أسرار صفية المهندس

أسرار صفية المهندس

أسرار صفية المهندس

 العرب اليوم -

أسرار صفية المهندس

بقلم - محمود خليل

من يخطو فى الخمسينات أو الستينات من العمر يتذكر جيداً العصر الذهبى لبرنامج «إلى ربات البيوت» الذى كانت تقدمه الراحلة العظيمة الإذاعية القديرة «صفية المهندس».

الاسم الذى تم اختياره للبرنامج -مطلع الخمسينات- كان لافتاً للغاية، فهو يخاطب «ربات البيوت» سواء كانت زوجة متفرغة لرعاية زوجها وأولادها، أو زوجة تعمل فى وظيفة أو مهنة معينة وتجتهد فى التوفيق بين عملها داخل الأسرة وأدوارها فى المجال العام.

كان البرنامج يبدأ يومياً بحديث للأستاذة صفية المهندس، وهى الفقرة التى تعد درة التاج بين فقرات البرنامج، فقد كان الجميع -أرباب وربات بيوت- يلقون السمع لصوتها وهو ينساب فى هدوء وسلاسة بمناقشة الموضوع الذى يدور حوله الحديث.

أجندة الاهتمامات التى دارت حولها أحاديث الإذاعية القديرة كانت شديدة الاتساع والتنوع، وتستوعب جميع القضايا والموضوعات التى تهم الأسرة المصرية. ما أكثر ما أفادت المستمعين بنصائحها الموضوعية البناءة حول علاقة الزوج بالزوجة، وعلاقة الزوجة بالزوج، وعلاقة الآباء والأمهات بأبنائهم. كل آفة اجتماعية أو أسرية تظهر كانت محل نقاش من «صفية المهندس»، وكل طارئ جدّ على مستوى المجتمع وجد مساحة لديها. ما أكثر ما ناقشت موضوعات مثل حق الفتاة فى اختيار شريك حياتها، وواجهت ظواهر مثل زواج البنات فى سن صغيرة، ومتاجرة بعض الأسر ببناتهن بتزويجهن من أغنياء متصابين محليين أو غير محليين.

جوهر النجاح فى حديث «صفية المهندس» ارتبط بسرَّين: السر الأول واقعية الموضوع الذى تناقشه وموضوعيتها الواضحة عند معالجته. فأغلب المشكلات الأسرية والاجتماعية التى تصدت لها ارتبطت برسائل وصلتها من مستمعات أو مستمعين، وكانت السيدة القديرة تجيد اختيار الرسائل التى تحمل موضوعات جديرة بالطرح والنقاش نظراً لما تعبر عنه من مشكلات عامة، وتبرع بعد ذلك فى عرض أبعادها وتفاصيلها، وكشف مكمن الخلل فيها، وطرح العلاج الواقعى لها، فإذا أضفت إلى ذلك لغتها الرصينة والبسيطة فى الوقت نفسه فلك أن تتخيل سلطان المحتوى الإعلامى الذى كانت تقدمه على عقل المستمعين، سواء على مستوى المعلومة أو على مستوى اللغة.

السر الثانى يتعلق بالوعى بالتقاليد الاجتماعية التى تحكم العقل والوجدان المصرى، فكل المعالجات والحلول التى قدمتها «صفية المهندس» امتازت بنزاهتها، وأخذ سمات وطبيعة الأسرة المصرية وما يحكمها من تقاليد فى الاعتبار. الإعلاميون فى هذا الزمان بُرئوا من أى نوع من التفلت أو الإثارة فى الطرح، بسبب تربيتهم الإعلامية العالية، ووعيهم بأن الجمهور يتأفف من الأطروحات غير العقلانية.

لم يعرف زمان القديرة «صفية المهندس» التريند «ع الفاضية والمليانة»، أو الميل إلى الإثارة بهدف السطوع الجدلى البليد على ساحات الاهتمام. كانت الاحترافية غالبة على الأداء، وفى وقت لم يكن هناك وجود للأكواد الأخلاقية التى تغرق بها وسائل الإعلام حالياً، كان صانع المحتوى يراعى أدق الأخلاقيات، ويدقق فى كل لفظ يخرج على لسانه أو على سن قلمه، لأنه يعلم معنى «مسئولية الكلمة»، تلك العبارة التى اختفت على مستوى الإعلام المعاصر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسرار صفية المهندس أسرار صفية المهندس



نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:10 2024 الجمعة ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر
 العرب اليوم - حكيم يرد على شائعة القبض عليه في الإمارات بفيديو من مصر

GMT 12:42 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أحماض تساعد على الوقاية من 19 نوعاً من السرطان

GMT 19:21 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

بشكتاش يواصل انتصاراته فى الدوري الأوروبي بفوز صعب ضد مالمو

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

ارتفاع سعر البيتكوين لـ75 ألف دولار

GMT 16:36 2024 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

إيمان خليف تظهر في فيديو دعائي لترامب

GMT 12:58 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منى زكي تكشف عن تحديات حياتها الفنية ودور عائلتها في دعمها

GMT 15:12 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلاق أول قمر اصطناعي مطور من طلاب جامعيين من الصين وروسيا

GMT 17:41 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يتسبب فى وقف منصات النفط والغاز فى أمريكا

GMT 10:32 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف عبدالباقي يردّ على أخبار منافسته مع تامر حسني

GMT 14:28 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إعصار رافائيل يمر عبر جزر كايمان وتوقعات بوصوله إلى غرب كوبا

GMT 14:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

وقف حركة الطيران في مطار بن جوريون عقب سقوط صاروخ
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab