كيف عبرنا النكسة

كيف عبرنا النكسة؟

كيف عبرنا النكسة؟

 العرب اليوم -

كيف عبرنا النكسة

بقلم - محمود خليل

لم تكن نكسة 5 يونيو 1967 حدثاً هيناً على المصريين. وقتها بدا الحدث مفاجئاً بشكل كامل للشعب الذى صدق ما تقوله وسائل الإعلام حول حجم القوة والقدرة اللتين نملكهما فى مواجهة إسرائيل، وظهر الحدث مفاجئاً بصورة نسبية لبعض المسئولين الذين كانوا يدركون أننا نعيش بعض المشكلات على مستوى الأداء، لكنهم لم يتنبهوا إلى أننا نعيش «كارثة أداء»، وهناك قلة توقعت الكارثة قبل حدوثها، فشمتت فيما وقع.

اجتهدت السلطة حينذاك فى توظيف أدواتها الإعلامية والسياسية فى تهوين ما حدث. ابتكر محمد حسنين هيكل -كما تعلم- مصطلح «النكسة» لوصف ما حدث، وبدأ البعض يتحدث عن أننا خسرنا معركة، لكن الحرب مستمرة، واشتط آخرون فى عملية التهوين، فقالوا إن ما حدث لا بد أن نحمد الله عليه -والحمد لله على كل شىء بالطبع- لأن مثلنا كمثل شخص سقط تحت عجلات ترام فأكل يده، وعليه ألا يحزن لأن الله سترها معه وظل معه باقى جسده.

فى المقابل، اجتهدت بعض الأصوات فى تفسير ما حدث، فتطرقت إلى عدم الوعى بالعدو وقدراته، والضحك على أنفسنا فيما يتعلق بقدراتنا، وتم فتح ملف الحريات وضرورة مراجعة منهجية القرارات الأحادية التى سيطرت على مشهد ما قبل النكسة، وتطرق البعض إلى مسألة العصرنة وضرورة الأخذ بأسباب العلم والتكنولوجيا فى مواجهة عدو يعتمد عليهما بصورة لا تحتمل المواربة.

على المستوى العام، ظهر لدى غالبية المصريين اتجاه ينحو تجاه جلد الذات، واتهام النفس بالعجز والجعجعة، واستعادت الذاكرة العديد من الأمثلة الشعبية التى تشوه الشخصية العامة، مثل أن هذا الشعب «زمارة تلمه وعصاية تجرّيه»، و«الجبان له نص الدنيا»، و«عيش ندل تموت مستور»، و«الإيد اللى ما تقدرش تعضها بوسها»، و«لو دخلت قرية بتعبد العجل حش وارميله». وتلك طبائع النفس المتعبة المرهقة التى تعيش حالة صدمة، فما أكثر ما تميل إلى اتهام الذات، عشماً فى أن يقدم لها ذلك نوعاً من التفسير أو التبرير لما حدث.

عكست الاتجاهات الثلاثة التى سارت فيها ردود الفعل حجم الأزمة التى كانت تعيشها كل الأطراف: السلطة والنخبة والشعب. فإنكار الواقع أو محاولة التهوين منه لا يعنى تغييره أو تعديل أوضاعه. فالحقيقة دائماً تفرض نفسها على الجميع، مهما اجتهدنا فى تجميل الواقع. وجلد الذات لا يؤدى أيضاً إلى إصلاح أو تغيير بل يعمّق الجراحات، ويفاقم الأزمات، ويتسبب فى المزيد من السلبية التى تُعجز الشخصية عن الفعل.

كان الأوقع هو الاستماع إلى الأصوات التى حللت الأوضاع العلمية والتكنولوجية والثقافية والسياسية التى نعيشها، وحددت -بناء عليها- أسباب ما حدث، لكن يبقى أن النخب المثقفة أحياناً ما ينظر إليها كعواجيز الفرح اللاتى يثرثرن بكلمات لا جدوى منها، لأن ما وقع قد وقع، ولا سبيل إلى التغيير.

خرجت مصر من هذا النفق حين أدركت كل الأطراف (السلطة والنخبة والشعب) الواقع كما هو واقع، وحين امتلك الجميع «إرادة التغيير».. لحظتها جاء النصر المجيد فى أكتوبر 1973.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيف عبرنا النكسة كيف عبرنا النكسة



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 12:43 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

السودان .. وغزة!

GMT 11:36 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

عودة النّزاع على سلاح “الحزب”!

GMT 11:38 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ماذا تفعل لو كنت جوزف عون؟

GMT 15:55 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال عنيف يضرب إسطنبول بقوه 6.2 درجة

GMT 02:27 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الأربعاء 23 إبريل / نيسان 2025

GMT 11:52 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

ثمة ما يتحرّك في العراق..

GMT 15:56 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

زلزال بقوة 4.3 درجة يضرب ولاية جوجارات الهندية

GMT 15:51 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

وفاة الإعلامى السورى صبحى عطرى

GMT 15:48 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

"بتكوين" تقفز لأعلى مستوى فى 7 أسابيع

GMT 03:26 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

غارات أميركية تستهدف صنعاء وصعدة

GMT 03:29 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

توقعات الأبراج اليوم الخميس 24 إبريل / نيسان 2025

GMT 03:24 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

قتلى وجرحى في انفجار لغم أرضي شرقي حلب

GMT 01:13 2025 الثلاثاء ,22 إبريل / نيسان

جليد القطب الشمالي يسجل أصغر مساحة منذ 46 عاماً

GMT 03:46 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

ارتفاع حصيلة قتلى القصف الإسرائيلي لـ23 شخصًا

GMT 12:58 2025 الأربعاء ,23 إبريل / نيسان

اعترافات ومراجعات (103) رحيل الحبر الأعظم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab