ترك الشعوب لأقدارها

ترك الشعوب لأقدارها

ترك الشعوب لأقدارها

 العرب اليوم -

ترك الشعوب لأقدارها

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

احتجاجات لا تتوقف من جانب اللبنانيين على تردى الأوضاع المعيشية.

عراكات المواطنين هناك تتم لأتفه الأسباب.. فهنا خناقة على «كيس سكر» وهناك معركة على «رغيف الخبز».

لم يعد للمدخرات هناك قيمة تذكر بعد أن أصبح الدولار يعادل آلاف الليرات، وليت المواطن يستطيع الحصول على مدخراته أو راتبه بسهولة، فى ظل الشح النقدى داخل البلاد.

العملة الصعبة خرجت من لبنان ولم تعد، وتركت وراءها حالة غير مسبوقة من التصخم والغلاء الذى ينوء به ظهر المواطن.

يفكر اللبنانيون باستمرار فى الاحتجاج من أجل دفع المسئولين إلى الدخول فى مواجهة مع الأسباب الحقيقية للمشكلات التى يعانى منها لبنان، خصوصاً على مستوى الاقتصاد والمعايش، فالمسئولون يعلمون أكثر من غيرهم الطريقة التى خرجت بها الأموال من لبنان ليترك أهله نهباً للضغوط المعيشية!

المسئولون يعلمون أيضاً كيف نخر الفساد فى أعمدة الدولة حتى كاد بناؤها ينهار.

المواطن ليس أمامه سوى الاحتجاج.. فماذا يفعل الناس أمام شح السلع والغلاء وانهيار سعر العملة المحلية؟

من جانبها ترى الحكومة اللبنانية أن الاحتجاجات تعمق من الجراحات الاقتصادية التى يعانيها لبنان، وتلمح إلى أن خروج الناس واحتشادهم فى الشوارع وقطع الطرق وغير ذلك من أشكال للتعبير عن الغضب تضيف مشكلات جديدة إلى ما هو قائم.

لكن لو نظر المسئولون اللبنانيون نظرة أكثر موضوعية إلى الأحوال فسوف يجدون أنفسهم عاجزين عن كبح جماح الانهيار فى العملة المحلية «الليرة»، مع عجز مقابل عن حماية الاحتياطى الدولارى اللبنانى الذى يتم استهلاكه فى شراء السلع الأساسية التى يحتاجها الناس طبقاً للسعر الرسمى للصرف (1500 ليرة).

الفارق طبعاً كبير بين السعر الرسمى للورقة الخضراء (1500 ليرة) والسعر الذى تباع به فى السوق السوداء بما يقرب من (12 ألف ليرة).

ينسى المسئولون عن لبنان أيضاً عجزهم عن تشكيل حكومة قادرة على الخروج بالبلاد من النفق المظلم الذى دخلت فيه. فالفرقاء السياسيون هناك ينخرطون فى معارك تشبه عراكات المواطنين فى الشوارع، مدفوعين برغبتهم فى الحصول على حصة أكبر من تشكيل الحكومة.

المنافسة على أشدها بين الرئيس ميشيل عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريرى، فلكل منهما وجهة نظر فى تشكيل الحكومة، بل قل إن «عون» لا يرضى ابتداء عن أن يقوم «الحريرى» بتشكيل الحكومة ويريد واحداً غيره.

وليت هذه المنافسات ما بين الفرقاء اللبنانيين تعكس رغبة فى الإصلاح، فهى على عكس ذلك تعكس أجندة ولاءات خارجية بالأساس.

وليت الخارج يدعم قدرة اللبنانيين على تجاوز عثرتهم الاقتصادية.

على العكس تماماً الكثير من الأصابع الخارجية التى تلعب فى لبنان -تبعاً لأهدافها وحساباتها الخاصة- سحبت يدها من أى دعم أو تمويل اقتصادى للدولة، وتركت اللبنانيين لأقدارهم ومصائرهم.

واثق أن اللبنانيين سيتجاوزون محنتهم فى النهاية، لكن ليت غيرهم من الشعوب العربية يتعلم الدرس، ويفهم أن السكوت على الأخطاء الصغيرة يؤدى إلى كوارث كبرى، إذا لم تأخذ الشعوب على أيدى المسئولين.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترك الشعوب لأقدارها ترك الشعوب لأقدارها



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 16:44 2024 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

قائمة تضم 14 فاكهة توفر أعلى وأقل كمية من السكر

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عاصفة شمسية ضخمة تتجه نحو الأرض خلال ساعات

GMT 03:15 2024 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

السعودية تعرف طريقها المرسوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab