الصلاة في كوكب تاني

الصلاة في كوكب تاني

الصلاة في كوكب تاني

 العرب اليوم -

الصلاة في كوكب تاني

بقلم - محمود خليل

فى الستينات، ثار جدل كبير فى الصحف بعد صعود الروس والأمريكان فوق سطح القمر، موضوعه الصلاة على هذا الكوكب الجديد البعيد. وتساءل البعض: إلى أين سيوجه المصلى وجهه والكعبة المشرفة قائمة على الأرض؟

رغم سذاجته، فإن السؤال شغل الناس انشغالاً كبيراً، وموطن السذاجة فيه يرتبط بخيالية الفكرة التى يرتكن إليها والتى تفترض أن الناس سوف تهاجر من الأرض إلى الكواكب السابحة فى الفضاء وتقيم عليها حياة، بغض النظر عن صلاحية الظروف والأجواء السائدة عليها لذلك، ناهيك عن أن المسلمين لم يكن لهم فى الموضوع أصلاً، بحكم تراجعهم العلمى والتكنولوجى.

كان السؤال الأجدى بالطرح حينذاك هو: متى نمتلك القدرات العلمية والتكنولوجية التى تؤدى بنا إلى منافسة الغرب (الإمبريالى كما كان يوصف فى ذلك العصر) فى سباق التقدم العلمى والتكنولوجى؟

لم يجلس أحد حينها ليطرح سؤالاً حول التعليم فى مصر وقدرة مؤسساته بما تملكه من أدوات (مقررات ومعامل وأساتذة) على تقديم خريجين يمكنهم أن يشكلوا جزءاً من حركة العلم الحديث التى باتت تتوجه إلى الفضاء، بل انشغل البعض وشغلوا غيرهم بسؤال «القبلة على سطح القمر»، فى وقت يعجزون فيه عن تصنيع أبسط احتياجاتهم.

السياق الزمنى للصعود الفضائى ارتبط بالنصف الثانى من الستينات، ولعلك تذكر ما تعرضت له مصر والشعوب العربية من محن ومشكلات خلال هذه السنوات. وهى محن ومشكلات بدت طبيعية فى ظل المقدمات التى انشغل بها العقل المصرى حينذاك من طراز «القِبلة على القمر».

هناك أسئلة ليس لها من هدف سوى تغييب العقل وتعطيل قدرته على التفكير، وليس ثمة من نتيجة لذلك سوى دفع صاحب العقل المغيب والمعطل إلى قبول ما يعجز فى حالات وعيه ونشاطه عن قبوله. وتستطيع أن تستدل على ذلك من استرجاع العديد من الأحداث المرعبة التى تقبَّلها بعض من عاشوا هذه المرحلة، وتعاملوا معها وكأن شيئاً لم يكن.

عندما يروَّج هذا النوع من الأسئلة داخل مجتمع، وتجد من بين أفراده من يهتم به، فاعلم أنهم يعيشون حالة من حالات «اللا جدوى»، لأن هذه الأسئلة تغرق العقل فى الضلالات، وهو أمر غير مأمون العواقب فى أغلب الأحوال.

هذا النوع من الأسئلة يعبر عن حالة لا وعى بالدين، وكذلك لا وعى بالدنيا. على سبيل المثال لن يتغير شىء فى الدين أو الدنيا حين يخرج علينا أحد بسؤال عن «حجاب المرأة»، فيقول قائل إن الحجاب زى غير ملزم للمرأة ويدعو إلى نبذه، فهى دعوة لا جدوى منها لأنها لن تؤدى بالمحجّبة إلى خلع حجابها، أو يقول آخر إنه ملزم، لأن ذلك لن يترتب عليه أن ترتديه مَن لا ترتديه.

طرح ومناقشة هذه القضايا معناه ببساطة إضاعة الوقت فيما لا يفيد ولن يؤدى إلى تغيير.. مثل هذه القضايا تظهر بين حين وآخر مثل الفقاعات، سرعان ما تكبر، وما أسرع أن تنفثئ، وهى إن عبّرت عن شىء فهى تعبر عن حالة غير صحية مدارها الشغف بـ«اللا جدوى».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصلاة في كوكب تاني الصلاة في كوكب تاني



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة بالروسي
 العرب اليوم - نيقولا معوّض في تجربة سينمائية جديدة  بالروسي

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 15:07 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

كاف يعلن موعد قرعة بطولة أمم أفريقيا للمحليين

GMT 19:03 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

فيروس جديد ينتشر في الصين وتحذيرات من حدوث جائحة أخرى

GMT 13:20 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

برشلونة يستهدف ضم سون نجم توتنهام بالمجان

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 08:18 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مي عمر تكشف عن مصير فيلمها مع عمرو سعد

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 09:44 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الصحة العالمية تؤكد أن 7 ٪ من سكان غزة شهداء ومصابين

GMT 08:54 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

محمد هنيدي يكشف مصير مشاركته في رمضان

GMT 23:13 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زلزال بقوة 5.5 درجة على مقياس ريختر يضرب مدينة "ريز" في إيران
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab