ليسلمه وهو في الـ50 من عمره أو على مشارف الخمسين، عقب ثورة يناير 2011.

وطيلة الأعوام الثلاثين التي حكمها مبارك نسي المصريون موضوع الحرب مع إسرائيل، وبدأت الأجيال الجديدة تتربى على حروب جديدة بين العرب وبعضهم البعض، مع دخول أطراف أجنبية على خط المنطقة لتخوض حروباً لصالح دول معينة ضد أخرى.

ولأنه مكتوب على هذا الجيل أن ينتهي عند نفس النقطة التي بدأ منها، ها نحن أولاء إزاء تهديد نعيشه منذ أسابيع على حدودنا الشرقية، والأحاديث تتواتر حول الموضوع القديم الذي تجدد فجأة، حول "حرب إسرائيل".

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل الحرب والسلام جيل الحرب والسلام



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:39 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة
 العرب اليوم - أفكار هدايا لتقديمها لعشاق الموضة

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد
 العرب اليوم - وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 07:49 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل
 العرب اليوم - نصائح بسيطة لإختيار إضاءة غرف المنزل

GMT 09:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور
 العرب اليوم - تامر حسني يكشف حقيقة عودته لبسمة بوسيل ويصدم الجمهور

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 06:40 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 06:32 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 08:12 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

ممرات الشرق الآمنة ما بعد الأسد

GMT 09:29 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

للمرة الأولى بعد «الطائف» هناك فرصة لبناء الدولة!

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

رسميا الكويت تستضيف بطولة أساطير الخليج

GMT 06:30 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 14:14 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 4.7 درجة يضرب مدينة "سيبي" الباكستانية

GMT 14:10 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

جيش الاحتلال يرصد إطلاق صاروخين من شمال غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab