«السادات» و8 ذو الحجة

«السادات» و8 ذو الحجة

«السادات» و8 ذو الحجة

 العرب اليوم -

«السادات» و8 ذو الحجة

بقلم: د. محمود خليل

يوم 8 ذو الحجة له موقع عجيب فى حياة الرئيس السادات، رحمه الله.عام 1977 كان قد مر ما يقرب من 7 سنوات على تولِّى الرئيس «السادات» الحكم، ونحو 4 سنوات على قيادته المصريين فى انتصار أكتوبر. عام 77 كان عاصفاً منذ شهره الأول الذى شهد أحداث 18 و19 يناير، بعدها بنحو شهرين توفى عبدالحليم حافظ فزادت أوجاع القلوب التى أحبته كمطرب وكتجربة إنسانية تعكس صورة عميقة من صور المعاناة. هلّ شهر نوفمبر من هذا العام والناس تتأمل نسمة باردة ترطب نفوسهم التى اكتوت بأشهر الصيف (حر ومصاريف وخلافه)، لكن الرياح أتت بما لا تشتهى السفن، فقد فاجأ «السادات» الجميع بما أطلق عليه «مبادرة السلام»، وذلك فى خطابه الشهير الذى أعلن فيه أنه على استعداد للذهاب لأبعد مكان فى الأرض من أجل السلام، بل على استعداد للذهاب إلى الكنيست والتفاوض مع المسئولين الإسرائيليين فى بيتهم.

يوم 8 ذو الحجة (1397 هجرية) الموافق 19 نوفمبر (1977 ميلادية) حملت إحدى الطائرات المصرية الرئيس السادات والوفد المرافق له من القاهرة إلى مطار بن جوريون، ونزل الرئيس السادات منها يصافح بحرارة جولدا مائير وموشى ديان ومناحيم بيجن وغيرهم من الشخصيات الإسرائيلية التى كنا نسمع عنها، لكن لم يسبق لنا رؤية صورها.

علت الدهشة وجوه المصريين وهم يشاهدون «السادات» يتحدث ويضحك مع المسئولين الإسرائيليين، وتكاملت الدهشة حين رأوه والوفد المرافق له يؤدون صلاة عيد الأضحى بالمسجد الأقصى، والشيخ مصطفى إسماعيل يتلو آيات الذكر الحكيم من فوق تختروانه.

4 سنوات مضت من عمر الزمن حتى وصلنا إلى شهر سبتمبر 1981، فى اليوم الخامس منه اتخذ «السادات» قرارات سبتمبر الشهيرة، بعده بنحو شهر دار الزمن دورته ووصلنا إلى الاحتفال بذكرى انتصار أكتوبر المجيد.

يوم 8 ذو الحجة (1401 هجرية) الموافق 6 أكتوبر 1981 كنا نحتفل كالعادة بذكرى النصر. أمام شاشات التليفزيون تراص الناس لمشاهدة الاستعراض السنوى. فجأة انقطع البث التليفزيونى. تساءل البعض: ماذا حدث؟. أجابهم مذيع التليفزيون الرسمى بأن الاستعراض انتهى، وأن الرئيس يعقد حالياً اجتماعاً مع الحكومة، ولأن الناس تصدق أعينها أكثر من آذانها تشكك بعضهم فيما قيل، وهرولوا كالعادة إلى الراديو، يبحثون عن معلومة فى محطاته الأجنبية التى تبث من الخارج باللغة العربية، بدأت الشائعات تتناثر، والأحاديث تتواتر بأن حدثاً جللاً وقع.

فى الخامسة مساءً هرول الكثيرون من محبى الاستماع إلى إذاعة أم كلثوم إلى الراديو، نوع الأغانى التى تبث عليها مثّل يومها مؤشراً من مؤشرات تحسس ما حدث. فوجئ الناس يومها بأغنية «دعانى لبيته»، تشككوا!، لكن البعض بدَّد شكوكهم بأنها مناسبة لمقام يوم 8 ذو الحجة.

مع زوال شمس يوم 8 ذو الحجة 1401 خرج النائب حسنى مبارك يذيع على المصريين أنباء استشهاد الرئيس. وقتها اختفى المصريون من الشوارع، ولم يظهروا فيها بكثافة كما تعودوا فى مثل هذه الأيام، كان الغموض والخوف من القادم يلفان المشهد بمجمله، لكن الأيام مضت ولم يظهر أى جديد تحت شمس محروسة مصر المحمية.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السادات» و8 ذو الحجة «السادات» و8 ذو الحجة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab